تقوم السياسة الخارجية لتركمانستان على أساس السلم والمساواة واحترام وسيادة الدول وحقها في اتخاذ مسارها التنموي الخاص بها. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع مستوى نفوذ تركمانستان وتأثيرها على الصعيد الدولي، كما أدى إلى دعم توجهاتها من قبل المجتمع الدولي، وبصفة خاصة من قبل منظمة الأمم المتحدة، ومع مرور الوقت ثبتت صحة وسلامة الخيار الذي اتخذته دولتنا؛ ذلك أنه وعلى مدار 19 عاماً من التعاون الفعّال مع الأمم المتحدة تمكنت تركمانستان من أن تتبوأ موقعها في النظام الدولي، كما أنها من خلال التفاعل مع المجتمع الدولي اكتسبت خبرة واسعة في بناء العلاقات التي تقوم على أساس التناغم والانسجام والمساواة والاحترام مع الدول الأخرى.
واحدة من التوجهات الاستراتيجية لتحقيق السياسة الخارجية لتركمانستان بقيادة فخامة الرئيس قوربان قولي بيردي محمدوف هي توسيع العلاقات والتعاون مع البلدان الأخرى في العالم ومع شركائها، على أساس التعاون بمختلف الأطراف؛ ما يتيح لتركمانستان النجاح في تطوير التعاون مع المنظمات الدولية، وذلك باستخدام إمكانية ترشيح المبادرات المهمة، كما أن تركمانستان بدأت في تنفيذ عدد من المشاريع الإقليمية الرئيسية، التي وجدت دعماً من الدول المجاور لها، وتولى تركمانستان اهتماماً بالغاً لتطوير حوار متعدد الأطراف من خلال إقامة المؤتمرات الدولية.
تحتل تركمانستان موقعاً مرموقاً في نظام الطاقة العالمي بصفتها إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط والغاز، وفي هذا السياق تتخذ تركمانستان موقعاً يتسم بدرجة عالية من الشعور بالمسؤولية لأجل تطوير التعاون الدولي على أساس خدمة مصالحها الوطنية وتلبية احتياجات شركائها العالميين؛ وعليه فإن سياستها في هذا الصدد قد استهدفت تنويع إمدادات المواد الكربوهيدراتية - الهايدرو كربونية بالأولوية لضمان أمن الطاقة بحسبانه عنصراً مهماً.
في بيانه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ64 دعا الرئيس التركمانستاني إلى إصلاح الأمم المتحدة وإعطاء المنظمة أكثر دينامية وفعالية وديمقراطية، ودعم الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمكافحة انتشار الأسلحة الدمار الشامل وطرق تهريبها والتكنولوجيات ذات الصلة.
وبالإضافة إلى ذلك في تاريخ 20 سبتمبر 2010، خلال الاجتماع الرفيع المستوى للدورة الـ65 للجمعية العامة للأمم، اقترح فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف على المشاركين إنشاء منتدى رفيع المستوى بشأن السلام والأمن والتعاون في آسيا الوسطى باعتبارها آلية دائمة للحوار الإقليمي لوضع نهج مقبول للطرفين لبعض القضايا واتخاذ القرارات بشأنها.
وساعد الحياد الدائم لتركمانستان بوصفه أساساً لسياستها الخارجية على إنشاء بيئة دولية داعمة لتنميتها، وإنشاء وتطوير علاقات الصداقة والشراكة مع جميع بلدان العالم.
ومنذ استقلال تركمانستان نشأت علاقات ودية بينها وبين المملكة، تميزت بالثقة المتبادلة والنجاح الذي يُظهر علاقة الصداقة والتفاهم العميق بين قادة البلدين. وقد كانت زيارة وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل إلى عشق أباد في 22 فبراير 1992م الخطوة الأولى نحو إقامة علاقات ثنائية بين المملكة وتركمانستان، وقد تم خلال الزيارة توقيع إعلان مشترك لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وكانت الخطوة التالية لتطبيق هذا الاتفاق هي افتتاح سفارة خادم الحرمين الشريفين في عشق أباد في مايو 1997م، وكانت أول تمثيل دبلوماسي عربي في تركمانستان، وقد ازدهرت علاقات التعاون والشراكة بين البلدين بفضل علاقتهما الراسخة المتينة.
وتوجت هذه العلاقات بزيارة رسمية قام بها فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف للمملكة خلال الفترة من 13 إلى 16 إبريل 2007م، تم خلالها توقيع اتفاقية عامة للتعاون بين البلدين في المجالات كافة.
وخلال هذه الزيارة تم الاتفاق على إقامة سفارة لتركمانستان في المملكة، التي باشرت مهامها في إبريل 2008م؛ حيث كان ذلك عاملاً لتعزيز فعالية العلاقات السعودية التركمانية في مختلف المجالات.
(*) السفير فوق العادة ومفوضاً - سفير تركمانستان لدى المملكة العربية السعودية