تنفيذ خطط التنمية الخمسية في المملكة يسير على قدم وساق، وخطط استراتيجية تتعلق بالنظام القضائي وبالتعليم والابتعاث ومكافحة الفساد وغيرها قيد التنفيذ.
النظام الأساسي للحكم لا يميز بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات؛ لذا كان التوجه نحو إعطاء فرص العمل للجنسين دون تمييز؛ فالنساء شقائق الرجال.
الشعوب العربية مبتلاة بالفرقة والنزاع فضلاً عن وقوع أجزاء من أراضيها تحت الاحتلال، فهناك الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، والعراقي العراقي، والصومالي الصومالي، والسوداني السوداني، واللبناني اللبناني.
هذه الظروف وتلك المعطيات تحتاج إلى ملك بصفات (عبدالله) يتمتع بالكاريزما السياسية والتواضع الاجتماعي، ينادي شعبه ب(إخواني أخواتي)، يلجأ إلى حكمته القريب والبعيد، لا يفتأ موجهاً وزراءه إلى الاهتمام بالمواطن وتيسير حصوله على الخدمات بيسر وسهولة، ليس الضروري منها فقط وإنما الكمالي أيضاً، ينشد دولة الرفاه، لا تشغله التنمية الشاملة عن طفيلياتها كالفساد.
شخص كالملك عبدالله سبب لأفراح شعبه وأمته في سرائها، يحمل أتراحهم في ضرائها، يجمع بين التشاور والعزم، وبين اللين والحزم، ينشد حكمته زعماء أمته، لا غرابة في أن يحبه شعبه وتحبه أمته، وتخشى على نفسها إن اعتلّت صحته، وهو الذي نذر نفسه وضحى بصحته في سبيل سلامتها وصحتها.
المفارقة أن قضايا الوطن والأمة في ظل الظروف المعاصرة بحاجة إلى ملك ك(عبدالله) في كامل صحته؛ ليصد أعاصيرها ويستوعب بتواضعه وصبره هيجانها، ويحل بحكمته تشابكها، ويحوّل نزوعها نحو الخلاف والتصادم إلى الانسجام والتفاهم.
كما أن مراسيم التنمية والاستراتيجيات والنقلات النوعية في السلطات الثلاث بحاجة إلى (عبدالله) قائداً وأباً وأخاً بكامل صحته يسهر على تنفيذها مراقباً وموجِّهاً ومذللاً للصعوبات.
استمعت إلى هذا الملك وهو يعايد شعبه، مبتسماً رغم آلامه، ممازحاً شعبه في مسمى مرضه بين قائل بالانزلاق الغضروفي وقائل بعرق النساء اللائي لم يرَ منهن إلا كل خير.
أكتب هذا المقال والملك - حفظه الله - في طريقه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلقي العلاج، متعلقة به قلوب محبيه في داخل الوطن وخارجه، تدعو له بقلوب مؤمنة بالشفاء العاجل والعودة إلى أرض الوطن؛ فهو الملك وهو القائد وهو مَنْ تعلّقت به آمال الملايين من أبناء وطنه والعرب والمسلمين؛ لتحويل أتراحهم إلى أفراح وفرقتهم إلى وحدة وبأسهم إلى أمل ومشاريع تنمية أوطانهم إلى واقع.
كنتُ أتمنى بقلب مشفق أن يأتي العلاج إليه حيث هو، لا أن يسعى إليه في مكان بعيد، أما وقد غادر فقد أصبح الرجاء معلقاً بعودته، وقد يكون قد عاد سالماً معافى عندما تُنشر هذه المفارقة، أو في طريق عودته، وإلا فإن الدعاء إلى الله موصول أن يعيد هذا الملك الإنسان ذا السجية البدوية النقية إلى أرض الوطن بوافر صحته؛ ليتم مسيرته التنموية، وأن يكرم شعبه به كما أكرمهم بعودة أخويه سلطان وسلمان.