أن تخترق مواقع إلكترونية عسكرية وسرية وتطّلع على ملايين الوثائق العسكرية السرية ولأكبر معقل للقوة في العالم فهذا نوع من الخيال..!! ذلك لأن من ملتزمات القوة أن تحافظ على أسرارك، ولا أحد يتخيل أن «البنتاغون» في واشنطن -وزارة الدفاع- عاجز عن تحصين مواقعه الإلكترونية التي تضم ملايين الوثائق العسكرية السرية.
هذه المواقع.. مواقع معقل القوة الأكبر في العالم، اُخترقت ونُشرت مئات الآلاف من الوثائق التي فضحت ممارسات القوات الأمريكية التي احتلت العراق وأفغانستان.
وقبل أن ينسى البشر الفضائح الأمريكية العسكرية، فجر موقع ويكيليكس مفاجأة أخرى، فهذه المرة جرى اختراق مواقع وزارة الخارجية الأمريكية لينشر الموقع الرسائل والبرقيات المتبادلة بين سفراء الولايات المتحدة الأمريكية وبين وزارة الخارجية في واشنطن، وفي تلك الرسائل والبرقيات تكشفت أسرار اللقاءات والمباحثات التي يجريها السفراء والمبعوثون الأمريكيون مع قادة الدول التي يتواجدون فيها، وبعضها يقدم الرؤية الأمريكية لقيادات تلك البلدات والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما تضمنت التقارير والرسائل تحليلات مفصلة عن تلك الدول، ولهذا فإن نشر هذه الرسائل والوثائق أحرج وزارة الخارجية الأمريكية كثيراً، وأظهر سفاراتها وكأنها مراكز تجسس على البلدان التي تتواجد فيها.. وهو ما دفع وزيرة الخارجية السيدة هيلاري كلنتون لإجراء اتصالات هاتفية مع نظرائها وزراء خارجية الدولة التي تناولتها الوثائق لتخفيف آثار الإساءة من البلدان التي تعرضت للنيل من أسرار المباحثات التي كانت تجري على أراضيها.
كشف للوثائق العسكرية من قبل موقع ويكيليكس من خلال اختراق مواقع وزارة الدفاع الأمريكية، وهي المواقع الأكثر تحصيناً من غيرها، ثم اختراق مواقع وزارة الخارجية الأمريكية والحصول على المراسلات والاتصالات بين الوزارة والسفارات التي مجملها سرية، يجعل المراقب المحايد ينظر للأمر نظرة شك وريبة، إذ كيف يتسنى لموقع إلكتروني أن يخترق أهم المواقع الإلكترونية سرية ويطّلع بل وينشر أسرار الدولة الأمريكية دون أن تكون هناك مساعدات بل حتى تسريب أسرار أضرت كثيراً بالموقفين العسكري والسياسي لأمريكا؟!
يتداول في واشنطن بأن هناك جهة أو جماعة داخل الإدارة الأمريكية غير راضية عن رئاسة أوباما لأمريكا، هي التي سربت وسمحت لموقع ويكيليكس اختراق أهم المواقع الأمريكية السرية لإضعاف مصداقية الإدارة الأمريكية وبالتالي تجريد أوباما من أهم مقوماته.