|
الجزيرة - الرياض
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على أن مشاركة الهيئة في تنظيم الندوة العالمية لعلاقات الجزيرة العربية بالعالمين اليوناني والبيزنطي يأتي انطلاقا من اهتمامها بالأنشطة التي تسهم في إبراز البعد الحضاري للمملكة والتعريف به محلياً وعالمياً, بالإضافة إلى كونها معنية بما يتعلق بالآثار من أنشطة علمية وبحثية وثقافية.
وقال سموه أمس في كلمته خلال حفل افتتاح الندوة الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وبحضور معالي السيد بافلوس يورولانوس وزير الثقافة والسياحة بجمهورية اليونان، ومعالي الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود، قال إن التواصل الحضاري بين العالمين اليوناني والروماني والجزيرة العربية شهد خلال ألف وخمسمائة عام علاقات بين الجانبين وأشكالا عدة من محاولات التنافس على منافع التجارة الدولية العابرة برا وبحرا بين الشرق والغرب، موضحا سموه أن العلاقات السياسية والاقتصادية المبنية على تحقيق المصالح المشتركة لكلا الطرفين، تطورت وعبرت خلالها أيضا الأفكار والفنون والآداب والعلوم.
وأوضح أن هذه العلاقات استمرت بعد الإسلام حيث حظيت الثقافة اليونانية باهتمام خاص من قبل الحكام العرب المسلمين وشكلت الحضارة الإسلامية في صقلية خصوصا وجنوب إيطاليا وفي الأندلس نقطة انطلاق للحضارة الأوربية وريثة العالمين اليوناني والروماني.
وأشار سمو الأمير سلطان في كلمته إلى أن الآثار الباقية في الجزيرة العربية تأتي شاهدا حيا على حقيقة هذا الحوار الحضاري، مستشهداً بالمواقع الأثرية في مدائن صالح ، وموقع الخريبة عاصمة مملكة لحيان بالعلا، والمتحف الوطني بالرياض، ومتحف جامعة الملك سعود ، ومتحف وقلعة البحرين، وجزيرة فيلكة بالكويت، وجزيرة فرسان بالمملكة، وتيماء التي تعد تقاطع الحضارات والتجارة عبر التاريخ في المملكة ، مؤكدا في الوقت ذاته عمق هذه الصلات الحضارية وبخاصة ما حدث منها على أرض الجزيرة العربية في العصور القديمة، ومدى تفهم سكان الجزيرة العربية وانفتاحهم على ثقافات العالمين اليوناني والروماني.
ودعا الأمير سلطان بن سلمان إلى الاهتمام بدراسة هذا التاريخ الحضاري المشترك وفهمه واستلهام العبر منه، خاصة في هذا الوقت الذي انطلقت فيه دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وأعاده الله سالما لأرض الوطن، من الجزيرة العربية للحوار بين الحضارات والأديان والتفاهم بين الشعوب، وهو ما يصب أيضا في صميم مبادرة العناية بالبعد الحضاري للمملكة العربية السعودية التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة والآثار بتوجيه من قيادة الدولة، كما تقوم هذه المبادرة في جانب من أهم عناصرها على العناية بالندوات والمعارض المحلية والدولية، ومنها هذه الندوة المباركة التي نأمل أن تتواصل في المجالات الأخرى في المستقبل، ومعرض روائع الآثار الوطنية الذي يجوب العالم اليوم في محطته الثانية في إسبانيا في برشلونة الذي أبهر العالم بموجوداته الأثرية وأبرز بعدا حضاريا جديا لم يكن العالم يعرفه من قبل عن مدى عمق حضارة الجزيرة العربية وأن هذه الدولة المباركة تقوم على تواصل من الحضارات التاريخية التي لم يكن مسبوقاً أن تتراكم وتتقاطع في موقع واحد وظهير جغرافي واحد، متأملاً سموه أن يزور المعرض ضمن محطاته القادمة الجمهورية اليونانية.
وأشار إلى أن الدراسات الأثرية الحديثة التي تنفذها الهيئة أضافت كثيرا من المعلومات التي تضيء معرفتنا بالتواصل الحضاري مع اليونان من خلال اكتشاف آثار تبرز العلاقات والصلات الحضارية بين الجزيرة العربية والعالم اليوناني والروماني, ومن هنا حرصت الهيئة على المشاركة في تنظيم الندوة وتقديم أوراق عمل تعرض أعمالا جديدة عن التاريخ والعلاقات والتراكم الحضاري بين اليونان والجزيرة العربية.