|
الجزيرة - الرياض
شدد خبراء في التدريب الطبي على أهمية توفر المهارات الإدارية لدى الطبيب في غرفة العمليات التي تساعده على سرعة اتخاذ القرار, والمفاضلة بين الأوليات والبدائل المتاحة.
جاء ذلك خلال ورش العمل التي أقيمت أمس ضمن فعاليات أعمال المؤتمر السعودي للتدريب الطبي، والذي تنظمه جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالتعاون مع الكلية الملكية لأطباء وجراحي كندا، والهيئة السعودية للتخصصات الصحية واختتم فعالياته في فندق ماريوت بالرياض.
واعتبر المشاركون في ورشة العمل التي جاءت تحت عنوان «تدريس منهج كانمدز الإداري والمتعاون في غرفة العمليات» بمشاركة الدكتور كين هاريس والدكتور ديباك داث والدكتور مناف العزاوي والدكتور هيثم الزامل أن العمل في غرفة العمليات يتمثل في العديد من المواقف التي تتطلب من الطبيب، بالإضافة إلى تقديم الرعاية العلاجية للمريض، أن تكون لديه الاستطاعة على قيادة الفريق الطبي بما يضمن حسن الرعاية العلاجية للمريض وسلامته.
وشاهد المشاركون عرضا لمقاطع فيديو تصف بعضا من تلك المواقف التي يحتاج فيها الطبيب إلى تلك المهارات، أتيحت فيها الفرصة للتعرف على الأساليب المثلى لتدريس وشرح هذه المهارات والكفاءات المطلوبة في غرف العمليات.
ولفت المشاركون في ورشة العمل التي حملت عنوان «المحاكاة في برامج التدريب الطبي» وشارك كل من الدكتور فيرين نيك والدكتورة عبير عرب والدكتور نزار الزغيبي والدكتورة نادية عطاس، إلى أن أسلوب المحاكاة من الأساليب الحديثة في التعليم والتدريب الطبي، وهو يقدم حلولا وفرصا لتجاوز الكثير من الإشكالات والمصاعب التي تواجهها الأساليب التقليدية للتعليم والتدريب الطبي, ولا يقتصر ميزات وإيجابيات أسلوب المحاكاة على تحسين التعليم والتدريب الطبي، بل يتجاوز ذلك إلى سلامة المريض أيضاً.
وتناولت الورشة نظريات التعلم التي يقوم عليها أسلوب المحاكاة، واستعراض لأبرز الإيجابيات والفوائد التي يقوم عليها أسلوب المحاكاة في برامج التعليم والتدريب الطبي، بالإضافة إلى تطبيقات لأسلوب المحاكاة في عملية التقويم لبرامج التدريب الطبي.
وتطرق المشاركون في ورشة العمل هذه إلى ثلاثة محاور يمكن الاستفادة من تطبيقات المحاكاة فيها وهي: محور سلامة المرضى، ومحور التعليمي، ومحور البحث العلمي.
وأكد المشاركون على أهمية تقويم برامج الأطباء المقيمين والتي تشكل المحور الأساسي والعامل الرئيس لنجاح برامج التدريب الطبي، وتم التركيز على إجراءات وآليات التقويم لهذه البرامج ومدى قدرتها على تزويد الأطباء المقيمين بالمهارات والكفاءات المطلوبة لحياتهم المهنية، مع التعرف على مواطن الضعف والقوة لهذه المعايير.
وأبرزت ورشة عمل «مهارات الإيجاز لتحسين الإدارة الجماعية للأزمات» بمشاركة الدكتور فيرن نيك والدكتورة عبير عرب والدكتور ياسر فادن والدكتور فهد الكبيدان دور إسهام أسلوب المحاكاة في توفير بيئة آمنة للمريض ومنح الطبيب المتدرب فرصة للتعلم والاستفادة من النجاحات والإخفاقات على حد سواء، وسعت الورشة إلى توفير منهج عملي للمتدربين لاستخلاص النتائج من تجربة المحاكاة.
وأكدت إحدى ورش العمل على أهمية نظم وإجراءات الاعتماد الأكاديمي لبرامج التدريب الطبي لما يجسد ذلك من التزام بمعايير الجودة في إدارة هذه البرامج.
واستعرضت الورشة التصنيف العام لمعايير ومؤشرات الاعتماد الأكاديمي ضمن محورين أساسيين، الأول يتعلق بالبنى التحتية للبيئة التعليمية والتي تشمل الجامعة والمستشفيات والمراكز الطبية التي يتم فيها تقديم البرامج الأكاديمية والتدريبية، ومدى التنسيق والتواصل بينهما. والثاني يتعلق بهيكلية البرامج التدريبية من حيث وضوح الرسالة والأهداف والرؤية، وتوفر المادة العلمية، والمصادر التعليمية، واتباع الأساليب العلمية لضمان الثبات والمصداقية في إجراءات التقويم.
وقد شهدت الورشة مشاركة المتدربين ضمن مجموعات نقاش صغيرة للوصول إلى حلول مقترحة للتحديات التي تواجهها برامج التدريب الطبي، وذلك من خلال التعرف والفهم لمعايير الاعتماد الأكاديمي، وأبرز المؤشرات لجودة البرامج، وأبرز الأخطاء التي يجب العمل على تفاديها، مع استعراض لأمثلة عملية في إجراءات التقويم المعتمدة لبرامج الزمالة الطبية.