بصراحة ما يجب أن يدركه الجميع أن الاستثمار في الأندية الكبيرة والجماهيرية السعودية أصبح من أنجح الاستثمارات وأفضلها ربحية، ومن وجهة نظري أن عوائد الأندية من الاستثمار ما زالت دون الطموح، ومن الممكن أن تتضاعف مدخولات الأندية مستقبلاً متى ما تم تفعيل الاستثمار من قبل متخصصين في الأندية، وهو ما تفتقده الأندية حالياً رغم وجود ما يُسمى بمسؤول الاستثمار لكن لا يمارسون دورهم بشكل فعَّال، ومما زاد الأمر سوءاً الدور السلبي للجنة الاستثمار التي انحصر دورها فقط في تصديق العقود وبالتالي على الأندية أن لا تنتظر منها شيئاً وأن تبادر بإسناد مهمة تفعيل الاستثمار لديها لمكاتب متخصصة وإن لم يحدث ذلك فقد يُصاب الاستثمار الرياضي لدينا بنكسة قد تفقد الأندية جزءاً من مداخيلها الحالية، وللتدليل على هدر عوائد مجزية في الأندية وهو مثال حي ولم تنته تفاصيله إلا للتو عقد نادي النصر ومؤسسة (ماسا) الذي ورطت فيه إدارتنا السابقة وأصبح النصر يخسر سنوياً الملايين التي تصب في خزينة مالكي المؤسسة بدلاً من دعمهم للنادي لكن يحسب لإدارة النادي الحالية بقيادة الأمير فيصل بن تركي تصحيح الوضع وإعادة الأمور الاستثمارية بالنادي إلى نصابها الصحيح مما مكَّن من ضخ اثني عشر مليون ريال في خزينة النادي من قِبل الشريك الإستراتيجي كان قد تم خسارة مثلها خلال المواسم الثلاثة الماضية وما زالت أمام إدارة النادي الفرصة قائمة لاستعادة جزء من مستحقاتها لدى المؤسسة المذكورة لتؤكّد محافظتها على حقوق النادي التي أهدرت في فترة سابقة.
بيسيرو مخيَّر أم مسيّر؟
أعتقد أننا جميعاً قد قبلنا بالواقع ومع ما ارتكبه اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات من تخبط واضح وغير مسبوق حول برنامج منتخب المملكة الأول وعدم الوضوح في التمثيل ومستواه بدورة الخليج (20) المقامة حالياً في اليمن ولكن بعد الاستقرار على اختيار العناصر الحالية وفرزها من 38 لاعباً ذهبوا جميعاً للإمارات لإقامة المعسكر (المفاجئ) وغير المخطط له مسبقاً وبإيماننها التام بأن المسؤولين جميعاً حريصون على مصلحة المستوى العام للكرة السعودية مع ضمان توزيع المشاركات إلا أن المفاجأة كانت حاضرة في اليمن من قِبل المدرب الداهية (بيسيرو)، حيث أشعرنا جميعاً بأنه قد ذهب لخوض مباريات تجريبية، حيث لم يستقر على تشكيلة معيّنة في أي مباراة وكان إبعاده لبعض اللاعبين مكان استغراب الجاهل قبل العالم ومن يتابع تصرفات المدرب يشعر وكأنه يريد أن يخرج من البطولة ويعود في أسرع وقت أو أنه قد أعطى زمام الأمور لغيره وأصبح اسماً فقط من دون روح ثم أين (عبده) يا بيسيرو؟ من وجهة نظري أن أهم لاعب في تشكيلة المنتخب الذي سيشارك في نهائيات كأس آسيا هو النجم الكبير عبده عطيف الذي يقوم بدور صانع اللعب وهو المركز الأهم في أي فريق يبحث عن الانتصارات والبطولات والنجم عبده ما زال في طور استعادة مستواه وحساسيته الكاملة على الكرة بعد عودته من الإصابة لذا كان من المتوقع أن يكون عبده من الأسماء التي يعتمد عليها في خليجي (20) ليستعيد اللاعب جاهزيته الكاملة للعودة لقيادة وسط المنتخب في البطولة الأهم.
وكنت أفضّل أن يكون الخيار الأول للمدرب بدلاً من النجم الخلوق محمد الشلهوب المعروف بمستواه المتميّز وهو الذي ليس بحاجة للتجربة في بطولة ستساهم في إرهاقه وخصوصاً أنه من الأسماء التي ستكون حاضرة في تشكيلة بيسيرو لكأس آسيا القادمة.
وأنا من خلال هذه الزاوية أتساءل مثلما يتساءل الجميع: ماذا يريد بيسيرو بالضبط؟ هل هو مسيّر أم مخيّر؟ الله وحده أعلم.
قناة الكأس تكشف بعض الناس
كشفت لنا قناة الدوري والكأس قبل عدة أيام مدى مقدرة الشخص المسؤول عن الحديث وسرعة البديهة والمرونة والتعامل مع الحدث عندما ذهب أحد مراسليها لثلاثة من أعضاء الوفد السعودي الموجود حالياً في (عدن) مع المنتخب السعودي ليسألهم كلاً على حدة عن آرائهم وردهم على الإعلامي الكويتي (النشاز) الذي أطلق عبارات عنصرية؟ فكان رد جميع الإخوة سلبياً للغاية وبخاصة المنسق الإعلامي للمنتخب والمتحدث الرسمي الذي كان موقفه وجميع زملائه يدل على ضعف ثقافتهم وأنهم وضعوا في مكان هم ليسوا بأهل له!
حق المرأة في حضور المباريات
دائماً ما تتميّز أي دورة من دورات الخليج بإبراز ظاهرة تنفرد بها عن بقية المنافسات والمسابقات؛ فأحياناً تعلن ولادة نجوم تكون دورة الخليج بداية الانطلاقة وأحياناً يتجلى بروز إعلامي تسلط الأضواء من حوله أو ظاهرة من بعض الجماهير الخليجية العاشقة لمنتخبات بلادها. إلا أن هذه الدورة (20) المقامة حالياً ولّدت لدينا ثقافة ليست بجديدة ولكنها فاعلة ومميزة وهي حضور الجنس الناعم بكل حشمة وكبرياء وتفاعل، حيث لم أشاهد يوماَ حضوراً نسوياً لفعاليات أي دورة عربية أو خليجية مثل ما هو حاصل الآن في اليمن.
لقد أثبتت المرأة والشابة اليمنية أن لديها ثقافة عالية وعالية جداً في التفاعل والحضور والتشجيع ليس لفريقها فقط، بل لجميع ما يطلق عليه اللعب الجميل والنظيف، اليمن يا سادة لديه نفس الخصوصية الموجودة لدى جميع الدول بما فيها بلادنا، فالحجاب كان حاضراً والحشمة كانت موجودة والمكان المخصص كان موجوداً والأمور كلها عادية فما المانع إذاً من حضور المرأة لدينا إلى الملاعب، فاليوم يجب أن يدرك الجميع أن العنصر النسائي موجود بيننا في كل مكان والمرأة عنصر مهم في الحياة وقد تساعدنا إذا ما تم السماح لها بالحضور بالسماح لبلادنا باستضافة عدد من المناسبات العالمية التي حُرمنا من التشرّف بتنظيمها بسبب العنصر النسائي، فهل تتغيّر المفاهيم وتتفتح العقول وتقبل بالواقع القادم في أي وقت؟
نقاط للتأمل
أتمنى أن يكون منتخبنا قد تجاوز المنتخب الإماراتي الشقيق وقد تأهلنا للمباراة النهائية، فنحن لا نرضى دائماً إلا بالتتويج حتى ولو اختلف مستوى التتويج.
كل شيء في اليمن وفي البطولة مميّز وسارت الأمور حسب ما خطّط لها إلا مستوى التحكيم فقد سجّل فشلاً ذريعاً، وهذا مؤشر يدل على تدني مستوى التحكيم في منطقة الخليج.
هل تستغل إدارة النصر زيادة عقدها الاستثماري وزيادة مداخيلها في تغيير إستراتجيتها في استقطاب العناصر وإحضار لاعبين مميّزين وإقفال استقطاب العناصر المنسّقة من الأندية الأخرى.
في تصوري أن رئيس النصر لم يوفّق في نفي خبر طلب المدرب بالاستغناء عن بعض اللاعبين الفاشلين فلم تعد سياسة المجاملة مفيدة، فالبقاء للأصلح والشمس لا تُغطى بغربال يا أبا تركي.
الأسبوع القادم تعود الإثارة من جديد للملاعب المحلية بعد مشاركة منتخبنا في خليجي (20) وأتمنى أن تكون عودة قوية ومثيرة مثل البداية قبل التوقف المنتظر لمدة 45 يوماً لمشاركة المنتخب في كأس أمم آسيا.
أتمنى أن تكون قد حصلت دولة (قطر) الشقيقة على فرصة احتضان كأس العالم لعام 2022م وإن لم يحصل لها ذلك فبإمكانها تجديد المحاولة وتقديم طلب استضافة مونديال 2026م فهي قادرة على ذلك.
بعد ثلاثة أيام وتحديداً يوم الاثنين القادم نودّع عامنا هذا ويجب على كل واحد منا أن يسأل نفسه عمّا أنجزه وعمله لدنياه وآخرته (فاعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً).. ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي ودائماً على الخير نلتقي.