|
نجران - حمد آل شرية
نظراً لما يعانيه ذوو الاحتياجات الخاصة عند مراجعاتهم للإدارات الحكومية وكذلك الأهلية من إشكالية كبيرة في فهم مطالبهم وحاجاتهم مما يترتب عليه معانات مستمرة لهذه الفئة العزيزة من مجتمعنا السعودي، من هذا المنطلق الإنساني قامت (الجزيرة) بطرح التساؤل التالي:
ما مدى إمكانية وجود مكاتب متخصصة تسهل مهمة المراجعين من ذوي الاحتياجات الخاصة في الإدارات الحكومية والأهلية على عدد من المواطنين وأصاحب الشأن المختصين وجاءت الردود كالتالي:
مطلب ضروري
بداية تحدث لنا مدير مركز التأهيل الشامل بمنطقة نجران عبد الله بن أحمد البارقي قائلاً: نؤيد ونرى ضرورة ذلك حيث إن كثيرا من المعوقين وبالذات الإعاقات الحسية كالصم والبكم ربما يخرج المعوق من الجهة التي يراجعها دون أن يتفهم الموظف مطالبه واحتياجه.
وقال مشرف العوق السمعي بتعليم نجران علي الشمراني في ظل ما توليه حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين من اهتمام بهذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا فانه من الضرورة أن يكون هناك مكاتب لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع القطاعات الحكومية وكذلك الأهلية لخدمتهم وتيسير أمورهم والتغلب على جميع الصعوبات أمامهم، ونتمنى أن نرى المبادرة في ذلك من الجميع وشكرا لكل من يساهم في خدمة هذه الفئة.
من جانبه قال مدرس الحاسب الآلي للصم عبد الله عواجي: من الممكن جدا توفير مكاتب لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة في المؤسسات الحكومية والأهلية يعمل بها موظفون منهم، خصوصا لو علمنا بأن وزارة الخدمة المدنية تقر نسبة 5% من الوظائف في أي دائرة حكومية كما تقر وزارة العمل بأن الموظف المعوق يعادل خمسة موظفين أصحاء، لذلك إذا طبق النظام وفعل لن يجد ذوو الاحتياجات الخاصة أي مشكلة عند مراجعتهم للإدارات الحكومية.
والتقينا عدداً من الطلاب الصم وتحدث لنا الطالب حمد يحيي غريب بلغة الإشارة التي ترجمها لنا المدرس المختص فقال: نرغب من المسؤولين مساواتنا بالأسوياء في الوظائف فنحن لا يقل مستوانا وأداؤنا عنهم إن لم نتفوق عليهم.
كما قال مدير برنامج الصم المتوسط والثانوي صالح الشمراني: أرى ضرورة وجود موظف متخصص في كل دائرة حكومية لتسهيل مهمة ذوي الاحتياجات الخاصة علما أن معهدنا خرج ما يقارب 35 خريجا ومنهم من حصل على درجة الدبلوم في الحاسب الآلي من كلية الاتصالات والبعض الآخر يحمل مؤهل الثانوية العامة حاسب آلي وأرى توظيف مثل هذه الفئة، فالفرد منهم أكفأ من الأسوياء لاهتمامه بعمله وتفرغه لعمله ولا تجد عنده أعذار الأسوياء ولا يمكن خروجه من عمله إلا بعد الانتهاء منه ولا يؤخره إلى يوم آخر وعندنا مثال حي موظفين في التعليم والإمارة ويعدون خير مثال للصم.
إلى ذلك تحدث مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة نجران الدكتور يحيى آل شويل قائلاً: ذوو الاحتياجات الخاصة جزء لا يتجزأ من المجتمع ولهم مساحات شاسعة في قلوبنا، فنحن في هذا الوطن الغالي نعيش أسرة واحدة يسودها التراحم والتكافل وحكومتنا الرشيدة سهلت كل سبل الراحة للمواطن والمقيم ووفرت العديد من المميزات والخصائص لهذه الفئة التي تميزها عن غيرها.
وإجابة عن سؤالكم عن مدى إمكانية إيجاد مكاتب متخصصة تسهل مهمة ذوي الاحتياجات الخاصة عند مراجعتهم للإدارات الحكومية أقول: إن المديرية العامة لشؤون الصحية بمنطقة نجران تراعي هذا الجانب الإنساني، حيث تم توفير مواقف لسيارات ذوي الاحتياجات الخاصة إضافة إلى توفير قاعات انتظار وعدد من الموظفين للقيام بخدمتهم وإنهاء إجراءاتهم وهم في قاعة الانتظار دون مراجعة المكاتب، أضف إلى ذلك أنه يتم إيصال الخدمة لبعض هذه الفئات إلى منازلهم وهذا يكون أقل واجب يقدم لهم.
فكرة خلاقة
كما قال مدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة نجران سالم بن محمد الدوسري إن ذوي الاحتياجات الخاصة شريحة مهمة من شرائح المجتمع وحكومتنا الرشيدة - ولله الحمد - لم تغفل جانبهم أبدا بل وفرت لهم كل سبل الرفاهية والعيش الكريم أسوة ببقية أفراد المجتمع، ولو نظرنا بعين ثاقبة لرأينا مدى الاهتمام بهذه الفئة فالمشروعات الحكومية في كل القطاعات تضع الشروط الهندسية اللازمة لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، فنرى المواقف الخاصة بهم ونرى الطرق والممرات المعدة لهم وكذلك هناك جهات مسؤولة تعتني بهذه الشريحة وتحظي بالدعم الكامل، ونحن في تعليم بنات نجران نسعى جاهدين وبدعم من وزارة التربية لتقديم كل ما من شأنه خدمة هذه الفئة على أكمل وجه. ولعل طرح فكرة موظفين متخصصين في الإدارات الحكومية والمرافق المختلفة والمؤسسات الأهلية للتعامل مع هذه الفئة تكون على درجة من الكفاءة والمعرفة بطرق التعامل معهم هي فكرة خلاقه جدا أتمنى أن تحوز على الاهتمام والدراسة.
وعبر مدير الخطوط السعودية بنجران وشرورة حسين حرفش عن سعادته بطرح مثل هذا الموضوع الذي يتطرق لفئة عزيزة على قلوب الجميع ألا وهم ذوو الاحتياجات الخاصة معلقاً على الموضوع قائلاً: إن الخطوط السعودية أولت هذه الفئة جانباً كبيراً من الاهتمام حيث أعطتهم تخفيضاً في التذاكر بنسبة 50% ووفرت لهم كل الخدمات داخل أروقة المطارات بالمملكة، حيث خصصت لهم أماكن وموظفين وكراسي متحركة ولفت متحرك لصعود الطائرة لمن يعجز عن ذلك.
كما خصصت مداخل للمكاتب والصالات تسهل عبورهم خلالها إضافة إلى تخصيص مواقف لسيارات المعوقين, وجميعها دليل على ما يحظون به من اهتمام وسعي حثيث لتطوير هذه الخدمات بما يتوافق مع العصر.
من جانبها قالت مديرة إدارة التربية الخاصة بتعليم بنات نجران آمنة آل منصور إن فئة الاحتياجات الخاصة عزيزة على قلوبنا وشريحة مهمة من شرائح المجتمع توليها حكومتنا الرشيدة اهتماماً ورعاية كبيرة والواقع خير دليل على ذلك، فاغلب المرافق الحكومية والأهلية يوجد بها خدمات خاصة بهم ولمتابعة الحديث عن هذه الفئة العزيزة فنحن في تعليم بنات نجران بتوجيه ودعم وزارة التربية والتعليم وبمتابعة من مدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة نجران نسعى جاهدات لتقديم كل ما من شأنه أن يخدم طموحات وتطلعات هذه الفئة ولدينا العديد من البرامج والدورات التأهيلية للطالبات ذوات الاحتياجات الخاصة، وبصفتي مديرة إدارة التربية الخاصة لمست خلال تعاملي مع هذه الفئة أنهم يتمتعون بروح عالية وعطاء منقطع النظير يتجاوز ما نقدمه نحن الأسوياء. وفي النهاية وتعقيبا على فكرة إيجاد موظفين وموظفات مختصين بالتعامل مع هذه الفئة في القطاعات الحكومية والأهلية فإنني أؤيد وبقوة هذا الطرح الرائع الذي سيقدم خدمة كبيرة لهم فشكرا لجريدة الجزيرة على طرحها مثل هذه الموضوعات الرائعة التي تهدف لخدمة المجتمع.