بعيداً عمّا آلت إليه بطولة الخليج 20 بعدن حين ذهبت للمستحق ولا ريب في ذلك إلا أنني هنا أقف مع أخضرنا الشاب الذي ذهب للخليج دون ضجيج (الترشيح)، بل لعبت عناصره الشابة مباريات الدورة بأعصاب من حديد، ولا شك أن (شكل ومضمون) أخضرنا الشاب ظهر في قالب جديد فكري إداري متطور، بحث عن الصغار المؤثرة (سلباً) في مسيرة الأخضر (الأساسي)، وتلافاها بكل اقتدار في خليجي عدن رغم خسارته للقب..!!
لقد رأينا أخضرنا الشاب بروح رياضية عالية يُحسد أفراده عليها، فهم الأقل حصولاً على الكروت الملونة رغم أنهم والمنتخب الكويتي الأكثر لعبا في عدد المباريات، رأينا مثلا على ذلك كيف ملك (مهند عسيري) أعصابه أمام فلتان أعصاب (المعمر) مساعد ندا الذي كاد أن يفسد الختام، شاهدنا أخضر مقبلا على الإعلام منفتحا على الآخر، محصنا كأن لم يكن كذلك من قبل..!!
إن المتابع الحصيف لمسيرة (التخطيط) لبروز الأخضر الشاب في (عدن - أبين) وما سبقها وما تلاها من وضع (لبنة منتخب المستقبل) بحرفية وإتقان، يُدرك أن خلف هذا المنتخب الصغير سننا الكبير مكانة، رجل بحجم (سلطان الرياضة) قائد مسيرة الأخضر فعليا، لنقول له (شكراً) فالعمل الدؤوب المنظّم لا تعيقه خسارة بطولة حددنا مُسبقاً هدفنا من مشاركتنا بها، فيما الشكر كل الشكر لكل نجوم الأخضر الشاب دون استثناء، الذين رسموا طريق الأمل لمنتخب الأمل..!!
وها نحن نبارك لقطر.. وهذه خارطة الطريق..!!
أقول في الختام.. لنبارك لقطر قبل إعلان (الظافر بالشرف الفيفاوي).. فما قدمه ملفها أشبه بالإعجاز.. ولا أتخيل أننا سنبارك لغير الإخوة في قطر بُعيد الانتهاء من (التصويت)..؛ فالعقل والقلب والمنطق والعاطفة وقبلهم جميعا الحاسة السادسة .. تقول: مبروك سلفاً لقطر وللعرب استضافة مونديال 2022م..!!
بتلك الفقرة ختمت مقالي الأسبوع المنصرم تحت عنوان (وغدا بإذن الله نبارك لقطر 2022م، والحقيقة التي ناهزت الخيال وداعبت أفكار كل منتم للخليج والعروبة والإسلام واستقرت بفؤاد كل أبناء (الشرق الأوسط). لم تكن لتغدو (واقعا) معايشا بعد حُلم طويل راهنت (الكوابيس) على وأده في المهد، في حين قالت (العدالة) كلمتها ليستيقظ (العرب) من سبات (الأحلام) إلى حقائق قلبت موازين القوى العالمية كرويا لصالح العرب في نهاية المطاف..!!
ما يجدر بنا تأكيده في هذا المقام بعد تقديم (التهنئة) لأصحاب (الفضل) وأهل الثقة في (دوحة العرب) وعلى رأسهم سموأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وكل من ساهم في هذا المُنجز الكبير، نقول إذا كانت قطر حكومة وشعبا قد عملت المهم وحولت الحلم إلى حقيقة، فعلى المسئولين عن كرة القدم في الخليج والعرب تقع مسئولية استشعار (الأهم) في العقد القادم، وذلكم بإعادة رسم (خارطة الطريق) للكرة الشرق أوسطية بما يتواءم والواقع المنتظرالذي قدم العرب في خطوته الأولى القطرية المنشأ كعالم أول في كرة القدم بعد عقود من تهمة التخلف التي حولناها بأيدينا لجُنح باعدت ركاب العرب عن ركب المقدمة كروياً..!!
ان العودة إلى مفاصل محاسن (الاستضافة) القطرية الخليجية العربية تتعدى مراحل (المكان) إلى مكامن الخلل في الواقع العربي الذي (كان) يحجب إقامة مثل هذه التظاهرة في عالمنا العربي من الماء الى الماء؛ فقطر شخصت واقعها وانطلقت من خلاله لتحقيق الحُلم، فلم يقل أحدهم (كله تمام) ويتوسد مخدة (الانجازات المحلية والقارية) بل قدموا أنفسهم برهان (الواقع المبني على استشراف حقيقي للمستقبل)، وعليه يجب أن يتدارس أبناء المنطقة أولا أوضاع كرتهم من خلال الواقع الملموس على الأرض لا المأمول الحاضر في أمانيهم فقط..!!
يجب إعادة هيكلة برامجهم وتخطيط برمجتها بصبغة عالمية، ولخطة زمنية لا تقل عن موعد الاستضافة، وبتزامن تضخ من خلاله دول المنطقة (ميزانيات) تتناسب مع الطموحات التي لا تقف عند حدود جغرافية أوأخرى ديمغرافية لصناعة (رياضية) يمكن لها متى تضافرت الجهود واتحدت الغايات والأهداف بروئ مدروسة أن تقلب موازين القوى في عالم المجنونة.. فهل يبرهن العالم العربي تطور الكرة عبر تقديم منتخبات عربية تواكب الحدث 2022م أم نكتفي ب (الفرجة) عن قرب لمنتخبات عرفت كيف تجعل من كرة القدم صناعة لمجد وتاريخ لا تعترف أجندته بغير الأقوياء؟!
ضربة حرة..!!
شبابٌ قُنّعٌ لا خير فيهم..
وبورك في الشباب الطامحينَا..!!