التعليم أمانة عظمى، ورسالة كبرى اضطلع بها الأنبياء والمرسلون ومن سار على هديهم من العلماء والمصلحين، ومن هنا يقع على عاتق المعلم في عصرنا الراهن مهمة كبيرة في تأدية هذه الأمانة على الوجه المطلوب كي تتحقق أهداف التعليم في أبنائنا الطلاب، وليتشكل لدينا جيل صالح في دينه ودنياه.
والمعلم باعتباره ركناً أساسياً في منظومة المنهج الدراسي، فإنه من الأهمية أن يمتلك معلومات ومهارات متعددة في مجال التدريس، ومنها ما يلي:
أولاً: الإخلاص والأمانة في العمل:
الإخلاص والأمانة قيمتان إسلاميتان عظيمتان ينبغي لكل مسلم أن يتحلى بهما سواء كان في مهنة التعليم أو في غيرها، فمتى ما كان المعلم مخلصاً وأميناً في عمله كان ذلك أحرى للأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، وأقرب إلى تقبل الطلاب لشرحه ومتابعته، والتفاعل معه داخل الفصل الدراسي، وفي أرجاء المدرسة بوجه عام.
ثانياً: الإلمام بالأهداف العامة للتعليم وغايته في المملكة العربية السعودية:
من الضروريات المهمة جداً للمعلم أن يكون ملماً بغاية وأهداف التعليم العامة في المملكة العربية السعودية من حيث عددها ومحتواها، وكيفية تفعيلها في تدريسه.. كما ينبغي عليه أن يكون عارفاً جداً لأهداف المرحلة التي يقوم بتدريسها، وأهداف المقررات التي يقوم بتعليمها، وأن يسعى لتحقيقها في نفوس وسلوك الطلاب.
ثالثاً: النظرة الشمولية الإيجابية للمدرسة:
ينبغي على المعلم الجديد أن ينظر إلى المدرسة نظرة إعزاز وتقدير، وبأنها مكان للتربية والتعليم، وأن كل ما يتوافر فيها من إمكانات بشرية ومادية هي من أجل تربية أبنائنا وتعليمهم لمهارات الحياة، ولخدمة دينهم وبلادهم، وعندما يتصور المعلم ذلك كله ينبغي عليه أن يكون منتمياً لمهنته محباً لها، ومخلصاً في عطائه.
رابعاً: المعاملة الحسنة مع الطلاب وأوليائهم والهيئة التعليمية:
المعاملة الحسنة هي عنوان قبول الآخرين للمعلم، وهي جسر يصل بواسطته إلى قلوبهم وعقولهم، وفي حالة فقدانها لن يستمتع المعلم بطعم الراحة في عمله، ولن يهنأ بالعيش في أجواء تعليمية رحبة، مما ينبغي عليه إعادة صياغة الخريطة الذهنية لديه، ليضع الأمور في مواقعها الأصلية.
خامساً: ضرورة الإلمام بالمادة العلمية وتكاملها:
على المعلم أن يكون ملماً إلماماً كافياً بالمادة العلمية المقرر شرحها، عن طريق قراءة المقررات الدراسية، قراءة مستفيضة، ومحاولة التزود بالمصادر والمراجع ذات العلاقة، ليسهل بذلك توصيل المعلومة لأذهان الطلاب، وليجد المعلم الإجابة الكاملة لأي سؤال محتمل يطرحه الطلاب.
كما على المعلم أن يراعي تكامل المواد الدراسية مع بعض، وهذه النقطة ينبغي ألا يغفل عنها المعلم، فبعض المقررات الدراسية يكمل بعضها بعضاً.
سادساً: التحضير الذهني والكتابي:
من التوجيهات التي دائماً يتم ذكرها في الكثير من النشرات والكتيبات التربوية التي تصدر، ما يتعلق بالعناية بالتحضيرين الذهني والكتابي، ذلك لكونهما يمثلان أهمية كبرى في العملية التعليمية والتربوية، والذين طبقوا هذه التوصية يدركون فوائدها، فمن غير المعقول أن يدخل المعلم حجرة الدراسة وهو لم يقرأ الدرس ولم يتعرف على أبعاده، وليس من المفيد أن يشرح المعلم درساً لم يكتب الخطوط العريضة عنه، أو يقوم بتحديد الجوانب الأساسية فيه، والمطلوب من الطلاب تعلمها.
سابعاً: تحديد الأهداف السلوكية:
يرتبط تحديد الأهداف السلوكية بعملية التحضيرين الذهني والكتابي بشكل مباشر، فقبل عملية شرح الدرس يجب على المعلم أن يحدد الأهداف السلوكية بمختلف أنواعها: المعرفية والوجدانية والسلوكية، ومن ثم يقوم يقوم بتدوينها في دفتر التحضير، مع مراعاة صياغتها الصياغة الصحيحة، والتأكد من شروط تحققها، وحتى تتم الفائدة بشكل أشمل ينبغي على المعلم كتابتها في بداية الحصة على السبورة أمام الطلاب ليكون هناك أهداف محددة يسعى الجميع لتحقيقها، ولتتضح الرؤية للطلاب حول المطلوب منهم تعلمه.
ثامناً: اختيار طريقة التدريس المناسبة:
لا توجد طريقة تدريس واحدة يمكن وصفها بأنها هي الطريقة المثلى لشرح الدروس. فعملية اختيار طريقة التدريس المناسبة تخضع لاعتبارات عديدة ومن أهمها: حجم المادة العلمية، وتوفر الوقت اللازم، ومستوى الطلاب العلمي، وتفاعلهم، واستقرار البيئة التعليمية وغير ذلك، إن استخدام الطرق الحديثة في التدريس، والمبنية على النظريات التجريبية هي طريقة مجدية في عملية التدريس ومن الطرق التي يوصى بها: طريقة الاستقصاء، وطريقة حل المشكلات وغير ذلك كثير.
تاسعاً: إدارة الفصل وضبطه:
المعلم الذي لا يجيد إدارة الفصل وضبطه بطريقة فاعلة لن يستطيع أن يؤدي شرح الدروس على الوجه المطلوب. فلا جدوى من شرح المعلم للدروس والفصل يسوده الفوضى وعدم الانضباط، ولا فائدة ترجى من معلم لا يستطيع إدارة فصله والتحكم فيه. إن المعلم الناجح هو الذي لا يستطيع ممارسة دوره القيادي بصورة متوازنة، وأي خلل في معادلة التوازن هذه سيؤدي الأمر إلى نتائج غير مقبولة في تحصيل الطلاب العلمي، وسلوكهم التربوي.
عاشراً: تنويع نبرات صوت المعلم في الفصل:
لصوت المعلم الواضح، ونبراته المتنوعة أثر بالغ في العملية التدريسية لدى الطلاب، ولا يعني هذا أن يرتفع صوت المعلم أكثر مما ينبغي، بل المقصود أن يستطيع أي طالب في الفصل أن يسمع شرح المعلم، ويفهم ما يقوله، ولتحقيق هذه النتيجة الأخيرة على المعلم أن يبتعد عن الصوت الرتيب الذي يولد الملل في نفوس الطلاب، ويبتعد أيضاً عن الصوت المرتفع جداً، الذي يرهب الطلاب ويزعجهم، ويختار مستوى الصوت المقبول لدى الطلاب.
حادي عشر: ربط الطالب بالبيئة المحلية:
الابتعاد عن التجريد أمر محبب في العملية التعليمية، ومحاكاة الواقع تكسب الطلاب التعلم بوقت أقل، ومن هنا فإن ربط الطالب ببيئته المحلية تزيد من عمق المعرفة لديه، وتوسع من آفاقه المعرفية حول بيئته المحلية، ولذا فمن المستحسن -على سبيل المثال- أن يعرف الطالب أشهر الأودية في منطقته المحيطة به، وأن يعرف منتجاتها، وأبرز علمائها، وغير ذلك إضافة إلى مايرد في كتابه المدرسي.
ثاني عشر: استخدام الوسيلة التعليمية المناسبة:
في بعض الدروس قد لا يستطيع المعلم إيصال المعلومة الصحيحة إلى أذهان الطلاب كما ينبغي، ولذا فعليه في هذه الحالة أن يستعين بوسيلة تعليمية تساعده في هذا الأمر، كما على المعلم ألا يتهاون في ذلك ولا يعتمد على ذكاء الطلاب ومقدرتهم العقلية فقط، بل عليه أن يدرك أن تركيبة بعض الطلاب العقلية لا تستوعب الدروس من المعلم بطريقة مباشرة ما لم يستعين المعلم بوسائل تعليمية أخرى.
ثالث عشر: التشخيص القبلي والتقويم البعدي:
التشخيص القبلي لتحصيل الطلاب يعطي المعلم فرصة عظيمة للتعرف على مستوى طلابه، فمن خلال طرح سؤال شفوي واحد في بداية الحصة، أو تسليم ورقة صغيرة كتب فيها سؤال واحد يعرف المعلم بعض الشيء عن مستوى طلابه، مما يسهم في اختيار الطريقة الملائمة للشرح، والوسيلة التعليمية المعينة، وعلى ضوء ذلك يمكن وضع التقويم البعدي الجدير بقياس تحصيل الطلاب.
والتقويم البعدي يعطي مجالاً واسعاً لإعادة النظر في الأهداف السلوكية المحددة، وفي طريقة التدريس المستخدمة، وفي تلافي كافة الصعوبات التي تحول دون إتمام عملية التعليم والتعلم.
رابع عشر: استخدام الكتاب المدرسي في العملية التربوية:
لا يقتصر دور الكتاب المدرسي في تنمية مهارة القراءة فحسب، بل يتعدى ذلك إلى غرس القيم المفيدة في نفوس الطلاب، وفي تعلم المفاهيم الجديدة التي تناسب المرحلة الدراسية، فعلى المعلم أن يولي هذا الجانب أهمية قصوى من خلال التعاون مع طلابه في استخراج القيم التربوية المتوفرة في الكتاب المدرسي، والمفاهيم الجديدة التي تساعد الطالب على التعلم، وتنمي مداركه لتعليم أعلى.
خامس عشر: مراعاة الفروق الفردية:
على المعلم ألا ينظر دائماً إلى الطلاب على أنهم مجموعة متجانسة في كل الأحوال، بل عليه أن يدرك مدى الفروق الفردية بينهم، من خلال الملاحظة المباشرة، أو الاختبارات التشخيصية والتقويمية، ليتعامل مع الطلاب بما يتوافق مع قدراتهم وإمكاناتهم.
وكيل كلية العلوم بالدوادمي -
ialhodhaibi@hotmail.com