كشف إنجاز الوصول لنهائي كأس الخليج أن علة المنتخب السعودي هي إدارية بحتة لا علاقة لها بالإمكانات الفنية أو نوعية الأجهزة التدريبية.. حيث تسبب دخول اللاعبين للبطولة دون ضغط نفسي أو إعلامي في أن يلعبوا بأريحية تامة.. ويقدموا مستويات جيدة على الرغم من قصر مدة الإعداد ونقص التجانس المبكر وغياب العديد من اللاعبين المؤثرين.. مما يعني أن الأجهزة الإدارية بالمنتخب لا بد أن تواجه السؤال الواقعي حول افتقادها لتهيئة الأجواء للاعبين وإبعادهم عن الضغوط في منافسات سابقة وعدم قدرتها على التعامل النفسي العلمي مع اللاعبين المحتاجين لمثل تلك المعاملة..!!
ولكي أكون دقيقاً في استنتاجي وتساؤلي فسأعيدكم للوراء وتحديداً عام 2007م.. حيث وصل المنتخب السعودي بقيادة مدرب مغمور اسمه (هيليو دوس أنجوس) لنهائي كأس أمم آسيا وخسر أمام العراق بهدف وحيد رغم أن الأخضر ذهب إلى هناك وكنا ننتظر خروجه بعد كل مباراة.. بل إن الإعلاميين السعوديين كانوا مرتبكين جداً إزاء تغيير حجوزات الطيران المتواصلة تأكيداً على ضمانهم لخروج الأخضر.. وأبعد من ذلك كان المسؤولون يؤكدون أن المنتخب المشارك هو منتخب شاب وجديد في صد مبكر لأي انتقادات قادمة..!
ذهب الأخضر لنهائي أمم آسيا 2007م لأنه باختصار لعب دون ضغوط مسؤولين أو إعلام وجماهير.. فقدم لوناً مختلفاً من النكهة الكروية السعودية.. وخلق نقطة تحول خطيرة في إستراتيجية التعامل مع اللاعبين لتحقيق الأهداف المرجوة منهم.. مما يدل على أن غياب مفهوم الإداري الخبير والمسيطر على كافة الأوضاع هو ما ينقص الأخضر بشدة.. وليس إقلالاً من فهد المصيبيح أو غيره.. بل إن الواقع يؤكد أن الأخضر يحتاج لمن يفهمه..!!
من هذا المنطلق يجب أن نذهب إلى أمم آسيا 2011م القادمة بذلك الهدوء.. وأن نبتعد عن الضغوط قدر المستطاع ولا سيما أن تاريخنا الآسيوي يفرض على الأجهزة الإعلامية الآسيوية ترشيحنا مبكراً حيث يتوجب أن نضع خطة إعداد نفسية للاعبين تجعلهم يمارسون الأدوار ويلعبون كرة قدم بعيداً عن (لازم تفوزون)..!!
قطر.. مبروك للجميع
عندما أعلن رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام انسحابه من الترشح لرئاسة الفيفا قلت لزميل إعلامي في مناسبة رمضانية إن قطر ستستضيف مونديال 2022م.. ولم أشك لحظة واحدة في ذلك حتى وبلاتر يحاول إضفاء التشويق عند فتح المظروف الفائز..!
هذا الاستنتاج جاء بعد أن استطاع ابن همام وهو زعيم الملف القطري ومهندس أصواته اللعب بذكاء داخل إمبراطورية لا ينجح فيها سوى اللاعبين الناجحين بعيداً عن الوعود والعروض المرئية أمام اللجنة التنفيذية وغيرها من الأمور التي لا يحسمها سوى من يعرف إدارة الأمور مع الشخصيات الدولية المتنفذة.. ولهذا نجحت قطر وخسرت أمريكا رغم أنها حضرت برئيسين.. أحدهما من خلال العرض.. والآخر جاء لحضور الإعلان..!!
قطر لعبت بذكاء وحرفية شديدة وقدمت للعالم صورة لا يمكن أن ينساها تكشف حجم الإصرار وقوة الإمكانات.. ولهذا هي تستحق الفوز فقد أجادت الإمساك بكل خيوط اللعبة لا نستطيع أمامها إلا أن نبارك ونهنئ الشعب القطري قيادة ومواطنين.. ونهنئ أنفسنا كخليجيين وعرب ومسلمين بذلك التتويج التاريخي الرائع وألف مبروك يا قطر.
تصويبات:
- أرضية ملعب كأس الخليج باليمن هي واحدة من أسوأ الأرضيات المدمرة للاعبين.. والقبول بها هو قرار ومجاملة خطيرة تهدد اللاعبين والنجوم صحياً وبدنياً.. وما عليكم سوى رؤية قطع الإنجيلة السوداء وهي تتطاير على أجساد اللاعبين وأجهزتهم التنفسية.. وهو ما يعني أن وجوده مدمر.. ولو كانت البطولة معترفاً بها من قبل الفيفا لما أُقيمت بتلك الأرضية الرخيصة والسيئة للغاية..!!
- حضور السياسيين لمقر الفيفا عند التصويت كشف أن كرة القدم أصبحت رقم واحد في العالم كمنافسة ترفيهية فنية حامية الوطيس.
- تحولت بعض المنابر الإعلامية التلفزيونية إلى ما يشبه المحضن الطبيعي للفوضى وعدم الاحترافية.. فأصبحت تقدم مواد خالية من الفكر والهدف والمضمون.. وأصبح من يريد أن يقدم برنامجاً ما عليه إلا أن يحضر طاولة وكراسي والضيوف على قفا من يشيل..!!
- اللاعب مهند عسيري يحتاج إلى صقل وتدريب عالي الجودة على التكنيك المهاري حيث إن مستواه لا يكشف حجم إمكاناته الجسمية وموهبته الرأسية وسرعة انطلاقاته.
- قوة المنتخب الكويتي في تجانسه ومهارات لاعبه العنزي.. فيما عدا ذلك لا يمكن أن نعتبره خطراً يهدد الأخضر على الكأس إذ إن الأخضر يتمتع بخطوط حديدية وسرعة عالية في نقل اللعب.. وهو ما سيتعب الكويت كثيراً.
- ممارسته التعليقات الإعلامية المشبوهة هي انفراد شخصي لمن لا يحمل بقلبه سوى البغض والحسد والغل على منجزات وتفوق الآخرين.. ربنا يهدي الجميع.
قبل الطبع:
إني أعجب للإنسان الذي يغسل وجهه كل يوم.. ولا يجرب غسل قلبه مرة واحدة كل عام..!!