وادي الدواسر - قبلان الحزيمي :
قصة إبداع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مدينة الرياض سارت بها الركبان وتغنى بها الحادون وأُلفت فيها الكتب وأبهرت العالم وزوار المملكة.. ولكن قصة الإبداع تلك تجاوزت مدينة الرياض إلى منطقة الرياض بمحافظاتها ومدنها وقراها وهجرها.. وسنقدم هنا موجزاً وإشارة لهذا الإبداع.. ونقول (موجز) لأن الاستقراء الكامل والاستقصاء يقتضي موسوعة ضخمة تضم آلاف الإنجازات، فمسيرة أكثر من خمسين عاماً في إمارة منطقة الرياض طبعت على خارطة منطقة الرياض بشبه الجزيرة العربية مدناً عصرية وحضارية واقتصادية وعمرانية وثقافية وباتت ضواحيها مناطق زراعية مهمة وأضحت كل منها محطة من محطات الإبداع المتعدد المجالات من أميرها المحبوب بدعم وتوجيه من قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الذين يحرصون على تقدم وتطور جميع مناطق ومحافظات ومدن وقرى وهجر المملكة على حد سواء.
الاستراتيجيات والخطط وتنفيذها
لم يقتصر دور الأمير سلمان على وضع الاستراتيجيات والخطط المدروسة لتطويرالمحافظات بل تابع تنفيذ إلباسها حللا متنوعة من درر مشاريع المدن العصرية وفنون العمارة والمنشآت الحكومية العملاقة متعددة الأغراض بل وشارك في وضع حجر الأساس واللبنات الأولى لتلك المشاريع العملاقة التي توشحت بها محافظات المنطقة ودشن العديد منها وشارك المواطنين فرحة افتتاحها، فأنَّا اتجهت في محافظات منطقة الرياض التسع عشرة وهي: محافظة الدرعية ومحافظة الخرج ومحافظة الدوادمي ومحافظة المجمعة ومحافظة القويعية ومحافظة وادي الدواسر ومحافظة الأفلاج ومحافظة الزلفي ومحافظة شقراء ومحافظة حوطة بني تميم ومحافظة عفيف ومحافظة السليل ومحافظة ضرما ومحافظة المزاحمية ومحافظة رماح ومحافظة ثادق ومحافظة حريملا ومحافظة الحريق ومحافظة الغاط، نقول فأنَّا اتجهت فستجد بصمة لسلمان بن عبد العزيز الأمير والإنسان والقائد والموجه فمن محافظات بدائية البنية التحتية بسيطة الموارد إلى مدن حضارية راقية ومصادر إشعاع علمي وثقافي ومراكز تجارية كبيرة ومدن إنسانية واستشفائية في ظل تنمية مستدامة وتطوير للموارد البشرية والحياة الفطرية واستغلال أمثل لموارد المياه والتحكم في مصادر الملوثات البيئية وتحسين للمظاهر العامة لتلك المدن مع الاعتدال في استهلاك الطاقة وتطوير مصادرها عاماً بعد عام. فما عسانا نتحدث عنه في مثل هذا التقرير المقتضب؟
الأمن منطلق التطور والنمو
الأمن هو عمود النهضة ومصدر الرخاء والتقدم فلا أظننا سننصف بتعديد الجهود التي يقودها الأمير سلمان بن عبد العزيز في حماية منطقته وسكانها وتوفير الأمن لهم، فسموه الكريم أسد غضنفر دون عرينه لا يقبل التساهل أو الاسترخاء أو غض طرف العين في أي من شؤون الأمن وسبل تحقيقه للجميع دون تمييز أو تفريق بعدالة الشرع الحكيم. فقد انتشرت في المحافظات مراكز الشرط ومراكز الإمارة وافتتحت المخافر الأمنية ومراكز انطلاق الدوريات ووحدات ومراكز الدفاع المدني وإدارات وأقسام الجوازات وإدارات وأقسام المرور وبقية إدارات الجهات الأمنية الأخرى وأُمنت الطرق بين تلك المحافظات برجال أمن الطرق البواسل وحميت المنشآت بتلك المحافظات برجال أمن المنشآت.
وستبقى هيبة وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وأمير الرياض سلمان بن عبد العزيز وسمو نائبه هي الأعين التي لا تنام في سبيل ردع المعتدين على الأمن أو حقوق الآخرين أو أعراضهم أو أموالهم أو دمائهم، وحقيقة أن (العمل الأمني) بكافة فروعه وتخصصاته هو صميم المخطط الهيكلي لتلك المحافظات والمدن والمنطلق الأول للتطور و النمو.
التعليم العام والجامعي
ومن جهة التعليم فلا تكاد تجد حياً أو تجمعاً سكانياً إلا وبه مدرسة للبنين وللبنات وبجميع مراحل التعليم العام وفق توافر شروط افتتاح تلك المدارس التي أنشئت لها المباني العملاقة وجهزت بكافة وسائل التعليم الحديث من مختبرات ومعامل حاسوبية ومصادر للتعلم وملاعب رياضية وصالات مغلقة. وكان أبناء سلمان من طلاب تلك المحافظات عند حسن ظنه فقد تخرج منهم العلماء والمفكرون والأدباء ورجال الأمن وحماة الوطن ومنهم من مثَّل المملكة في المحافل العربية والإقليمية والدولية بمخترعاتهم ومنجزاتهم التي لم تكن لتتحقق لولا الله ثم الدعم السخي من حكومتنا الرشيدة ومتابعة مستمرة من سمو الأمير سلمان أمير المنطقة المحبوب وسمو نائبه.
أما خدمات التعليم العالي فما زالت حديث القاصي والداني حيث انتشرت الكليات والجامعات في تلك المحافظات فهاهي جامعة الخرج وتضم كلية المجتمع وكلية العلوم والدراسات الإنسانية وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية الهندسة وكلية إدارة الأعمال وكلية الطب وكلية الهندسة وعلوم الحاسب وكلية طب الأسنان وكلية الصيدلة وكلية التربية بمحافظة الخرج وكلية المجتمع بمحافظة الأفلاج وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بمحافظة الأفلاج (ليلى) وكلية الآداب والعلوم وكلية التربية وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية الهندسة بمحافظة وادي الدواسر وكلية التربية بمركز الدلم وكلية إدارة الأعمال وكلية التربية بمحافظة حوطة بني تميم وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بمحافظة السليل. وجامعة شقراء وتضم كلية المجتمع وكلية العلوم والآداب وكلية العلوم الطبية التطبيقية بمحافظة شقراء وكلية المجتمع وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بمحافظة حريملاء وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بمحافظة ضرماء وكلية التربية بمحافظة المزاحمية وكلية العلوم والدراسات الإنسانية وكلية المجتمع وكلية العلوم الطبية التطبيقية بمحافظة القويعية وكلية المجتمع وكلية العلوم وكلية الهندسة وكلية الصيدلة وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية التربية بمحافظة الدوادمي وكلية العلوم والآداب بمركز ساجر وكلية التربية وكلية إدارة الأعمال بمحافظة عفيف وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بمحافظة ثادق والمحمل. وجامعة المجمعة وتضم كلية المجتمع وكلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية العلوم الإدارية والإنسانية وكلية الهندسة وكلية التربية وكلية الطب بمحافظة المجمعة وكلية طب الأسنان وكلية التربية وكلية العلوم بمحافظة الزلفي وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بمركز حوطة سدير وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بمحافظة الغاط وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بمحافظة رماح. كما ينعم أبناء وبنات تلك المحافظات من أصحاب بعض الطموحات في بعض التخصصات غير المتوافرة بالجامعات والكليات القريبة منهم بما يقدم بجامعات مدينة الرياض، بجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية و جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن.كما أن هناك كليات تقنية وفنية وأخرى صحية تقدم التعليم في تلك المحافظات وعلى أحدث ما توصلت إليه العلوم الحديثة في العالم.
الخدمات الصحية
وحين يأتي الحديث عن الخدمات الصحية بمحافظات منطقة الرياض تجد ولله الحمد.. الرضى بالتطور المستمر في افتتاح المستشفيات العامة والمستشفيات المتخصصة و توافر مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع المدن والقرى والهجر بل تخطاه إلى توفير خدمات صحية في المناطق النائية والبعيدة عن المدن فافتتحت بها مراكز الرعاية الأولية وزودت بالطواقم الطبية والتمريضية وزودت بالأدوية والأجهزة الحديثة وكذلك بالإسعافات المجهزة لنقل من تستدعي حالته المتابعة الصحية بالمستشفيات.
وقد بلغ عدد المستشفيات خارج مدينة الرياض بالمحافظات التابعة للمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض 36 مستشفى فيما شارف عدد مراكز الرعاية الصحية بالمحافظات الـ 300 مركز تقدم جميعها خدماتها الجليلة للمواطنين والمقيمين.كما وتستقبل المستشفيات الكبرى بمدينة الرياض من تستدعي حالتهم متابعة طبية متقدمة.
المطارات
يوجد خارج مدينة الرياض مطاران في محافظتين تبعدان عن مدينة الرياض مسافات ليست بالقصيرة مما منحها أن تحظيا بمطارين محليين تعد آخر ما تم إنشاؤهما وافتتاحهما حتى أصبحا بوابتين جويتين لسكان تلك المحافظات على بقية مدن المملكة بل والعالم أجمع.
الأول: بمحافظة وادي الدواسر وتم افتتاحه عام 1410هـ ويبعد عن مدينة الرياض 650كم ويقع في موقع مميز يخدم محافظتي وادي الدواسر والسليل والمدن القريبة منها ويتربع على مساحة 32 كيلومتراً مربعاً ويحتوي على الكثير من المنشآت التشغيلية والخدمية لاستقبال أكبر وأفخم الطائرات في العالم.
والثاني : يحمل اسم سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز ويقع بمحافظة الدوادمي وهو مطار محلي يبعد عن مدينة الدوادمي إحدى مدن منطقة الرياض حوالي 25 كم، افتتح المطار في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حمه الله في شهر صفر من عام 1424 هـ. وقد روعي في تصميمه أحدث وأجود المواصفات العالمية الحديثة، وتبلغ مساحة أرض المطار حوالي 36 كم2.
شبكة الطرق
شكل قطاع النقل والمواصلات أهمية كبرى في ربط المدن والقرى والهجر بالمنطقة وتأمين حركة نقل الركاب والبضائع، ولعب دوراً رائداً في دفع حركة الاقتصاد وتقديم الخدمات للقطاعات الإنتاجية والخدمية الأخرى، ومن يعرف حال بلادنا قبل عقود قليلة ماضية ويشاهد ما وصلنا إليه اليوم من شبكة فريدة من الطرق المسفلتة والمزدوجة وفق المواصفات الدولية والتي ربطت التجمعات السكانية والمناطق الزراعية والصناعية بالمدن والمناطق كافة فسيبقى في حيرة من هذا التطور المذهل والسر يع والذي يقف خلفه أميرنا الذي لا يرغب في التأجيل أو التأخير في تنفيذ تلك المشاريع.
النوادي الرياضية
شيدت المدن الرياضية والصالات والملاعب المغلقة متعددة الأغراض لخدمة شباب تلك المحافظات وقد تجاوز عدد الأندية بمنطقة الرياض 40 نادياً رياضياً تقدم خدماتها الرياضية والثقافية والاجتماعية لأبناء المنطقة فلا تكاد تخلو محافظة من ناد أو ناديين أو عدة أندية تتبع لرعاية الشباب وتقدم خدماتها للرياضيين في تلك المحافظات وزفت نخبة من اللاعبين المميزين ممن مثلوا منتخباتنا الوطنية في مختلف الألعاب الرياضية.
الكهرباء والمياه والصرف الصحي
ارتبطت جميع محافظات منطقة الرياض- ولله الحمد- بشبكة من الكهرباء وأنشأت محطات التوليد الخاصة في بعضها لتنتج الطاقة الكهربائية وتصل لكل منزل مهما كان موقعه حتى وصلت تلك الشبكة إلى القرى والهجر في قلب الصحراء إدراكاً من حكومتنا الرشيدة بأهمية توافر الكهرباء وارتباطها بوسائل الحياة العامة. كما شكلت شبكة المياه في تلك المحافظات مورداً عذباً نقياً لسقيا السكان من مواطنين ومقيمين وحفرت من أجل ذلك الآبار الارتوازية ومحطات الضخ والتنقية العملاقة وخزانات المياه العلوية والأرضية، كما وحفرت الآبار العذبة أيضاً لسكان البادية في الصحاري لتكون مورداً لمواشيهم. وأنشأت شبكات الصرف الصحي في المدن بتلك المحافظات وما زالت بعض مشاريعها تحت التنفيذ لتواكب المدن العصرية بالمملكة.
الخدمات البلدية
تتنافس بلديات محافظات منطقة الرياض بمتابعة من سمو أمير المنطقة في إظهار الوجه المشرق والجميل لمدنها وقراها من خلال مشاريع السفلتة والإنارة والأرصفة والتشجير والنظافة والمناظر الجمالية بل وإنشاء المباني الحضارية والمدن الصناعية وتنظيم الأسواق والحدائق والدوارات العملاقة التي تسهل حركة السير وتحسين مداخل تلك المحافظات وتنظيم المخططات الحكومية وسفلتتها وإنارتها وتوزيعها كمنح سكنية على المواطنين.
الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية
إدراكاً من سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز بأهمية رعاية جميع المواطنين وتحقيق الحياة السعيدة الكريمة لهم فقد تتابعت توجيهات سموه الكريم بافتتاح مكاتب الضمان الاجتماعي في محافظات المنطقة وافتتاح الجمعيات الخيرية وغيرها من الجمعيات الإنسانية التي ترعى ذوي الدخل المحدود وتوفر لهم الحياة الكريمة.
كما افتتحت جمعيات تحفيظ القرآن الكريم والجمعيات والمكاتب الدعوية تحت متابعة الدولة الرشيدة، وافتتحت في بعض محافظات المنطقة في توزيع جغرافي مدروس مراكز التأهيل الشامل ودور رعاية المسنين ودور الرعاية الاجتماعية بما يحقق التكافل الاجتماعي، كما تم افتتاح مراكز التنمية الاجتماعية ولجانها الأهلية المدعومة من قبل دولتنا الرشيدة.
المحاصيل والغذاء
تعد معظم محافظات المنطقة سلالا متنوعة المحاصيل من سلال الغذاء بالمملكة العربية السعودية للمقومات التي حباها الله لها من خصوبة التربة ووفرة المياه والموقع الاستراتيجي المهم الذي يتوسط الأسواق المحلية والخليجية مما ساهم في تنوع الإنتاج وتميزه ودفع مدخلات الاقتصاد الوطني ودخل الفرد من المزارعين ورافق تلك النهضة الزراعية الكبيرة إنشاء عدد من صوامع الغلال ومطاحن الدقيق وافتتحت عدد من المصانع كمصانع التمور وتعليب المنتجات والمصانع التحويلية وغيرها.. ولم تكن تلك النهضة الزراعية العملاقة لتتحقق إلا بالدعم السخي من حكومتنا الرشيدة حيث افتتحت مديريات الزراعة والبنوك الزراعية بتوجيه من الأمير سلمان -حفظه الله- المتابع لكل صغيرة وكبيرة في منطقته وما يحقق مصالح أبنائها.كما افتتحت الأقسام البيطرية لخدمة الثروة الحيوانية الهائلة بمحافظات المنطقة.
وأخيراً
مهما استرسلنا في الحديث عن التطور وتوافر الخدمات فلن ننصف.. لكون الواقع المشهود أكبر حتى من الأرقام والإحصاءات المسجلة.. وما يزال سمو لأمير سلمان بهمته المعهودة وطموحه الكبير يتابع ويوجه حيال التوصيات التي تصدر عن مجالس المحافظات ومجلس المنطقة من أجل التطوير وخدمة المواطن ومواكبة النمو المطرد لتلك المحافظات.. و ليس بوسعنا إلا أن نرفع أكف الضراعة بأن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو أمير المنطقة ونقول بالقلب قبل اللسان شكراً سلمان الوطن.. شكراً سلمان الرياض.. شكراً سلمان الوفاء.