ليس للطامح المثابر المجد في عمله إن لم يصب هدفه غير الاحترام والتقدير، إذ لا تقصير مع اجتهاد, ولا تفريط بعد اهتمام.. هكذا علمتنا الحياة، أو لن نقل بصريح العبارة (تعلمنا) ذلك من الحياة..!!
غداً وبعد غد يكون التصويت للملف القطري (الخليجي - العربي) لاستضافة المونديال بأرض دوحة السلام 2022م حضور يسابق الزمن وكأنما بلغت أثارته قمتها قبيل مرحلة (فصل الخطاب)، ولأن للملف العربي دوما أجندته (الساخنة رياضيا) ودائما ما تشوب فصول تتابع صفحاته (الشوائب)؛ ليس لقصور في (حبكة) وحياكة أبعاده (التنظيمية) بل لسبب أقول حقيقته وأجري في ذلك على الله.. (لعروبته) وبذاك أكاد أجزم..!!
فملف جنوب إفريقيا 2010م مثلا في معركة (التنظيم) مع أقرانه من ملفات (العرب) لم يشهد تميزا (مفصليا) على الورق، فيما تأكد ذلك على أرض الواقع ببساطة التنظيم التي وصلت حد (العشوائية) على أرض العم مانديلا، وبسرعة و(تسريع) سد (باب الذرائع) فيما يخص رهبة الاستضافة وهاجسها الأمني، اذا لم تكن جنوب إفريقيا بحال أفضل من نظرائها العرب يشفع للمصوتين بتفضيلها وقتئذ على الملفات العربية، وتحديدا الملف المغربي، الذي قدم وقتها كل ما هو ممكن لنيل الشرف (الفيفاوي) النظرة، باستثناء عدم إمكانية (الانسلاخ) من الهوية العربية..!!
قد يقول قائل في هذا القول به رائحة (المؤامرة التي يحبذها العرب وبه (عاطفة) تسبق رمزية (المنطق)..؛ وبذا أجد كثيرا ممن يشاطرونني الرأي تمضي لديهم ركاب المنطق والعاطفة في فلك واحد على التوازي فلا يسبق أحدهما الآخر، الا حين نر كن لعدم وضع المسميات التي تصف الحقيقة موضعها الصحيح، خصوصا أن مواقف (اللوبيات) القائمة على (قرصنة التصويت) دائما ما تُجحف في حق الملفات العربية، لا لشيء يعتد به (المنطق) أو تُغلف شرعنته أمور (عقلية لا نقلية) أكثر من تحزبات ما تلبث أن ترمي (بتهم) في أقل حالتها ضعفاً وبتوقيت (مُحرج)؛ مما لايدع مجالا للشك؛ أن تلك (التحزبات اللوبية الفيفاوية) كانت وما زالت وستظل - فيما يبدو - لأمد غير بعيد ترمي في واقعها (بشرر) جائر لكل عمل تقدمي الصيغة، عربي الصبغة لنا نحن العرب..!!
إن المتابع البسيط لجل الإمكانات (الخرافية) التي سخرتها دولة قطر لنيل شرف الاستضافة، الشرف الذي سيحظى به حتما كل العرب حال الفوز التي ستُعد (سابقة) إن حدثت، تظل إمكانات هائلة لم تقدم - مثلا - نصفها أو أقل (ريودي جانيرو) لكسب تنظم مونديال البرازيل 2014م، وهنا الحديث عن الإمكانات المادية, لا السمعة والحضور على خارطة الكرة العالمية، الإمكانات المادية التي (ستتحول) برأيي (لا) التصويت بكل جدارة ل(نعم) التنظيم بكل استحقاق..!!
فقطر وهي ترمي بثقلها الرياضي ممثلة في شخص رئيس اتحاد القارة الصفراء، وبحراكها الاجتماعي الذي وقف بجانب سُبل إنجاح المهمة جنبا إلى جنب مع (الوفرة) المادية لتحول (دوحة قطر) لملاعب (ديجيتال) غَنّاءٌ تنعم بسحر أجواء سويسرا ممزوجة بسحابة لندن الأخاذة، وسط (قيظ) لم تكن (حرارته) لتقف في وجه الأمريكان في مونديال 94م.. بينما استبقت الدوحة (الأحداث) تلافيا للأعذار، بعد أن أدركت حقيقة أن ما يقف في وجه الاستضافة الموعودة لن يُعرجُ على مواطن (التحجج) بالأجواء المناخية الحارة، بقدر ما ستتجاوز ذلك ل(كشف) شبكة قنابل عنقودية معلوم (زارعها).. تُلقي بالتهم هنا وهناك، عل وعسى من أسلحة (ردع خليجية) تواجه أحقية عربية تنال شرف التنظيم..!!
أقول في الختام.. لنبارك لقطر قبل إعلان (الظافر بالشرف الفيفاوي).. فما قدمه ملفها أشبه بالإعجاز.. ولا أتخيل أننا سنبارك لغير الأخوة في قطر بُعيد الانتهاء (التصويت).. فالعقل والقلب والمنطق والعاطفة وقبلهم جميعا الحاسة السادسة.. تقول : مبروك سلفاً لقطر وللعرب استضافة مونديال 2022م..!!
بيسيرو.. ثوّر.. وهي تدوّر..!!
بعد المباركة لأخضر الوطن، أخضرنا (الشاب) التأهل بالتعادل الذي جاء بقدم (قطرية) وعلى طريقة (بقدمي لا بقدم غيري)؛ نقول: إن روح الأخضر حضرت بترند فني (تنازلي) هابط مع كل مباراة لعبها الأخضر بعد لقاء الافتتاح، وهو الأمر الذي أشدد من خلاله على المثقف المتزن الاستاذ سعود العبدالعزيز رئيس الوفد السعودي والخلوق الخلاّق الكابتن المثالي فهد المصيبيح وباقي الجهاز الإداري المجتهد أن يستنهضوا مكامن (الامل) في شحذ الهمم في نجومنا ليسجلوا للتاريخ أنهم حققوا المعادلة الاصعب (كأس بطولة بدون مدرب)، وهي الحقيقة المرة التي يدركها المجتمع الرياضي قاطبة أن بيسيرو يلعب بطريقة (ثوّر.. وهي تدوّر)..!!
خذ.. عِلم..!!
- تذكرت صورة الهولندي (الصغير المكّير) مارك أوفر مارك الذي أرهق ظهير منتخبا محمد عبدالجواد ومشواره (رايح - جاي) قبل نهاية مشواره الكروي في كأس العالم 94م؛ تذكرت تلك الصورة من (التعذيب المُباح) عند النجوم المهرة الصحاح، حينما كرر النجم الكويتي الفذ أفضل لا عبي (غرب القارة) وظاهرة خليجي 20 (فهد العنزي) ذات السيناريو مع (المجتهد) مشعل السعيد..!!
- المختلف (المبهج) في إنجازات أبطالنا وتحقيق مختلف الألوان من ميداليات (قوانزو الصينية) في الفروسية والكاراتيه وبقية العاب القوى، أنها جاءت بسواعد (وطنية.. ميه الميه)؛ إذ لم تنغص فرحتنا بالميداليات لهجات وأسماء إفريقية لها في كل اولمبيات (علم) تنضوي تحت لوائه..!!
- برأيي لم تتأثر بطولة (خليجي 20) بغياب صانعي (التصريحات النارية) وعلى رأسهم الشيخ راشد بن سلمان والشيخ أحمد الفهد، بل على العكس تماما فقد برز المنتخبان البحريني والكويتي أكثر من ذي قبل، بل إن أحدهما قد يبلغ النهائي بعيدا عن تصريحات رؤساء الوفود، التي لم تجن من ورائها في السابق أكثر من ابتعاد بطولي دام عشرين عاماً للمنتخب الكويتي.. فيما فرضت (ضعف المدة) غياب قسري عن أي بطولة ُتسجل باسم المنتخب البحريني حتى الآن..!!
ضربة حرة..!!
بالتأني.. تُدْرَكُ الفُرَصُ!!