|
نظمت مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية فعاليات اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة برعاية شركة الاتصالات السعودية والذي يهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية التأهيل الطبي وتفعيل برامج التثقيف والتعامل الإيجابي مع المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة رفع مستوى الوعي بحقوق المعاقين، وقد حظيت فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة بتغطية مباشرة من القناة الرياضية السعودية حيث تم نقل جميع الفعاليات إضافة إلى تواجد إستديو استضاف عددا من الأطباء والمختصين بذوي الإعاقة، كما تمت مقابلة مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة للحديث عن هذه المناسبة والتعريف بقدراتهم وإنجازاتهم.
وقد اشتملت الفعاليات على إقامة ماراثون رياضي للكراسي المتحركة لمسافة 1000 متر على ثلاث مراحل وسباق لمسافة 300 متر شارك فيه أصحاب الإعاقات الحركية بالإضافة إلى سباق خاص بالكراسي الكهربائية، كما اشتملت الفعاليات على عدة أنشطة ترفيهية للأطفال وذلك باستقطاب عدد من الشخصيات الكرتونية ومسابقات تثقيفية للمعاقين ومسابقة الأعمال الفنية اليدوية والرسم على الزجاج والوجه وركن الألعاب الخشبية والتلوين، ونظمت مسرحية ترويحية بعنوان (المريض أولاً) ركزت على تعزيز الوعي لدى المجتمع باحترام حقوق المرضى المعاقين وقد لاقت المسرحية استحسان الجميع، وقدم أخصائي العلاج الترويحي محمد الشريف عرضا تناول (قصة التحدي) لشخص معاق استطاع التغلب على إعاقته بقوة الإرادة والعزيمة واثبات الذات.
جوائز للمشاركين
وفي نهاية الفعاليات تم تقديم الجوائز على المشاركين في الماراثون الرياضي والبرامج والأنشطة التي شهدها الاحتفال، حيث اشتملت الجوائز على تقديم أجهزة حاسب آلي وبلاك بيري وكاميرات تصوير فوتوغرافي بالإضافة إلى مجموعة من الهدايا التذكارية المتنوعة.
وقد أعرب ذوو الاحتياجات الخاصة والأطفال وأولياء الأمور عن شكرهم وتقديرهم لمدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية على ما وفرته من إمكانيات لرعاية وعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة وتوطين التقنيات الطبية العالمية واستقطاب الكفاءات البشرية المتميزة في مجال التأهيل والخدمات الطبية المتنوعة بمنظور إنساني.
وأوضح سعادة الدكتور عبدالعزيز بن عبد الرحمن الشامخ الرئيس التنفيذي للمدينة خلال كلمته التي ألقاها في بداية انطلاق الفعاليات أن تنظيم المدينة لفعاليات اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة يأتي تأكيداً على الأهمية القصوى التي تجسدها قضية الإعاقة في مجتمعنا وفرصة لتبادل وجهات النظر وتدارس الأفكار التي من شأنها الارتقاء بمنظومة التشريعات والدعم والرعاية لذوي الإعاقة بكل أنواعها، وإيماناً منها بأهمية رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والتعريف بقدراتهم وإنجازاتهم إضافة إلى التعريف بهموم وقضايا المعاقين وطرحها للمتلقي.
تكامل وتنسيق الجهود
وأضاف الدكتور الشامخ أننا في مدينة سلطان لا نحتفل بقضية الإعاقة في الأيام العالمية وحسب بل نحتفل بهذه القضية ونوليها جل اهتمامنا بشكل يومي حيث إن المدينة وضعت على عاتقها العمل المنظم وفق سياسات وإستراتيجيات وخطط عمل مدروسة من أجل توفير أفضل البرامج والخدمات التي يمكن توفيرها للمرضى من كل الجوانب ونتعاطى مع قضية الإعاقة بالنظر إلى كون محور العملية التأهيلية هو الإنسان صاحب الإعاقة وامتداده الطبيعي وهو أسرة المريض وتمكينه في مجتمعه، كما تبنت المدينة خططاً وبرامج نوعية تسعى للارتقاء برعاية المرضى والذين ننظر إليهم كشركاء معنا في عملية التأهيل المتكاملة وقمنا مؤخرا بتأصيل مبدأ وضع المريض ومتلقي الخدمة ليكون محور الارتكاز والنقطة المركزية التي تتكامل حولها منظومة التأهيل ورعاية شؤون الإعاقة من خلال معطيات تقديم الخدمات والبرامج التأهيلية والرعاية المتكاملة بشكل شمولي وفعال، ولم يقتصر هذا الجهد على تلك المبادرات بل تجاوزها لأن نعمل مع شركائنا من المرضى وأسرهم ومقدمي الخدمة والرعاية في كل القطاعات في سبيل تكامل وتنسيق الجهود والارتقاء بالعملية التأهيلية على المستوى المحلي والوطني والإقليمي.
برامج العلاج الترفيهي والنفسي
ونوه الدكتور الشامخ في كلمته بالجهود التي تبذلها المدينة في قضية الإعاقة حيث أكد على قيامها برسم السياسات وتنسيق الجهود والإمكانات للتواصل والتكامل مع كافة القطاعات المهتمة بالإعاقة وعلى مسارات عدة سواء ما كان منها متعلقا بالمسار العلاجي التأهيلي أو المسار الوقائي أو المسار التعليمي أو المسار الوظيفي أو الاجتماعي والمهني، بل ننتقل بمفهومنا للعملية التأهيلية كونها عملية ومنظومة متكاملة من المقاربات العملية والعلمية الرامية لتوفير رعاية شمولية وفعالة إلى تقديم برامج علاج ترفيهي ونفسي ومبادرات دمج وتمكين لأبنائنا وبناتنا وكل المرضى داخل وخارج أسوار هذه المدينة الإنسانية وحفزهم ليكونوا فاعلين وإيجابيين، موضحاً أن شأن الإعاقة لم يعد محدودا بمجموعة معينة من مجتمعنا بل أصبح شأنا عاما يتطلب تضافر جميع الجهود الصادقة والخيرة من أجل الحد من هذه الظاهرة والتعاطي الأمثل معها وتمكين المرضى من أداء دور إيجابي في بيئاتهم ومجتمعاتهم، ولم يعد يقتصر مفهوم العمل على تقديم خدمات متخصصة لرعاية فئة معينة بل تطور الإطار التشريعي إلى النظر إلى قضية الإعاقة كونها إحدى متطلبات تحقيق إستراتيجية برامج الألفية وفق العقد الدولي «اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة» للأمم المتحدة التي قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين بالمصادقة عليها واعتمادها ضمن أوائل الدول على مستوى العالم سبقا في تبني ذلك العقد الدولي الهام، كما أكد خلال كلمته على حرص المدينة على التواصل مع كافة المعنيين بشأن الإعاقة سواء كان ذلك مع أعزائنا المرضى الذين هم شركاؤنا الحقيقيون في هذه المسيرة المباركة وكذلك عائلات المرضى وأقرباؤهم وكل العاملين والمهتمين في شؤون الإعاقة ونمد يد التعاون والعمل المشترك البناء بين جميع الأطراف بما يعود بالفائدة على أحبائنا المرضى وذوي الإعاقة وهو واجب نؤديه لأهله وتجاه المجتمع دون منة أو تفضل، واختتم الدكتور الشامخ كلمته برفع الشكر والتقدير للقيادة حيث قال (أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لمولاي خادم الحرمين الشريفين أعاده الله لأرض الوطن سالما معافى بين أهله وأبنائه المواطنين والمقيمين في هذا البلد المبارك والذي هيأ من الأسباب لكل من سار على ثرى هذا البلد المبارك للعيش الكريم والرعاية المتكاملة، والشكر والعرفان والدعاء موصول لمولاي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب خادم الحرمين الرئيس الأعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية على الأيادي البيضاء والدعم اللامحدود والرعاية الأبوية الفائقة لأبنائه المواطنين والمرضى والأشخاص ذوي الإعاقة الذين يوليهم حفظه الله جل اهتمامه ورعايته)، كما قدم شكره وتقديره لشركة الاتصالات السعودية على رعايتها ودعمها لهذه الفعاليات والتي تأتي ضمن الشراكة الإجتماعية بين المدينة والشركة.