هزم المدرب البرتغالي بيسيرو الإعلام الرياضي بالضربة القاضية وهو يقود الأخضر إلى نهائي خليجي 20 بمستويات جيدة ومتصاعدة وبتوليفة جديدة من اللاعبين، لم يتوقع الكثيرون أن تذهب بعيدا في دورة تشهد مشاركة منتخبات قوية بنخبة من نجومها الكبار.
هزم بيسيرو الإعلام، وأسقط أقلاما تبارت على النيل منه ومن اختياراته ومن توجهاته، وأسقط وجوها أخرى لم تختف ولو لمساء واحد عن موائد الفضائيات من أجل التقليل من حظوظ الأخضر، والهجوم على مدربه، والانتقاص منه ومن لاعبيه وقدراتهم.
في المقابل كان المدرب البرتغالي يستمد ثقته بنفسه من خلال ثقة القيادة الرياضية به، وثقته بلاعبيه، وعدم انسياقه لمبارزة بعض الأقلام والأفواه التي لابد أنها ستلوذ الآن بالصمت، وستخجل من عبارات وإسقاطات لم تتوان في رميها تباعا على رجل هاجموه على الورق فرد عليهم فوق النجيلة الخضراء، وهناك فعلا يكون الرد ويكون العمل.
هنا لابد أن نشيد بالقيادة الرياضية التي أثبتت أنها تحضر المدرب وتمنحه كل الثقة، وكل الصلاحيات، دون أن تتدخل في قراراته إلا في حدود إبداء الرأي والمشورة، وهو ما مكّن بيسيرو من تقديم فريق شاب رديف للأخضر، مؤكدا أن الكرة السعودية ولاّدة، وأن عجلتها لن تتوقف على اسم أو آخر.
كما لابد من الإشارة إلى وجه آخر من أوجه الإبداع الأخضر في اليمن، وهو الانضباط الواضح بين أفراد البعثة، وحرص اللاعبين على الالتزام بكل التعليمات والنظم، والعمل يدا واحدة، ودون تأثر بما يقال هنا ويتردد هناك من عبارات تسابقت على النيل من اللاعبين، ومن الواجبات الموزعة عليهم، ومحاولة نشر الفتنة بينهم على طريقة (لماذا يحمل فلان شارة القيادة) و (لماذا لا يلعب فلان أساسيا).. شكراً لسعود العبدالعزيز الذي أكد في اليمن على ما يكتنزه من قدرات وخبرات في كرة القدم وإدارة شئونها، وشكراً للجهازين الفني والإداري والأجهزة االمعاونة الأخرى، وشكراً للاعبين وقد ثبت أجرهم في هذه الدورة فإن حققوا الكأس بإذن الله سنقول لهم (ما قصرتوا) وإن لم يكن لهم ذلك سنقول أيضاً: (ما قصرتوا).. وإن كنت أرى الكأس يلمع بين يدي صقورنا الخضر لقاء ما يقدمونه من جهد، وما ينثرونه من أجل الوطن من حبات العرق.