هناك فئة معيَّنة في أوساطنا الكروية لديها حساسية غير منطقية ضد الهلال.. ونجومه حتى وهم يشاركون مع منتخبنا الوطني ولأسباب سبق لي أن ذكرتها في أكثر من مقال ومن جراء ثقافة عامة توارثوها وباتت هي المسيطرة على عقولهم، إلى درجة أن تلك الفئة المغلوبة على أمرها راحت مؤخراً تجعل من (شارة القيادة) في منتخبنا وكأنها أم القضايا الشائكة التي حدت من تطور الكرة السعودية.. وبحجة أن من يتقلّد هذه الشارة ونائبه هما لاعبان هلاليان (الشلهوب.. والغنام) رغم أن هذين اللاعبين حالياً هما أقدم اللاعبين في منتخبنا على اعتبار أن (الأول) انضم إلى صفوفه في عام 2001م، و(الثاني) في بداية عام 2004م.

بالمناسبة أن تمنح (شارة القيادة) في المنتخب بالواسطة ومثلما راحوا يزعمون فإن ذلك ولا شك سيكون أهون وبكثير من أن يتم تسريح مدرب عالمي من أجل خاطر (مهاجم مصاب ومنته دولياً) وبهدف أن يشارك دون وجه حق في أقوى وأهم البطولات.. أو لاعب آخر تم إلغاء عقوبته حتى تتسنى له فرصة اللعب في بطولة عالمية لم يكن له أي مساهمة في الوصول إليها. (للأسف) الفئة إياها لا تدرك أن هناك مثلاً يقول: (إذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الآخرين بالحجارة).

وتبقى الكارثة.. في تلك البرامج الرياضية المصاحبة ل(خليجي 20) التي راحت تمارس الإثارة المصطنعة وباتفاق.. وترتيب مسبق مع ضيوفها ومن خلال الحديث بإسهاب عن بعض القضايا التي تخص الشارع الرياضي السعودي وترضي المحتقنين ولا تختلف عن سواليف المراهقين، ولعل هذه القناة أو تلك تلفت الأنظار وتستقطب أكبر شريحة ممكنة من المشاهدين..

يعتقد الكثير من النصراويين أنني ضد فريقهم عندما أكتب (أرقاماً.. وحقائق) فيها إدانة لتاريخه، وتاريخ بعض نجومه أيضاً (وهذا اعتقاد خاطئ).. وعلى اعتبار أن الكثير مما أكتبه هو في النهاية عبارة عن ردة فعل، وضد أولئك الذين دأبوا (صحفياً.. وفضائياً) على تحريف التاريخ وتزوير أرقامه برغبة أن يمنحوا النصر (تاريخياً) أكثر مما يستحق وبما يخالف الواقع ومن أجل الانتقاص من مكانة الفرق الأفضل تاريخاً من النصر نفسه.

تعد بطولة دوري أبطال آسيا المقبلة هي (أول بطولة آسيوية) يشارك الهلال والنصر من خلالها معاً.. اللافت للنظر أن كل البطولات الخارجية التي سبق أن شارك بها هذان الفريقان سوياً، وعددها (3) بطولات كانت كل (ألقابها الثلاثة) من نصيب الهلال.. وهي (البطولة العربية عام 1416هـ - البطولة العربية عام 1421هـ - وبطولة النخبة) مما جعل بعض الهلاليين يعلنون عن تفاؤلهم المبكر بقدرة فريقهم على تحقيق لقب البطولة الآسيوية المقبلة ما دام النصر سيكون أحد الفرق المشاركة من خلالها.. أم يكون للنصر رأي آخر هذه المرة؟

كلام في الصميم

أحرص كثيراً على قراءة حوارات اللاعبين القدامى لعلي من خلالها أعرف معلومة جديدة، أو حقيقة تاريخية مغيّبة.. لكن الذي يثير استغرابي أن بعضاً من هؤلاء اللاعبين يقعون في أخطاء معلوماتية من خلال حواراتهم، مثلما حدث ذلك قبل أيام وهذا على سبيل المثال من لاعب الاتحاد (عيسى خواجي) عندما ذكر أن منتخبنا تعادل بنتيجة (2 -2) مع الكويت في دورة الخليج الخامسة عام 79م على اعتبار أن النتيجة كانت (صفر - صفر).. ولأن (خواجي) أيضاً كان أحد اللاعبين في تلك المباراة.

عندما ذكر المعلّق الكبير يوسف سيف: أن البرتغالي كريستانو رونالدو هو أغلى لاعب في العالم.. قلت (الدنيا أرزاق) وسلموا لي على ميسي.. والله يذكرك بالخير يا بويعقوب.

تحدثوا.. وكتبوا عن ضربة الجزاء التي أضاعها (محمد الشلهوب) أمام الكويت وكأنه أول لاعب وعبر التاريخ يهدر ضربة جزاء.. اسألوا المتخصص (ماجد عبد الله) عن مثل تلك الضربات ستجدوا عنده الخبر اليقين!

عندما شاهدت (عنزي الكويت) وهو يبدع ويلقي الإشادات من كل صوب.. تذكّرت (صالح المحمدي) الذي أبهر الجميع بإمكانياته العالية من خلال دورة الخليج الخامسة عشرة ولكنه انتهى بعد هذه الدورة.

أي محلّل سعودي يريدون استقطابه لقناتهم، لا بد أن يسألوا عنه.. هل هو (يحب الهلال).. أو أن له مبادئ ثابتة؟.. إذا كانت الإجابة ب(لا) فإنه سيكون من أهم المحلّلين لديهم، ليس لأنه (محلّل كويس) ولكن لأنهم سيستغلونه من أجل أن يكون أداة لتنفيذ مخططاتهم الرامية إلى كسب ود المزيد من المحتقنين.

(الإصابات) في الهلال خلال الوقت الحالي باتت تهدد مستقبله في هذا الموسم.. وتشكّل خطراً عليه..

الهريفي غلطان

رداً على استفسارات مشجعين كتبت أكثر من مرة أنه ليس صحيحاً أن الهلال لم يكسب النصر (بمشاركة الهريفي).. إلى درجة أنني مللت من كتابة هذه المعلومة، أو حتى الحديث عنها على اعتبار أنها (كذبة) اختلقت من أجل تلميع الذات.. ولأنها وبالمنطق لا يمكن أن تكون صحيحة.

ولكن أن يخرج علينا الهريفي نفسه ليصادق على تلك الكذبة من خلال حوار أجري معه مؤخراً فهنا لا بد من أن نتوقف وأن نعيد كرة تكذيبها بما يجسّد الحقيقة ويخالف ما زعمه الهريفي، ولعل ذلك التكذيب يكون هو الأخير احتراماً لمن يبحثون عن كل ما هو جديد.

وخصوصاً أن الهلال فاز على النصر (بمشاركة الهريفي) ليس في مباراة أو مباراتين، بل في ست مباريات وهي: دوري 1405ه (2- صفر) سجلهما هذال الدوسري وعبد الرحمن اليوسف - دوري 1406ه (2-1) أحرزهما هذال الدوسري وحسين الحبشي وللنصر ماجد عبد الله - وأيضاً (1- صفر) سجّله يوسف الثنيان - دوري 1407ه (1- صفر) سجّله سعود الحماد - نهائي كأس الملك 1409ه (3- صفر) سجلها حسين الحبشي وعبد الرحمن التخيفي وحسين البيشي - وفي دوري 1410ه (1- صفر) سجله فهد المصيبيح.

ويبقى من حسن حظ الأخ الهريفي أنه لم يشارك مع النصر يوم أن خسر (1- 4) من أمام الهلال في دوري 1413هـ وذلك جراء إيقافه من اتحاد الكرة.. ولا حتى أيضاً في المباراة التي كسبها الهلال (3- صفر) في دوري 1414هـ وذلك بسبب حصوله على بطاقة حمراء من خلال المباراة التي سبقتها وكانت أمام الاتفاق.