إشارة إلى ما نُشر في صحيفة الجزيرة الصادرة برقم 13901، وتاريخ 12-11-1431هـ، المتضمن تصريح الأمير سلطان بن سلمان بأن (ساهر) خطوة رائدة في التصدي لأحد أهم أسباب الإعاقة؛ فبالمناسبة يسعدني أن أوضح وجهة نظري حول نظام ساهر والحركة المرورية في منطقة القصيم، وأقول: إن وجود نظام ساهر في جميع المناطق مهم جداً، ولكن بشرط عدم مضاعفة المخالف ثلاث مرات؛ لأن ذلك سوف يتسبب في أضرار على البسطاء ومستوري الحال بإعاقة من نوع آخر، هي (إعاقة مالية)؛ لذلك فإنهم سوف لا يستطيعون سدادها؛ وذلك بسبب ارتفاع أسعار جميع متطلبات الحياة والتزامهم بتسديد فواتير رسوم الخدمات الضرورية الأخرى. وبما أن الجميع يدركون أن توجيهات ولاة الأمر تنص على التيسير على المواطنين وتقدير ظروف هؤلاء وأمثالهم؛ حيث إنهم يمثلون أكبر شريحة بين المواطنين، ولكي يتقبل الناس نظام ساهر وتسهيل حركة السير في المنطقة، أرى أن يتم الآتي:
1- تخفيض رسوم المخالفة وعدم مضاعفتها، والاكتفاء بتسديدها عند التجديد؛ وذلك كي يعلم الجميع أن الهدف من وجود نظام ساهر هو سلامة الجميع، وليس الربح.
2 - يجب إيجاد لوحات إرشادية كبيرة وواضحة، إضافة إلى شريط إلكتروني على شاشة عملاقة، وتعلق جميعها بواسطة جسور عند كل إشارة وفي وسط الشوارع والطرقات الدائرية والسريعة، وذلك بدلاً من اللوحات الإرشادية الجانبية؛ لأنها معرضة للعبث والأخطار، هذا خلاف أن بعض قائدي المركبات قد لا يتمكنون من مشاهدتها بسبب الأشجار أو محاذاة بعض المركبات لها.
3 - يجب عدم تحديد السرعة في وسط المدن والمحافظات والشوارع والمواقع التي تشهد في أغلب الأوقات حركة هائلة من المتسوقين والسيارات؛ لأن الحوادث التي قد تحصل فيها تكون بسبب الزحام وكثرة الحركة وليست بسبب السرعة، ولمعالجة ذلك أرى أن يتم التنسيق مع الأمانة من أجل أن يُعمل في المواقع سالفة الذكر مثلما عُمل في بعض شوارع مدينة بريدة من لمسات ومطبات جميلة تساعد قائد السيارة على الانتباه وعدم السرعة.
4 - يجب التنسيق مع الأمانة بخصوص إلغاء جميع الجزر الموجودة في جميع الشوارع بالطرق واستبدالها بحواجز خرسانية؛ وذلك لكي تتسع المسارات وتسهل الحركة، أما بالنسبة إلى ما يوجد بالجزر من نخيل وأشجار وأعمدة إنارة فإنه يجب نقلها إلى الأرصفة الجانبية؛ لكي تسهل خدمتها وصيانتها في كل وقت دون إرباك للحركة، وبذلك يستفيد الجميع من ظل النخيل والأشجار والمسطحات الخضراء.
ومن أجل أن تتحقق أهداف ولاة الأمر وتوجيهاتهم المتضمنة الحرص على تأمين جميع الخدمات لكل من يعيش في وطننا الغالي بما فيها الخدمات التي تساعد على تسهيل الحركة المرورية فإن الأمل يحدونا من جميع المسؤولين، كل فيما يخصه، أن يأخذوا بعين الاعتبار الأعداد الهائلة التي تقدم إلى الدنيا كل عام في أرجاء الوطن، وما يحتاج إليه هؤلاء منذ ولادتهم وطيلة حياتهم من الخدمات التي تضمن لهم حياة سعيدة آمنة، ومن تلك الخدمات معالجة ما سبق من الملاحظات، وذلك من خلال التنسيق بين المرور وجهات الاختصاص حول أهمية دراسة إنشاء مدن سكنية حديثة في المدن والمحافظات تتميز بشوارع وطرق ذات مسارات فسيحة وكثيرة، على ألا يقل عرض تلك الشوارع والطرق عن 150م؛ وذلك للقضاء على مشكلة ازدحام السيارات وقلة المواقف. أما بالنسبة للأرصفة الجانبية فتخصص للمسطحات الخضراء والنخيل والإنارة ومواقع للكشكات ومواقف وغير ذلك من الخدمات. أما التقاطعات فيجب أن ينشأ فيها كباري تخدم جميع الاتجاهات دون توقف، ومن الضروري الآن إيجاد أنفاق في شوارع وطرق المدن والمحافظات تُخصّص لقطارات داخلية لنقل الركاب وأنفاق أخرى تخصص لتمديد الخدمات وصيانتها، وبذلك يرتاح جميع المسؤولين وتنتهي معاناة المواطنين التي لا تزال تزداد كل عام بقدر ما يزداد التعداد السكاني والتمدد العمراني، ما عدا المعاناة شبه المستمرة وذلك بسبب ما أفسدته شركات تمديد الخدمات والصيانة في أغلب الشوارع لدرجة أنها ألحقت الضرر بالسيارات ومن يركبها؛ لذلك يجب أن يكون بموجب شروط وتصريح من المرور بدلاً من مطاردة السيارات المظللة واعتبار التظليل مخالفة. وبالمناسبة فإن الأحياء الشمالية الحديثة ببريدة بحاجة إلى الكثير من الخدمات، ومنها وسائل السلامة واللوحات الإرشادية. وختاماً آمل من المسؤولين في إدارة السلامة بالمرور أن يتبنوا التنسيق مع بعض الإدارات المعنية بالخدمات الصحية والدفاع المدني لكي يتم إنشاء مراكز من أجل سلامة الجميع تضم فرقاً من المرور والإسعاف والهلال الأحمر والدفاع المدني على أضلاع الدائري الخارجي لمدينة بريدة من جميع الجهات من أجل أن تتولى تلك الفرق خدمة سكان الأحياء والبساتين القريبة من الدائري ومباشرة ما يقع فيها من حوادث، ويتم النشر عنها في صحفنا المحلية بصفة شبه مستمرة. وبإخلاص جميع المسؤولين يسلم الجميع. وكل عام والوطن ومن يسكن فيه بخير.
محمد بن عبدالرحمن بن سليمان الغيث - بريدة