|
الجزيرة - هبة اليوسف
بيَّن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن وضع استراحات الطرق وضع مخجل جداً ولا يليق بالمستوى الذي يجب أن تكون عليه المملكة اليوم والمواطن السعودي الذي اختار السياحة في بلده لا يستحق إلا أعلى مستوى من الخدمات وأعلى قدر من التميز في تقديم الخدمة ولا يمكن أن نقبل أن المواطن اليوم لا يجد الخدمات المميزة في بلده ولاسيما بالطرق البرية التي يسلكها معظم المسافرين بين مناطق المملكة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تيسير خدمات النقل وانطلاق الوجهات السياحية على مستوى المملكة ووصول المواطن لها وتمتعه في بلده لا يمكن أن يتم بهذا الوضع، ولا يمكن أن تنطلق السياحة على أعلى مستوى مهما كانت منظمة إلا بانطلاق المشاريع الكبرى بتحفيز من الدولة ودعم من المستثمرين عن طريق صندوق التنمية السياحة الذي رفعته الهيئة واقترحه مجلس الشورى الموقر, وذلك حتى تواجه قضية ارتفاع الأسعار الموسمية إلى سعي السياحة للمساهمة في الاقتصاد الوطني من خلال توفر فرص العمل للمواطنين.
مضيفاً: المملكة كدولة وشعب تستحق فعلاً التميز السياحي، فالسائح السعودي الذي يسكن في هذه البلاد لا يجب إلا أن يجد التميز في كل شيء في المعاملة وفي الخدمات المقدمة له وفي المرافق الخدمية وأسعارها كسائح وفي عمق التجربة وثرائها وتمتعه فيها وعودته إلى بيته وهو يستشعر هذه التجربة في ظل هذه الوحدة المباركة التي وحَّدت الثقافات والبشر، والسياحة الداخلية هي أفضل طريقة لتعزيز الوطنية والمواطنة لدى المواطن.
وعبَّر سموه خلال حفل تدشين مجلة السياحة السعودية Saudi Voyager الصادرة باللغة الإنجليزية, وإطلاق (جوائز التميز السياحي السعودي)، بمقر الهيئة في حي السفارات يوم أمس الأحد بالرياض عن سعادته بإطلاق مجلة فيوجر التي تركز على السياحة الوطنية وتشكل إصداراً إعلامياً جديداً للهيئة سيكون أكثر المستفيدين منه الجاليات التي تعيش في المملكة التي تقدر بـ 8 ملايين وافد، ويزورها مئات الألوف من رجال الأعمال والوافدين للعمل والوافدين لأداء العمرة الذين يريدون ويتوقون لقراءة مطبوعات تتعلق بهذا البلد العريق وما فيه من تنوع ثقافي وبيئي وغنى بشري وثراء تاريخي وحضاري, حيث تسعى الهيئة من خلال هذه المجلة للإسهام في خدمة السياحة الوطنية بالكلمة والصورة.
وفي ذات السياق أكد سموه أن إطلاق الهيئة لجوائز التميز السياحي يهدف إلى التحفيز لتطوير قطاع السياحة وخدماته, قائلاً: هذا الموضوع أخرناه وقتاً طويلاً لأننا لم نكن مستعدين ولم تكن صناعة السياحة مهيأة, والآن تغير الوضع والهيئة اليوم تقوم بمجهود خارق في عملية تهيئة قطاع السياحة لأن ينمو ويتطور كما يجب أن يكون في دولة بوزن ومكانة المملكة, فلم يكن الاستعجال هو مطمحنا كنا نريد أن تنطلق صناعة السياحة الوطنية بتضامن كامل بين المجتمع والمناطق والمؤسسات الحكومية حتى تكون صناعة السياحة الوطنية مما يضرب به المثل في تنظيمها وفي انطلاقتها. ولذلك جاء الوقت الآن بعد أن تكونت هذه البنية التنظيمية وأسفرت عن هذه البرامج المميزة التي تأتي ضمن خطة تنفذها الهيئة بشكل دقيق وهي الآن تستعد لانطلاق جوائز التميز لتكون متزامنة مع انطلاق القطاعات السياحية المنظمة والثقافة التي تم بناؤها ونريد لهذه الجائزة أنها تكون محفزاً لتطوير هذه الخدمات وتطوير قطاع السياحة بشكل عام.
من جانبه أكد الأستاذ عبدالله بن سلمان الجهني نائب الرئيس للتسويق والإعلام بالهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة أصدرت مجلة (Saudi Voyager)، لتغطي الفجوة الموجودة بسبب غياب المطبوعات السياحية التي تصدر باللغة الإنجليزية، موضحاً أن الطرح الإعلامي الذي تقدمه المجلة لقرائها يركز على إبراز التنوع في السياحة السعودية وتعدد المقاصد السياحية التي تتنوع وتختلف حسب طبيعة كل منطقة من مناطق المملكة الغنية بالمقومات السياحية، حيث تتوجه المجلة إلى الجاليات الأجنبية المقيمة بالمملكة، وإلى المهتمين بشؤون السياحة والآثار من غير الناطقين بالعربية، بهدف التعريف بالبعد الحضاري والتاريخي للمملكة العربية السعودية الغنية بتنوعها السياحي وتاريخها المتصل بالحضارات التي شهدتها الجزيرة العربية في حقب زمنية مختلفة من التاريخ البشري، بالإضافة إلى تسليط الضوء على جهود الهيئة ودورها البارز في تنمية السياحة الوطنية.
وعن إطلاق (جوائز التميز السياحي السعودي) أشار الجهني إلى أن عملية التحفيز تؤدي دائماً إلى التحسن في جودة المنتجات، مشيراً إلى أن هذه الجوائز تهدف إلى خلق روح المنافسة الشريفة بين القطاعات المختلفة للارتقاء بالخدمات السياحية في المملكة، كما أن روح المنافسة التي ستخلقها هذه الجوائز ستسهم في رفع جودة المنتجات السياحية، وتسليط الضوء على مراحل التطور المستمر في صناعة السياحة السعودية التي تتنامى يوماً بعد يوم، بالإضافة إلى أنها ستكون بمثابة تقدير سنوي لجهود القطاعات المتميزة في هذا المجال على مدار عام كامل.