أيها الحبيب..
أطللت علينا من شاشات التلفاز المحلية والعالمية وعبر الصحف الورقية والإلكترونية التي حرصتْ على متابعة أخبار علاجك وسفرك وحرصك على لقائك قبل هذا بالمواطنين في المملكة العربية السعودية والحجاج الذين علت أصواتهم وأكفهم إلى الله تتضرع أن يشفيك ويعافيك ويحفظك لمحبيك الذين ظهر حجم حبهم لك والذي نبع من إنسانيتك الرائعة وأياديك البيضاء التي طالت الإنسان في كل مكان دون النظر إلى لونه أو عرقه أو جنسيته.
أيها الحبيب الذي لن يلومني لائم في حبك.. أشتاقك رغم الزمن القليل الذي غادرتنا فيه، إلا أني أشتاقك وأترقب طلتك بين الوقت والآخر لنأنس بك وبوجهك الطاهر الذي يعطينا أمل الوجود ويمنحنا نقاء الحياة.
أيها الحبيب.. آه لو يأتيك الهدهد بأنباء من أحبوك وعاهدوك.. إن ذكرك في مجالس الكبار، حديث النساء، وعلى ألسن الأطفال الذين لا تعرف قلوبهم الرياء والكذب والنفاق، الكل يترقب خبراً من هنا وحديثاً من هناك عن الأب الحنون والملك الذي ملك قلوبنا وعقولنا وعن السيد المطاع الذي ندين له بالولاء وخادم بيت الله الحرام حيث يشهد لك ملايين الحجاج في كل بقعة من بقاع العالم بما تقدم بكل طاقات هذا الوطن وجهد من أحبك ووفى لك ولوطنه.
أيها المثقف الذي انتعشتْ الثقافة في عهدك فكان للمبدع في المملكة صدى وصولات وجولات في كل مكان، أيها الوفي الذي كرم نساء وطنه طائعاً للأمر النبوي الشريف «رفقاً بالقوارير»، أيها الإنسان الذي رسختَ للعطاء معاني لم نكن نعثر على ترجمتها الحقيقية في قواميس ومعاجم الحياة إلا حين ترجمها فعلك قبل قولك.. أيها الحبيب الذي عشقناك حتى ثملنا بحبك وكتبنا لك من حبر قلوبنا وقرع نبضنا حتى صار القلب أسيرك.. نمد إليك جسور المحبة والوفاء وأنت خير من علَّمنا التعارف والحوار مع الآخر وقد رسخت لأمر إلهي بمفهوم كوني رسخ في أذهاننا فلبيناك.
لقد عاهدت فأوفيت وأعطيت فكفيت وسألت فأجابتك ألسننا بالدعاء وقلوبنا بالوفاء، فبماذا نوفيك؟
غادرت الوطن ليكون بقلبك أينما ذهبت، ونتبعك بمحبتنا ووطنيتنا حيثما حللت، تسعدنا أخبارك كما ابتهاجنا بفرسان هذا الوطن الذين عادوا على أكف الغيم مكللين بالصحة والعافية بحمده.. سلطان الخير والحب نائبك الأمين.. وسلمان أمير التاريخ.. أمير رياضنا التي ازدانت بعودته سالماً ولوحنا له بأكف القلب فرحاً وبهجةً.. وعلى أرض الوطن ليثه نائبك الثاني نايف الأمان والأمن، حفظه الله وحفظ هذه الأسرة الكريمة التي تنعم البلاد في عصمتها بالأمن والرخاء والسمو، والوطن إذ يتفاخر بقلادة من نور فإنهم أبناء عبدالعزيز الملك الذي خلَّده التاريخ وتغنَّى به مؤرخوه ليبقى ذكره نبراساً وناراً حتى بعد أن ضمه الثرى.
أيها الحبيب.. عُد سالماً فنحن بانتظار عودتك.. سنفرش لك القلوب وروداً نسقيها نبضنا.. سنعلق في سمائك عيوننا قناديل تضيء لك.. سنطلق أرواحنا نسائم تنتعش وتأنس بها.. لباك القلب يا عبدالله.. وفديتك بروحي وما أملك من حياة.
لن أطيل حتى لا يمحو دمعي أحرف رسالتي حين يمتزج بالحبر والنبض الذي أودعته الله أن يصلك صوتي عبره.
من رائعة د. عبدالعزيز خوجة:
سلاماً أيها الملك الجليل
وعهداً لا يحيد ولا يميل
أحاور فيك شعري وهو بحر
فيصمت في مقامك لا يقول
لأنك يا مليكي فوق مدحي
ومهما زدت في وصفي قليل
وأنتم من تعز به المعاني
ويسمو الحرف والقلم النبيل
سأترك للقوافي ما تشاء
وأترك مهجتي حباً يسيل
يسابقني المحبة كل قلب
وتنشدها الروابي والسهول