الرياض - الجزيرة :

تهدف البرامج التطويرية التي نفذتها وتنفذها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في وسط المدينة لرفع المستوى الحضري والعمراني بما يؤهله لأدوار إستراتيجية كاستيعاب الأنشطة الاقتصادية الحديثة وبرامجها التطويرية، والتفاعل مع أدوار وأهداف البرامج السياحية، ووسائل تحقيق هذه الأهداف تضمنت تطوير المنشآت الثقافية والتراثية وتأهيلها للمشاركة الفاعلة في حياة السكان، ومنتزه سلام جاء كواحد من المشروعات المحققة لهذه الرؤية.. نقدم هنا نبذة عن المشروع الذي يعد من ثمار خطط وأفكار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، الذي أشرفت عليه الهيئة تنفيذياً.

الرؤية الإستراتيجية:

تتمحور أهداف البرامج التطويرية التي تنفذها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في وسط المدينة حول رفع مستواه الحضري والعمراني، بما يؤهله لعدد من الأدوار الإستراتيجية كإبراز القيمة المعنوية للرياض كعاصمة للبلاد، ومدينة ذات نمط معماري وحضري متميز، واستيعاب الأنشطة الاقتصادية الحديثة، وبرامجها التطويرية بمستوى منافس لبقية المراكز الاقتصادية في المدينة، والقيام بدور فاعل في تطوير صناعة السياحة الثقافية، وإظهار العلاقات الاجتماعية الإيجابية ورفع مستوى الأداء الثقافي والسلوكي.

وتتضمن وسائل تحقيق ذلك تطوير المنشآت الثقافية والتراثية، وتأهيلها للمشاركة الفاعلة في حياة سكان المدينة وزائريها واستكمال المرافق العامة، والبنى التحتية، والمؤسسات الخدمية وإستكمال احتياجات وسط المدينة في المناطق المفتوحة وتطوير البيئة السكنية ويأتي متنزه سلام كأحد المشاريع التنفيذية المحققة لهذه الرؤية بإذن الله.

التاريخ والفكرة:

كانت أرض المتنزه قديماً مزرعة سلام الشهيرة بنخيلها، وظلت لسنين عديدة متحفظة بقدر كبير من نخيلها المثمر المشهور بجودته وتكويناتها الطبيعية، ومنشآتها العمرانية التي اكتسبت قيمة معمارية كنموذج لمرحلة تاريخية مهمة في تطور عمارة الرياض وأهمها المسجد القديم الذي أسس عام 1360هـ.

تتضمن فكرة المشروع الإفادة من الموقع الإستراتيجي للمتنزه في قلب العاصمة، وعلى أهم محاور شبكة الطرق فيها (طريق الملك فهد) في إيجاد مرفق عام يفيد منه جميع سكان المدينة وزائريها، والإفادة من المساحة الكبيرة في توفير أنماط مختلفة من المناطق المفتوحة والحدائق ما يجعلها خياراً مفضلاً لجميع السكان.

والإفادة من العناصر المعمارية والطبيعية في المتنزه ودمجها في باقة الامتيازات والخدمات التي يقدمها لزائريه ومنها النخيل المثمرة، والمسجد التاريخي، والتلال الخضراء، وتأهيل المتنزه ليقدم أنماطاً مختلفة من التعليم والترفيه، وتقديم خدمات منوعة لشرائح مختلفة من الزوار كالزيارات المدرسية والمجموعات والعائلات، والأطفال، وإفادة الأحياء المجاورة بزيادة المسطحات الخضراء، وتوفير أماكن التروح لهم، وجعل المتنزه مفيد للجوار المحيط بهن حتى أثناء غلقه، فأحيط بأسوار لا تحجب بيئته البصرية عن الناظر، وأرصفة متسعة آمنة للمشاة.

بيئات المتنزه:

يقدم المتنزه مساحات كبيرة من المناطق المفتوحة متباينة في التكوينات الطبيعية، والأنشطة الترويحية والثقافية التي تزاول فيها ويتضمن المتنزه أربع مناطق أساسية:

المزرعة: تمثل الجزء الشمالي من المتنزه وتتضمن ما تبقى من نخيل المزرعة، وما أضيف إليها من نخيل مثمرة لتقدم نموذجاً للمزرعة التقليدية حيث يتاح للجمهور الإفادة من الظلال.

التلال: تحيط بالبحيرة، وهي في الأساس أرض مسطحة تكونت فوقها تلال بتدرجات مختلفة من التربة الناتجة عن حفر البحيرة يكسو هذه التلال المعتدلة الانحدار بساط أخضر من الثيل.

البحيرة: تقع في وسط الجزء الجنوبي من المتنزه، ومساحتها 34.000م2، تستوعب 110.000 متر مكعب من المياه. أرض البحيرة معزولة بطبقات من الطين والمواد العازلة الأخرى، وتشتمل على عدد من التكوينات الطبيعية والميكانيكية التي تحول دون ركود المياه، فجهزت بالنوافير، المضخات، والإضاءة الليلية، كما زرعت فيها نباتات تحد من انتشار الطحالب الضارة والحشرات وتعتبر مصدراً لمياه الري لكامل المتنزه.

تنقسم البحيرة إلى منطقتين الأولى منها متاحة للزوار من خلال ركوب القوارب والأخرى تشكل جزءاً من النظام البيئي الطبيعي في المتنزه.

البيئة: تشكل الجزء الجنوبي الشرقي من المتنزه، وهي في الأساس محمية طبيعية لأنواع مختلفة من النباتات والطيور والحيوانات غير أنها متاحة لزيارة الجمهور ضمن إرشاد متخصصين لإدارة هذه المنطقة وتنميتها.

مساهمة القطاع الخاص:

أسهمت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بمبلغ عشرين مليون ريال من تكاليف المشروع تحقيقاً لمفهوم التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص.

ويقوم على تشغيل وإدارة وصيانة المتنزه إحدى المؤسسات المتخصصة في هذه المجالات وفق ضوابط وضعتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.

نظام إعادة استخدام المياه:

تحقيقاً لمبدأ ترشيد الموارد الطبيعية، وإعادة استخدامها فقد تم تأمين مياه البحيرة وقدرها 110.000 متر مكعب من خلال نظام تخفيض منسوب المياه الأرضية في طريق الملك فهد. ويتم تغذية البحيرة يومياً بـ 2.500 متر مكعب من المياه المعالجة، كتعويض لـ 2.000 متر مكعب تستخدم لري حدائق المتنزه و 500 متر مكعب مقدار التبخر اليومي لمياه البحيرة.