كنت أعتقد أن الدكتور عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود قد أشار بالخطأ إلى برنامج الملك عبدالله للابتعاث وذكر لفظ جامعة الملك عبدالله للابتعاث أثناء حديثه الأسبوع الماضي في اللقاء السنوي المفتوح للطلاب والطالبات.. وكنت أعتقد أن د. عبدالله العثمان سوف يصحح التسمية أثناء كلمته لكنه أنهى حديثه دون تصحيح... وفي ممرات القاعة التقيت بأحد المسؤولين بالجامعة وأخبرته بما سمعت فقال هذه قناعة لدى د. عبدالله العثمان بأن برنامج الابتعاث هو جامعة لاكتمال العناصر الأكاديمية وتطابقها مع أساسيات الجامعة.. وهذا يجعلنا ندخل في عمق فلسفة الدكتور عبدالله العثمان بل يشجع الجهات المعنية في وزارة التعليم العالي لتحويل برنامج الابتعاث إلى جامعة لضمان استمرارية وهيكلية وميزانية البرنامج ولأن عدد منسوبي البرنامج يفوق (100) ألف طالب وطالبة ومرشح خلال (5) سنوات القادمة أن يصل العدد إلى (200) ألف طالب موزعين على العشرات من الكليات والجامعات العالمية فهي من حيث التصنيف وعدد المنسوبين وعدد الكليات وعدد التخصصات والميزانية تفوق حجم أكبر الجامعات السعودية التي بدأت تتحدد هياكلها التنظيمية وطاقتها الاستيعابية.
فالجامعات الأم تضم حوالي (70) ألف طالب وطالبة وجامعات المناطق تحوي (50) ألف طالب وطالبة وجامعات المحافظات تضم (30) ألف طالب وطالبة... كما أني لا أعتقد أن الدكتور العثمان والذي يوصف بالقائد الذي يملك القدرة على التغيير أن يتحدث من فراغ وهو الذي نقل جامعة الملك سعود من مشروع تدريس إلى مشروع بحثي ومهني وشراكة اجتماعية من خلال ثلاثة مشاريع نوعية هي:
أولاً: وادي الرياض للتقنية ليكون بوابة المملكة للدخول في الاقتصاد المعرفي حيث تبلغ استثمارات وادي الرياض للتقنية حتى الآن (3) آلاف مليون ريال.
ثانياً: برنامج أوقاف الجامعة والذي نتج عنه استثمار عقاري كبير.
ثالثاً: برنامج كراسي البحث واستثمرت بعض أمواله في البحث وفندقاً سياحياً تصب أمواله في الأبحاث لذا متأكد أن رؤية وهيكلة جامعة الملك عبدالله للابتعاث حاضرة في أجندة د. العثمان.
إذن الطرح الذي عناه وقصده الدكتور عبدالله العثمان في جامعه الملك عبدالله للابتعاث يحتاج إلى إعادة نظر في البرنامج الحالي والتفكير في جعله جامعة بحثية تتولى الابتعاث والتخطيط للمبتعثين وتحديد التخصصات ثم استيعاب العائدين من أبنائنا في مراكز الأبحاث والربط مع الجامعات العالمية.. فعدد المنتسبين لبرنامج الابتعاث كما أشرت سابقاً متوقع أن يقفز خلال السنوات القادمة إلى (200) ألف طالب وطالبة في تخصصات ودرجات علمية متعددة.
أما ما يتعلق بجامعة الملك سعود فإن د. العثمان ارتجل الحديث لكن الخطط كانت لديه واضحة فعبر عن رؤية ومستقبل الجامعة حتى عام 2015م وهذه بالنسبة لجامعة الملك سعود وثيقة وورقة عمل على المخططين والاستراتيجيين بالجامعة جعلها خطة الجامعة للسنوات الخمس القادمة لأنه ربطها بأهداف الجامعة وأهداف وزارة التعليم وخطة الدولة التاسعة وحدد أفق ورؤية الجامعة وأيضاً فلسفتها... نتمنى لجامعة الملك سعود التوفيق وأن تقود التغيير في الجامعات السعودية.