ذكرني هذا المقال بمقولة سلوكية بسيطة لكنها مهمة على كل حال وهي: «إن كل كبير كان صغيراً في يوم من الأيام». وقد تنطبق هذه المقولة أيضا على عموم الموظفين حيث إن كل موظف مهما تقدم في الوظيفة وأصبح له شأن فيها فإنه كان موظفاً جديداً يوماً من الأيام. والموظف الجديد قد تكون لديه خبرة سابقة وقد لا تتوفر لديه هذه الخبرة لكنه في كل الأحوال يحتاج إلى المساعدة والتوجيه والتدريب على أداء المهام الجديدة حتى وإن كان يحمل شهادات عالية أو تخصصات نادرة.
ولا شك أن المدير يلعب دوراً هاماً ومحورياً في بداية حياة الموظف الجديد. فأسلوب المدير في الاتصال والتعامل سوف ينعكس بلا شك على سلوك وأداء الموظف الجديد. لذا ينبغي أن يوضح المدير للموظف أهداف وسياسة الإدارة والمهام الوظيفية التي سوف توكل إليه والأساليب المتبعة في الأداء والنتائج المتوقعة منه. كما ينبغي أن يكون المدير واقعياً وموضوعياً في الطرح والمناقشة والحوار فلا يعمل على جعل المهام الجديدة صعبة أو معقدة أو جعلها سهلة أكثر من اللازم مع التأكيد على أهمية الإخلاص والتفاني في الأداء.
إن من الأمور المهمة في تهيئة الموظف الجديد أن يحدد المدير أحد الموظفين في الإدارة مرشداً ومشرفاً على أداء الموظف الجديد للمهام الموكلة إليه حتى يعلم يقيناً أنه أصبح ملماً بمهامه الوظيفية. وينبغي أن يكون هذا الموظف ذا خبرة كافية بالمهام الوظيفية للموظف الجديد. كما ينبغي أن يكون الموظف على درجة كبيرة من تحمل المسؤولية وأن يتمتع بالثقة من قبل المدير. إضافة إلى ذلك فإنه من المستحسن أن يزود الموظف الجديد بمطبوعات عن الإدارة أو المؤسسة أو بصور بعض القرارات المهمة المتعلقة بالموظف أو بالوظيفة.
أما الموظف الجديد فينبغي ألا ينسى أنه تحت المجهر من قبل المدير والموظفين والمراجعين وغيرهم. كما أنه سوف يخضع لعملية تقويم الأداء «سنة التجربة» إذا لم تكن له خبرة سابقة بالوظيفة العامة. ويجب ألا يفوته أن الإدارة تتوقع منه أداء متميزاً وسلوكاً سوياً وتعاوناً تاماً مع الإدارة والزملاء والمراجعين. ومن الأمور التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار المبادرة في طرح الأفكار والمقترحات، والتنظيم للأوراق والملفات. كما أن الدقة في الأداء والسرعة في الإنجاز ينبغي أن تعطى أهمية مماثلة.
ويأتي الاتصال بالرئيس من الأمور الضرورية في العمل فينبغي على الموظف الجديد أن يولي هذه المسألة أهمية خاصة حيث إن المدير سوف يكون فكرة عامة إيجابية أو سلبية عن الموظف من خلال اتصالاته معه. ومن القواعد المهمة التي يجب مراعاتها عند الاتصال بالمدير اللباقة في الحديث والظهور بالمظهر اللائق والإصغاء الجيد وتحديد الأفكار ومناقشتها قبل طرحها والإلمام بالمعلومات عن الموضوعات المطروحة والابتعاد عن تقديم وعود لا يستطيع الوفاء بها وعدم الخوض في أمور خارجة عن نطاق العمل.
إن الحماس والاندفاع للتطوير والتغيير من سمات الموظف الجديد لقلة خبرته في الحياة الوظيفية. وقد تنطبق عليه مقولة أحد المفكرين الغربيين «عندما كنا صغاراً كنا نريد أن نغير كل شيء فلما كبرنا عجزنا أن نغير أنفسنا» فينبغي توخي الحيطة والحذر وتجنب الحماس الزائد أو الاندفاع المتسرع.
عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة
