لا شك أن تطور وسائل الإعلام المتسارع في عهد الثورة التقنية أسهم كثيراً في التغطية الشاملة لجميع الأحداث الرياضية والتوسع في التحليل والتنظير حتى وصل درجة التمحيص والتدقيق في كل صغيرة وكبيرة في منافساتنا الرياضية..ولعل أهمها القنوات الفضائية التي ملأت الفضاء حتى أمطرت على الأرض أمطاراً منها ما كان خيراً وبركة ومنها ما كان طوفاناً يغرق المبادئ الرياضية الشريفة أو يتسبب في زعزعتها!!
وسأتطرق لهذا الطوفان بشيء من الشفافية والوضوح للتحذير منه قبل أن يغرقنا بسمومة وأطروحاته التي تجاوزت الخطوط الحمراء حتى وصلت للأسف لخط الخسة الذي لا نرضاه لأي أحد ولا يقبله عاقل؟!
لذا لا بد من الوقوف ضد هذا الطوفان والحد من أضراره وهذا من وجهة نظري يكون بأمرين:
أولها: توعية مجتمعنا الرياضي ضد كل ما يسيء لرياضة الوطن، وهذه مهمة الكتاب والنقاد الرياضيين الشرفاء المشهود لهم بالأمانة، وهم كثير ولله الحمد..
والثاني: مقاطعة أي برنامج أو قناة تثير الفتنة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد..
وبذلك تموت الفتنة في مهدها إن شاء الله..
ومن ملاحظتي لمثيري الفتنة سواءً في القنوات الرياضية أو في الإعلام المقروء أو من خلال مواقع الإنترنت.. رأيت أنها تدور حول هرمين أساسيين: وهما المنتخب السعودي والهلال السعودي ويظهر هذا جلياً عند أي مشاركة لأي منها في أي بطولة..
وجميعنا لاحظ الهجوم العنيف على المنتخب في الآونة الأخيرة بحجة النقد مستغلين مساحة الحرية الرياضية التي نتمتع بها والتي تسمح للخفافيش أن تظهر عند أي إخفاق للمنتخب للنيل منه وذلك من خلال تركيز النقد الهدام على رموزه، وكلنا نذكر على سبيل المثال ما تعرض له أسطورة القرن في آسيا سامي الجابر من سهام النقد والتي لو تعرض لها أحد غيره لانتهى رياضياً.. إلا أن المناعة القوية التي اكتسبها سامي من خلال جمعه للمجد من كل أطرافه ومن المخزون البطولي الذي يمتلكه أبطلت مفعول سهام النقد الهدام.. كما تمتد سهامهم لتشمل عناصر المنتخب بل وحتى الجهازين الإداري والفني لم يسلما منهم.. وهذا يكون للأسف من أشخاص ينتسبون أو انتسبوا للوطن..
لذلك لا نلوم من هم خارج حدود الوطن إذا أطلقوا العبارات الشاذة ضد المنتخب مع أنها -ولله الحمد- لا يلتفت لها أحد..
أما الجبهة الأخرى والتي يبلغ فيها التشكيك والإسائة ذروتهما هي نادي الهلال السعودي والذي جُندت ضده برامج وأقلام لا هم لها إلا اللهاث خلفه وإثارة الغبار حول منجزاته التي رفعت اسم الوطن عالياً بل والوطن العربي وآسيا عامة..ومع ذلك يتعرض للجحود الذي وصل إلى التزوير في عدد بطولاته لدى موقع الفيفا في تصرف هز مصداقيتنا أمام العالم وضحك منه السفهاء قبل العقلاء..
كل ذلك بسبب انفلات بعض برامج القنوات الرياضية واستضافتها لكل من هب ودب حتى أصبحت بعض حلقات التحليل الرياضي فيها أشبه بجلسات الإستراحات الفوضوية.. والغريب أنه كلما زاد الهجوم على الهلال تزامن معه النيل من المنتخب في معادلة عجيبة!! فيا ترى إلى متى هذا الطوفان الإعلامي عامة والفضائي خاصةً غير المنضبط والذي للأسف يهدم ولا يبني؟؟
فكلنا أمل بأن يعلو صوت الحق وتفرض المصداقية نفسها من خلال الطرح العقلاني والمنطقي من أصحاب الرأي السديد كتاباً أو محللين.. حتى تضيق الدائرة على كل من يعبث بمبادئ الرياضة الشريفة.
سليمان العجمي
sulaiman.alajmy@hotmail.com