القاهرة - مكتب الجزيرة :
في تطور سريع ومفاجئ لمشهد الانتخابات البرلمانية المصرية 2010 والذي حقق فيه الحزب الوطني الحاكم تفوقاً كاسحاً على جميع منافسيه من جماعة الإخوان وأحزاب المعارضة والمستقلين حيث قضت محكمة القضاء الإداري ببطلان نتيجة الانتخابات في دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر.. وهي الدائرة التي أدلى فيها الرئيس المصري حسني مبارك ونجله جمال بصوتيهما.. وذلك بسبب عدم تنفيذ أحكام قضائية بإدراج اسم مرشح الإخوان المسلمين في كشوف المرشحين النهائية.
وكان عدد كبير من المرشحين الذين خسروا الانتخابات في الجولة الأولى قد تقدموا بالطعون على نتيجة الانتخابات التي وصفوها بأنها مزورة من قبل الحزب الوطني الحاكم أمام محكمة القضاء الإداري وأصدرت المحكمة بعض الأحكام منها وقف إعلان نتيجة الانتخابات في أربع دوائر هي مقعد كوتة المرأة بمحافظة أكتوبر ووقف إعلان نتيجة الانتخابات بدائرة الحوامدية بأكتوبر ووقف إعلان النتيجة بدائرة البدرشين ووقف إعلان نتيجة الانتخابات بدائرة منشأة القناطر بأكتوبر.. كما قضت المحكمة بعدم اختصاصها ولائياً بنظر عدد من الطعون تقدم بها بعض المرشحين بسبب وجود مخالفات إجرائية ومادية شابت عمليتي الاقتراع والفرز مثل إغلاق اللجان وتسويد البطاقات ومنع المندوبين من دخول اللجان حيث أكدت المحكمة أنها غير مختصة بنظر هذه الطعون لأنها لا تمثل قرارات إدارية وتختص بنظرها فقط اللجنة العليا للانتخابات باعتبارها المشرفة على العملية الانتخابية بنص القانون مباشرة الحقوق السياسية.
وقبل 48 ساعة فقط من جولة الإعادة يوم الأحد المقبل على 283 مقعداً سيطر مشهد انسحاب حزب الوفد وجماعة الإخوان المسلمين من هذه الجولة على المشهد السياسي المصري.. حيث قررت جماعة الإخوان مقاطعة انتخابات الإعادة وقامت بسحب جميع مرشحيها وعددهم 27 مرشحاً.. كما أعلن السيد البدوي رئيس حزب الوفد انسحاب حزبه من جولة الإعادة احتجاجاً على التجاوزات والانتهاكات وعمليات التزوير التي شهدتها الجولة الأولى.
وأعلن كلا الطرفين «الإخوان والوفد» ومعهما بعض أحزاب المعارضة وعدد من المرشحين المستقلين الذين خسروا في الجولة الأولى أنهم مستمرون في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي تُلاحق المزورين والمفسدين لإبطال هذا البرلمان وإسقاط المزورين. وكان عدد من جامعات مصر قد شهد مظاهرات غاضبة ضد ما وصفوه بعمليات التزوير والفساد والاعتداء على الحريات والقانون والدستور في انتخابات الأحد الماضي.. حيث قاد الطلاب المنتمون إلى جماعة الإخوان وبعض أعضاء هيئة التدريس مظاهرات ومسيرات الاحتجاج على نتائج الانتخابات في جامعات عين شمس وحلوان والزقازيق وطنطا والمنصورة والفيوم والأزهر.. وقاموا برفع لافتات تعبر عن غضبهم وحمل البعض نعشاً كتبوا عليه برلمان 2010 وارتدى البعض الملابس السوداء حداداً على الديمقراطية في مصر. الجدير بالذكر أن الحزب الوطني الحاكم حصد في الجولة الأولى انتصاراً كبيراً حيث حصل على 209 مقاعد.. بينما حصل المستقلون على 7 مقاعد وحصلت الأحزاب المصرية على 5 مقاعد بواقع مقعدين للوفد ومقعد واحد لكل من أحزاب التجمع والغد والعدالة.. وهو ما اعتبره البعض غياباً تاماً للمعارضة عن البرلمان القادم.