الجزيرة - عوض مانع القحطاني :
قبل 33 عاماً كان اللقاء مع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لنجري هذا الحوار مع سموه.. ونعرف من خلاله كيف كان يرسم التاريخ لشكل هذه العاصمة.
الأمير سلمان بن عبد العزيز مهندس هذه العاصمة هو ابن الوطن البار بوطنه وأهله.. أعطى من جهده وطموحه ما يليق بهذه العاصمة، حيث سابق الزمن وأوفى بوعده من خلال تلك النظرة الإدارية الناجحة، مما جعل من هذه العاصمة خلية عمل لم تتوقف يوماً من الأيام، حتى أصبحت الرياض اليوم كما نراها شامخة تضاهي مدن العالم المتقدمة والمتحضرة.
عندما قلت لسموه: كيف تنظر إلى هذه العاصمة.. قال سموه: الحلم والطموح مع الإرادة القوية تصنعان المستحيل والمعجزات، وخاصة عندما يكون العمل مع رجال مخلصين لدينهم ووطنهم.. وهم ولله الحمد كثر سنعمل معاً لننال التطور والتقدم.. وبالفعل حقق سلمان هذه الإنجازات.. كما حقق المعجزات من الطرق والأنفاق والكباري.. والمباني والمنتزهات وناطحات السحاب.. والأسواق الحضارية التي تضاهي الأسواق العالمية، بل ساهم في إنشاء أحياء بكاملها كالحي الدبلوماسي.
الرياض اليوم بفضل التوجيهات والتخطيط السليم والمتابعة من سموه، أصبحت محطة استقرار لعموم أبناء المملكة، حيث تتوفر فيها كل مقومات الحياة العصرية.
إنّ الأمير سلمان بما يمتلكه من مقوّمات البعد الإداري الناجح والبعد الحضاري والتاريخي، أعطى من وقته ومن صحته ومن إنسانية لبلده الشيء الكثير.. وهذا ليس بغريب على شخص مثل الأمير سلمان..
الأمير سلمان له بصمة على كلِّ مرفق من المرافق في هذه العاصمة، وله نظرة ثاقبة ولمسة حضارية ساهمت في تطوير الرياض وقد تحقق حلمه!!
سلمان يحب الصراحة والوضوح.. ويحب الإعلام المتعقِّل ويقف مع رجال الصحافة لإبراز منجزات الوطن ويساندهم بالحق والشفافية.. يحب أبناء وطنه ولا يفرّق بين هذا وذاك.. ومن يعمل مع سلمان يجد الحب والتقدير فهو محب لمن يعمل بإخلاص وتفانٍ.
تعالوا لنقف مع التاريخ من خلال مقتطفات من حديث سموه للجزيرة في ذلك الوقت لنقارن بين ما كان يطمح إليه سموه.. وما وصلت إليه الرياض اليوم من شموخ ....
صحافتنا .. وما يجب أن تكون عليه
سمو الأمير.. باعتبار أن الصحافة السعودية هي همزة الوصل بين مواقع المسؤولية في المملكة وبين حركة المجتمع ككل.. نود أن نتعرف على «وجهة نظر سموكم بالصحافة»؟
- لي رأي قلته عدة مرات في الصحافة والإذاعة والتلفزيون: أنا أطلب من كل كاتب عندما يكتب عن موضوع معين أن يدرس موضوعه لأنه - بكل أسف - مرات تنشر أشياء، منها ما يخص العمل الذي أنا مسؤول عنه وأشياء أخرى أعرفها.. أجد أنه يكتب الكاتب عن شيء معين، بينما هو في صحيفته سبق أن أعلن عنه.
أعطيك مثالاً بسيطاً، ولن أسمي إحدى الصحف.. قبل مدة كتبت تطالب وزارة المواصلات بإنشاء خط مزدوج - وبإلحاح - لمدخل الرياض من طريق الحجاز، بينما العمل جار بسفلتة الخط نفسه الذي تطالب به الصحيفة، وسبق أن أعلن عنه للمناقصة في الصحف، والعمل جار فيه.
فالأخ الكاتب لو استقصى قليلاً لوجد الإجابة كاملة.. فلهذا مثل ما هو مطلوب منا كمسؤولين -ألا نقرر أشياء معينة، أو نبت في أشياء معينة.. حتى نستقصي الأمور.
مطلوب أيضاً من الكاتب الصحفي أو من الصحيفة، أن تستقصي، أنا لا أطلب من الكاتب ألا ينتقد..! .. ينتقد.. وينقد.. ومعروف عندنا أن النقد غير التشهير، ولكن مفروض عليه أن يستقصي الحقائق قبل أن يكتب عنها.
وأنا أطلب من الصحافة والكتّاب أن يتجنبوا الإثارة لأنه ربما اليوم يكتب موضوعاً مثيراً ويصدر إجابة غداً تنشر فيها حقائق، ويجد نفسه أن الإثارة التي حاول أن يعملها نتيجتها عكسية.
نحن - كما هو معروف - عندنا وسائل الإعلام، عاقلة ومتزنة والحمد لله. وفي نفس الوقت تشعر بمسؤوليتها. ولا شك عندي أن أغلبية الذين يكتبون هدفهم الخير والمصلحة. إنما يجب أن يستقصوا الحقائق قبل الكتابة حتى يستفيد المسؤول أولاً، والمواطن يثق بما يكتبه الكاتب ثانياً.. وقد أعطيتك هذا المثال البسيط.. وهناك أمثلة عديدة على ما ينشر في الصحف.
واستطرد سموه يقول:
وأنا لا أشكو من الصحف على كل حال.. حتى وإن انتقدت يوماً من الأيام عملاً أنا مسؤول عنه.. إذا كان عندي حقائق أقولها لها وتنشرها، وإذا كان ما كتبته الصحيفة حقيقة فلا يعيبني ولا يخجلني أن اعترف به وأعالجه، ومثل ما هو مطلوب من المسؤول أن يتجاوب مع الصحافة، مطلوب من الصحافة أن تساعد المسؤول بإبراز الحقائق الصريحة. إنما نشر أشياء بطريقة مثيرة غير حقيقية.. هذا الواقع الشيء الذي أنا أتمنى من صحافتنا - حباً في صحافتنا - أن تتجنبه.
ما في شك أن المواطن عندما يقرأ الصحيفة كل يوم فيجد خبر أو اثنين أو ثلاثة غير حقيقية ينطبق عليها ما يقوله أعداء الصحافة أن هذا «كلام صحافة!».
أصدقاء الصحافة - وأنا منهم - يريدون أن يكون كلام الصحافة حقيقة وأنا لا أعني أن كل ما يكتب في الصحافة غير حقيقي.. لا.. أبداً.. هناك انتقادات توجه، ومواضيع تكتب حقيقية، يجب أن نعالجها معالجة تامة. إنما كون الإنسان فقط يريد أن ينشر موضوعاً ويكتب اسمه تحته حتى يقال أن فلاناً كتب شيئاً.. فهذا ما يجب أن نتجنبه.. مثلما يأتي طبيب باطني ويعالج إنساناً عنده مرض العيون أكيد يخطئ! ولكن عندما يعالج ما يختص فيه تكون النتائج أكثر ضماناً بإذن الله.
أنا ما أقول لا يعالج مشاكل الطرق إلا المهندس، لأن الطرق الكل يعرفها، لكن أن يأتي كاتب ويعالج موضوعاً اقتصادياً، مثل ارتفاع سعر الدولار أو انخفاضه، وهو لا يعرف شيئاً عن العملة فهذا غير صحيح.. والذي يعالج المشاكل الاجتماعية والظاهرة للناس.. يجب عليه أن يستقصيها بالإضافة إلى ذلك عندما أريد أن أكتب عن قضايا اجتماعية، أو أي موضوع، يجب أن أحرص على أن يكون ما أتطرق إليه لا يتنافى مع عقيدتنا.. وبعد هذا مع تقاليدنا وظروف بيئتنا.
المفروض فينا.. ونحن الآن في وقت يتغير فيه المجتمع.. كوسائل إعلام أن نسعى إلى تطوير المجتمع على أساس قواعدنا الراسخة: عقيدتنا.. تقاليدنا.. حياتنا.. بيئتنا..
إنما نأتي ونطالب بأشياء من أجل أن نرضي فلاناً، أو أي جهة، على حساب المجتمع.. لا..! ليس صحيحاً.
الواقع أن مصلحة المجتمع قبل كل شيء.. ومن طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.. ومن طلب رضا الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عنه الناس.. فنحن تهمنا هذه القاعدة..!
حركة المجتمع توجب التطور في أجهزة الدولة كلها
ننتقل من تطوير الصحافة إلى تطوير قطاعات الإمارات التابعة لإمارة منطقة الرياض.. إلى أي مدى وصل هذا التطوير؟
- التطوير مستمر، ولكن يجب أن نعرف أيضاً أن الطاقة البشرية عندنا تحتاجها كل الأجهزة الحكومية والأهلية. فالحصول على طاقات بشرية ممتازة من الصعوبة بمكان في نفس الوقت هناك عدة جهات تتلقفها، نحن في إمارة الرياض بصفة خاصة، نحاول دائماً دعم أجهزة الإمارات بكفاءات ممتازة مثقفة حتى نؤدي الواجب الذي علينا.. وأعتقد أن الإنسان إذا عرف واجبه يمكن أن يؤديه على أحسن وجه، وإذا لم يعرف واجبه ربما يجتهد ويكون اجتهاده في غير محله. فلهذا - بصفة عامة - الإمارات كلها، في الوقت الحاضر جرى تحسين مراتب العاملين فيها حتى نجذب بعض الكفاءات لها، وفي نفس الوقت هناك بعض الحوافز التشجيعية أيضاً وأنا - بصفة خاصة - أحاول دائماً وأشجع الإنسان الذي أرى منه اجتهاداً وتطويراً للعمل. وهذا من الواجب تماماً: أنه ما دام المجتمع يتطور يجب أن تتطور معه أجهزة الدولة كلها بصفة عامة وليست الإمارات وحدها.
كادر خاص وجديد للعمد
وما هو المتوقع بالنسبة للعمد؟
- هناك نظام جديد للعمد في الوقت الحاضر وهو قيد الدراسة الآن، وسيعمل كادر خاص بهم وجديد، وهناك مقترحات قدمت من إمارة الرياض، بعد دراسة مشتركة مع الشرطة، على أساس وضع العمدة. في الماضي كان الناس يتلهفون على وظيفة العمدة حتى يأخذ مرتباً، وفي الوقت الحاضر نحن نسعى وراء الناس حتى نجد عمد، وعندما نهيئ له مرتباً مجزياً وحوافز أيضاً أخرى مع جهاز يمكن أن يختار شخصاً مناسباً لوظيفة العمدة.
البشر عندي أهم من الأجهزة
وإذا حاولنا أن ننتقل بالتطوير إلى الدوريات اللاسلكية فإلى أي حد يرى سموكم ذلك بعد زيارتكم الأخيرة؟
- في الواقع لقد شاهدت ما يسرني.. والأهم عندي ليست الأجهزة لكن البشر الذين يمارسون العمل هنا وعلى رأس العمل: سواء ضباط، وصف ضباط، أو جنود.. ويشكلون مجموعة نفتخر بها وأدت عملاً جاداً ممتازاً.. والتجهيزات الموجودة أيضاً تعطيهم المجال أكثر حتى يخدموا مجتمعهم بطريقة أفضل.
كلنا - ولا شك - نعرف التطور الذي حصل ويحصل في الرياض ولابد من مواجهته بأساليب حديثة، تتفق مع التطور والازدحام السكاني الحاصل هنا.. ليس هناك شك أن الجهاز هذا يمثل حلقة من أجهزة الشرطة بصفة عامة والذي على كل جهاز منها واجبه أن يقوم به أنا مسرور جداً لما شاهدت وأرجو -إن شاء الله- أن يرى المواطن في المستقبل أفضل وأفضل حتى يشعر أن هناك رعاية وعناية كاملة بأمنه الذي هو والحمد لله على أعلى مستوى موجود في العالم وذلك قبل كل شيء ناتج عن تحكيم الشريعة الإسلامية، وعن اتباعها وتنفيذها.
ما في شك: جهودنا كبشر لا تساوي شيئاً إذا لم نعمل بكتاب الله وسنة رسوله.. ومع عملنا بكتاب الله وسنة رسوله هناك جهود ولله الحمد من أولي الأمر وعلى رأسهم جلالة الملك وولي عهده وسمو وزير الداخلية لاستمرار الأمن الوارف بهذه البلاد التي اشتهرت به وهذا مجال فخر واعتزاز لنا ومسؤولية أيضاً في المحافظة عليه لأنه من السهل إيجاد الأشياء.. لكن من الصعوبة بمكان المحافظة عليها وهذا واجبنا وسنحافظ عليها - إن شاء الله -.
المسؤولية علينا كلنا
وكلمة سموكم الكريم للمسؤولين بالدوريات اللاسلكية والنجدة؟
- أنا أعتقد - شخصياً- أننا كلنا مسؤولون، سواء الذين منا مسؤولون عن الأمن أو المواطنين.. لأننا كلنا في النهاية مواطنون.. ربما اليوم الإنسان يخدم في موقع أمن، وغداً يخدم في مجال آخر.
فالأمن أمن المواطن، لكن المسؤولين المباشرين هم رجال الأمن، لا أطلب منهم أكثر من التقيد بتعاليم دينهم قبل كل شيء.. ثم المحافظة على أمن بلادهم ومواطنيهم، ثم حسن المعاملة مع من يستحق حسن المعاملة.
إنما يجب أن نعرف أن هناك في المجتمع أفراداً لا ينصاعون ولا يتقيدون إلا بمعاملة خاصة لهم، وهذا لا يعني أن نعاملهم بمعاملة قاسية أو قسرية.. لكن هناك معاملة نستوحيها من ديننا أيضاً، بالقوة والحزم مع التحكم والعقل.
مضاعفة الجهد
ألا يرى سموكم نواحي معينة تحتاج إلى مضاعفة الجهد من قبل المسؤولين؟
- الواقع أنه مطلوب منا جميعاً -يومياً- مضاعفة الجهد، وسبق أن قلت لك إن الإنسان عندما يحقق مستوى ويقف عنده لا بد وأن يتناقص هذا الشيء.. مهما كان وأي شيء كان في الدنيا.. وهذه طبيعة الكون. فمطلوب منا المثابرة والاستفادة من أخطائنا «وجل من لا يخطئ» لكن إذا أخطأت اليوم يجب أن تستفيد غداً من هذا الخطأ، إنما في الواقع -وأقولها بصراحة- أن هناك جهداً مبذولاً ممتازاً جداً تعتريه هفوات أو غلطات، وهذا ناتج عن طبيعة البشر، إنما الحمد لله ليس هناك أشياء يشتكي منها على أساس أنها أشياء تسيء لهذا الجهاز أو غيره.
وأحب أن أقول - بصراحة - إذا أساء أي فرد منا فلا يعني أن المجموعة أساءت كلها.. الإساءة تحسب على الفرد المسيء مثلما أن الفرد يشجع إذا أحسن التصرف على أي مستوى كان.. فمن المعلوم أيضاً أنه يعاقب إذا أساء التصرف.
ومن المعروف أيضاً عندنا أن المواطنين يرون - وهذا واقع ويجب أن يكون - أن الإنسان مهما عمل عمله فهذا واجبه، وعندما يخطئ تعرف الغلطة التي يعملها.. ومطلوب أيضاً من المواطن أن يتساعد مع رجال الأمن، بكل فروعه، سواء الدوريات اللاسلكية أو النجدة أو الشرطة بصفة عامة، أو بصفة خاصة المرور.. لأن حفظ الأمن يرجع أساساً من أجل المواطن نفسه ومن يقوم به أنه مواطن مثله، وعندما يحافظ عليه يساعد الأجهزة الحكومية المسؤولة عنه ويعطيها الفرصة أكثر حتى تعمل واجبها خصوصاً المواطن الذي ليس في موقع ريبة وبلا شك فمن واجبه أن يتساعد مع الأجهزة حتى تخدم خدمة حقيقية متكاملة.
من يلتحق بالعسس يأخذ راتباً شهرياً قدره (1320) ريالاً.. بالإضافة إلى حوافز أخرى مثل بدل عمل في يومي الخميس والجمعة. وعمل خارج وقت الدوام، وبدل نقل.. وهناك حوافز كثيرة ويجب ألا ننسى أن الجندي الذي يأخذ المرتب هذا مرتبط بقيادته أربعاً وعشرين ساعة.. بينما هذا عنده ست ساعات فقط يستطيع أن يأخذ مرتباً، بالإضافة إلى العمل الآخر الذي يعمل فيه.
إذن .. ما هي الأسباب في نظر سموكم؟
- أعود وأقول:
إنه في هذه البلاد -والحمد لله- سبل الرزق ميسرة: ونجد في دول غيرنا تتراكم حتى تجد وظائف تشتغل فيها.. الآن.. الذي يدعي أن عندنا بطالة فهو غير منطقي.. وسأكون صريحاً معك.
بعض الصحف تنشر أحياناً.. لماذا يشتغل الأجنبي ولا يشتغل المواطن؟
وأنا أقول: وأعيد الآن:
المواطن الذي لا يجد عملاً يتفضل بزيارتي في مكتبي.. ولكن بشرط لا يطلب عمل فراش مثلاً.. أو.. مراسل.. حتى يأخذ وقتاً محدوداً في العمل ويذهب! أنا على استعداد ان أوجد له عملاً في قوى الأمن.. في الجيش.. في الحرس الوطني.. في نفس الوقت مستعد أن أوجد له عملاً في أي شركة من الشركات العاملة بالمملكة.. لأن كل هذه الأجهزة تشكو من نقص الأفراد العاملين بها.
والذي أعرفه أن هناك مئات الشركات والقطاعات تحتاج إلى عمال وإلى موظفين. ولهذا.. أي مواطن لا يجد عملاً أرحب به في مكتبي.. وأجد له عملاً في يوم واحد.. على شرط ألا يختار العمل.. بالتأكيد لابد أن يكون العمل يتناسب مع طبيعته وقدرته.. لكن المهم عمل يؤدي خدمة للمجتمع.
في الماضي كان يحضر إلي في مكتب كثير من المواطنين يطلبون أعمالاً.. والآن من مدة طويلة جداً لا يأتي إلا شخص يريد عملاً معيناً يعتقد أنه يعطيه مردوداً مالياً طيباً لكن (مريح) ولا أعتقد أنا شخصياً أن الإنسان الذي يريد أن يعمل.. يجب أن يبحث عن (الراحة) فقط، بل يجب عليك أن تبحث عن العمل الذي يفيد ويستفاد منه.
وهذا أيضاً.. واجب إعلامي
هل يرجع ذلك إلى وجود نقص في الوعي لدى البعض؟
- هذا أيضاً من أوجب وسائل الإعلام بصفة عامة.. وأنا بقدر ما أتألم عندما أرى بعض الإخوان الكتاب الصحفيين يكتبون عن أشياء.. ربما لم يدرسوها دراسة كافية عندما أقول.. أعني أن البعض كتب: لماذا لا يشتغل المواطن؟ لماذا الشركات الأجنبية ليس فيها إلا متعاقدين؟.. أقول بصورة أتوماتيكية وأسأل أين الذين يريدون العمل في الشركة ولم يرحب بهم؟ أريد أن أراهم.
بالقدر الآخر أرتاح عندما أرى أو الصحيفة أو وسيلة الإعلام عموماً.. تعالج! حاجات المواطنين وفي الوقت نفسه تخاطب المواطن وتقول: هذا واجبك!.
مثال بسيط له مغزاه
وأعطيك مثالاً بسيطاً: إشارة المرور في الشارع، عندما أرى -وقد رأيت فعلاً- أن مواطناً يقطع إشارة المرور (الحمراء) بسيارته حتى ولو في وقت متأخر من الليل.. هي لمبة حمراء لا تقدم ولا تؤخر إنما وضعت من أجل المواطن، هذا يعني أن المواطن بصفة غير مباشرة يساهم في الإرباك والفوضى!..
عندما يتقيد المواطن بالأنظمة الموضوعة له.. معناه أنه يساعد الدولة ويقلل عنها العبء.
أنا عندما أقول (المواطن) أعني المواطن (الصالح) والحمد لله أغلب المواطنين هم صالحون، وهذا الذي أنا آخذ عليه المخالفات إنما إنسان يقطع إشارة المرور متعمداً لأنه ارتكب خطيئة أو خطأ أساساً، ويريد أن يعمل أي شيء حتى يخفي معالم خطئه: هذا أخطأ في الأساس - فكيف يحترم نظام المرور إذن؟
وأنا أعيد: إان المواطن يجب عليه التعاون والتساعد مع الدولة، وأنا أدرك هذا وأعرفه أنه في المواقف الحاسمة والهامة نجد - والحمد لله - أن المواطن واع ومدرك لمسؤوليته.. لكن في الحياة اليومية عندما تنظم أي تنظيم عندما نعمل شيئاً من أجل المواطن.. هنا يجب عليه أن يساعد معنا في تنفيذ الأنظمة والقواعد التي تضعها له الدولة لخدمته ولأجله.
يعني مواطن يرى إنساناً ارتكب جريمة يجب عليه فوراً أن يبلغ الجهات المختصة.. بعض المواطنين يعتقدون -وهذا حصل أمامي- يقول عندما أبلغ الشرطة تأخذني في استجواب معها وتحقيق، لنفرض أن شخصاً بلغ عن إنسان ارتكب جريمة، ولم تقم الشرطة بأخذ محضر وسؤاله عن اسمه وقامت بالتحقيق فلم تجد أثراً للجريمة وليس هناك جريمة، ربما يكون مغرضاً الطرف المخبر عنه في نفس الوقت هو مواطن فيجب على المخبر أن يتوخى الحقيقية.. والأمثلة كثيرة وعندما نجد كثيراً من المواطنين بتعاونهم وتساعدهم، يفيدون العدالة، ويفيدون الدولة في حفظ أمنهم الذي هو أمن لكل فرد منهم.. فهذا شيء طيب جداً.
إنما الشواذ ليس لهم حكم، مثلما في الأجهزة الحكومية يوجد شواذ يخطئ أيضاً المواطن يخطئ.. والمواطن هو القاعدة العريضة للأجهزة.. وإلا فكل الأفراد الموجودين الآن على مستوى مسؤولياتهم ومراتبهم من أين أتوا؟ مواطنين!! ربما يكون هذا وزيراً وأخوه صاحب دكان.. ربما هذا ضابط وأخوه جندي.. جميعهم مواطنون، من البيئة نفسها مافي شك أن التعليمات المعطاة لأجهزة الأمن هي معاملة المواطن بحسن التصرف واللياقة والكياسة.. لكن يجب أن يعرف الإنسان أنه إذا تعدى حدوده فهناك من يقول له: لا..!.