الأحساء- الجزيرة:
أكدت دراسة علمية أن القرآن الكريم حث على الحوار، وأصل ثقافة الحوار مع المرأة والرجل من خلال مجموعة من الآيات القرآنية، وشددت على أهمية الحوار مع المرأة، وقالت: إن القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة كانت مثالاً رائداً في تكريم المرأة بوصفها إنساناً له مقوماته الحضارية في المعاملة الأسرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية سواء كانت عضوة في أسرتها، أم كانت عضوة في مجال عملها التنموي الاجتماعي المتعدد المجالات.
جاء ذلك في كتيب للدكتورة هدى بنت دليجان الدليجان بعنوان: (الحوار مع المرأة في ضوء قصص الأنبياء في القرآن الكريم)، حذرت فيه من السلبيات الناشئة عن عدم نشر ثقافة الحوار مع المجتمع، وأوصت بضرورة دراسة موضوعات الحوار في القرآن الكريم لتكون دليلاً وهادياً ومرشداً لفتح نوافذ الحوار في مجالات المجتمع بأكمله.
وقالت الباحثة: إنها استهدفت من خلال هذه الدراسة تحقيق التدبر في موضوع الحوار في القرآن الكريم، ولم أطرافه، ليكون أنموذجاً مهماً لكيفية الحوار الصحيح بين البشر، ورفع مكانة المرأة بوصفها عضواً متميزاً له أهليته الكاملة في ثنايا الحوار القرآني الكريم، وتشجيع أسلوب الحوار مع المرأة في المجتمع، سواء أكانت أماً أم زوجة أم بنتاً وغير ذلك كما وردت في قصص القرآن الكريم. كما استهدفت معالجة بعض جوانب القصور في الأسرة والمجتمع بعدم السماح بالحوار مع المرأة ونبذ الحوار معها، وذلك بالرجوع إلى التدبر لما في كتاب الله من القصص النبوية والتوجيهات الأخلاقية.
وأضافت قائلة: كما استهدفت الدراسة تحقيق المكانة اللائقة بالمرأة التي أكرمها الله جل جلاله في كتابه وأنزل فيها آياته، بتنمية أسلوب الحوار في معاملات المرأة مع أفراد المجتمع، لعلاج الأخطاء المنتشرة بسبب إقصاء المرأة عن الحوار، وتأصيل ثقافة الحوار مع المرأة، لمواجهة التحديات الكبيرة التي تزعم بانتقاص حقوق المرأة في المجتمعات، إما بالجري وراء دعاوى المنظمات المدنية وإما بالتحرر من الأحكام الشرعية بسبب سوء الفهم لأحكام المرأة في الشريعة الربانية الحكيمة.
وخلصت الباحثة إلى القول: إن التفات القرآن الكريم إلى قضية الحوار مع المرأة لأهميته في بناء المجتمع المسلم، والدعوة إليه ليكون أسلوب التعامل الأمثل في المجتمع المسلم، كما أن ذكر هذه الحوارات النموذجية في قالب القصص القرآنية وبأسلوبها البياني المعجز يحمل دلالات عظيمة على ضرورة دراسة هذه القصص واستنباط الدروس والعبر منها في كل مجالات الحياة.
وأردفت تقول: إن القرآن الكريم جمع في نماذج الحوار مع المرأة بين وظائف منوعة للمرأة بين الزوجة والأم والأخت والملكة والفتاة العابدة، للتأكيد على ضرورة تعلم أساليب الحوار، وفن التفاوض، واستخدام الدلالات العقلية والمنطقية، ورسم استراتيجية المحاور الناجح بالنسبة إلى الرجل والمرأة، وأن الحوار مع المرأة في القصص القرآني تنوع بين قضايا عقدية، وموضوعات اجتماعية، ومحاسن أخلاقية للتوجيه بمكانة المرأة في المجتمع.
وأضافت إن معالجة الحوار مع المرأة في القرآن الكريم لتفادي كثير من الأخطاء الاجتماعية التي يقع فيها الناس في هذا العصر، مثل: العنف الأسري، وعدم مشاورة النساء، وحرمانها من ميراثها الشرعي، وحقوقها الربانية، وتقليص حرياتها بسبب الخوف من الخطأ.. كما أن تعزيز الأمن الفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي عن طريق الحوار مع المرأة، والإفادة من الطبيعة الأنثوية والمواهب الربانية التي وهبها المرأة في أصل خلقتها الكريمة، وتهذيب القرآن الكريم لها بالتشريعات الحكيمة والأخلاقيات الكريمة.
وانتهت الدكتور هدى الدليجان قائلة: إن تفضيل أسلوب الحوار مع المرأة في القرآن الكريم على غيره من أساليب البيان القرآنية، دلالة على جمال هذا الأسلوب وأهميته للمجتمع المسلم، لمعالجة الانحراف العقدي والاجتماعي والنفسي لدى كثير من الناس.
وقد شمل البحث معنى الحوار في القرآن الكريم، وأنواع الحوار مع المرأة في القرآن الكريم، وأهمية الحوار مع المرأة في القرآن الكريم من خلال: الحوار مع زوجة إبراهيم عليه السلام، والحوار مع المرأة في قصة موسى عليه السلام، والحوار مع ملكة سبأ في قصة سليمان عليه السلام، والحوار مع المرأة في قصة آل عمران، والحوار مع مريم - عليها السلام -.