|
كتب - عمار العمار
فرضت الخبرة السعودية نفسها في اللقاء الافتتاحي لبطولة كأس الخليج حين سجل نتيجة كبيرة في مرمى مستضيف البطولة منتخب اليمن وسجل رباعية نظيفة عكست التفوق السعودي على أغلب مجريات اللقاء، وجاءت أحداث المباراة التي جرت على ملعب 22 مايو بمدينة عدن اليمنية مثيرة في بدايتها وجاءت البداية عكس المتوقع وغلبت الخبرة السعودية الرغبة اليمنية في افتتاح المباراة بما يطمح فيه الحضور اليمني الكبير والذي فاق الثلاثين ألف متفرج ولم يمهل منتخبنا السعودي نظيره اليمني سوى ثلاث دقائق فقط ليعلن أسامة المولّد عن مولد الهدف الأول في المباراة وأدخل المنتخب اليمني تحت ضغط كبير أمام جماهيره.
وفي الشوط الثاني أضاف منتخبنا الوطني هدفه الثاني عن طريق محمد الشلهوب ثم أضاف مهند عسيري الهدف الثالث عن طريق ضربة جزاء ليختتم مشعل السعيد مسلسل الأهداف بتسجيله الهدف الرابع قبل إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة.
الشوط الأول
وهدف سعودي مبكر
تحصل مهند عسيري على خطأ من الطرف الأيسر تقدم لها تيسير الجاسم ولعبها عرضية مميزة تطاول لها المدافع أسامة المولد من فوق الجميع وغمزها برأسه في المرمى اليمني كأول أهداف المباراة..
جاء الهدف عكسياً على المنتخب اليمني الذي كان طموحه في التسجيل لإسعاد جماهيره ولكنه تلقى صدمة كادت أن تتضاعف بعدما تناقل لاعبو منتخبنا السعودي الشلهوب والنمري كرة من الطرف الأيسر عكسها الأخير وصلت لمهند عسيري داخل منطقة الجزاء وسددها قوية مرت بجوار القائم في الدقيقة الخامسة، وبعد هذه الفرصة بدأ المنتخب اليمني يفوق من صدمة البداية ودخل لاعبوه في أجواء المباراة واستطاع الاستحواذ على منطقة الجزاء وسط هدوء كبير من لاعبي المنتخب السعودي بخبرتهم الكبيرة لامتصاص الحماس اليمني وجاءت أولى الفرص اليمنية عن طريق ناصر باحاج الذي سدد كرة قوية من على رأس منطقة الجزاء مرت سليمة بجوار القائم الأيسر السعودي في الدقيقة التاسعة ومع الرغبة اليمنية في التعديل تحصل المنتخب اليمني على خطأ قرب منطقة الجزاء بعد إعاقة محمد عيد لعلي النونو وتحصل عيد على أول كرت أصفر في المباراة تقدم لها علاء الصاصي بتسديدة قوية اصطدمت بالدفاع وذهبت خطورتها، وزاد المنتخب اليمني من إحكام قبضته على وسط الملعب بفضل مهارات نجمه المميز علاء الصاصي ولكن الخطورة كانت بعيدة عن مرمى منتخبنا، وفي غفلة من الجميع آفاق الكل على تسديدة تيسير الجاسم الصاروخية التي تصدى لها الحارس اليمني سالم عوض وحولها لضربة ركنية في الدقيقة 22، وفوت بعدها مهند عسيري فرصة مضاعفة النتيجة بعد جملة من التمريرات بين لاعبي منتخبنا وصلت أخيراً للرهيب عكسها لمهند ولكنه لم يحسن التعامل معها لتذهب خطورتها، وساهمت الطريقة السعودية في الحد من الخطورة اليمنية من العمق تحديداً بوجود غالب والغنام في المحور الدفاعي وخلفهما عيد والمولد بينما تفرغ النمري والشلهوب للمساندة الهجومية مع مهند عسيري، وظهرت الخطورة اليمنية مرة أخرى في مرتين الأولى عن طريق تسديدة زاهر الفضلي اعتلت العارضة والثانية ظهر فيها قائد المنتخب اليمني علي النونو لأول مرة بمقصية مرت بجوار القائم في الدقيقة 34، استمر اللعب بعدها في وسط الملعب وبلا خطورة تذكر على المرميين أعلن بعدها حكم المباراة الإماراتي فريد علي نهاية الشوط الأول..
ملخص الشوط الأول يوحي بأن الضغط الجماهيري الكبير على لاعبي اليمن أثر على سير المباراة وظهرت الخبرة السعودية المتمثلة في الشلهوب والجاسم والرهيب والمولد أمام خطورة الصاصي والورافي والنونو..
الشوط الثاني
لم تتغير الأوراق في بداية الشوط الثاني ودخل كل منتخب بتشكيلته الأولى ولكنه كانت الرغبة اليمنية كبيرة مع بداية هذا الشوط في تعديل النتيجة وسيطر على مجريات المباراة وسط تكتل لاعبي منتخبنا في الخلف للحفاظ على مرمى القرني ولم يتح لاعبونا الفرصة للاعبي المنتخب اليمني في رسم الجمل التكتيكية وأفسدها جميعاً ولم تكن هناك هجمات خطيرة عدا الكرة الرأسية لعلي النونو التي مرت بجوار القائم.
الشلهوب يضاعف النتيجة بالهدف الثاني
اعتمد منتخبنا على مباغتة اليمن بهجمات مرتدة ونجح في أحدها عبركرة مميزة مرت عبر أقدام النمري لمهند عسيري بمرتدة نموذجية تقدم بها قرب منطقة الجزاء ومررها للمندفع من الخلف محمد الشلهوب الذي وضعها داخل المرمى اليمني كهدف تعزيز لمنتخبنا.
وجاء هذا الهدف بمثابة المسكن للفورة اليمنية وتجديد الروح لمنتخبنا الذي خرج من منطقته وتقدم قليلاً نحو الأمام وكاد خلالها النمري من تسجيل الهدف الثالث ولكنه براعة سالم عوض أنقذت الموقف، اتبعها مدربنا السعودي بوسيرو بتغييره الأول لتنشيط خط الوسط بدخول أحمد عباس مكان وسدد مهند عسيري كرة قوية اعتلت العارضة اليمنية، وحاول المدرب اليمني سترتشكو من العودة للمباراة بتغييرين فزج بمهاجم ثان بجانب علي النونو بدخول هيثم الأصبحي وهشام عبدالواحد ولكن لم يتغير الوضع بعد ذلك للاستعجال اليمني في الألعاب ومحاولة تسجيل هدف يقلص به النتيجة ولكن الأخطاء تواصلت في منتصف الملعب وخبا نجم المنتخب اليمني وخانتهم قلة الخبرة التي صبت في مصلحة منتخبنا بفضل وجود الشلهوب الذي كان خلف الهدف الثالث.
مهند بجزائية يضيف الثالث
بعد تمريرة جميلة من نجم منتخبنا وقائده محمد الشلهوب للمندفع من الخلف أحمد عباس الذي أعيق قبل التسديد ليعلن حكم المباراة فريد علي عن ضربة جزاء لمنتخبنا تقدم لها مهند عسيري وسجل الهدف الثالث لمنتخبنا وأكد تفوقه في المباراة.
دخلت المباراة بعد هذا الهدف في منحى آخر فامتلك منتخبنا مجريات اللقاء وسط ضياع للاعبي المنتخب اليمني وضاعت معهم الآمال في تقليص النتيجة وحفظ ماء الوجه وتفنن لاعبو منتخبنا في الاستحواذ على مجريات اللقاء وتناقل لاعبوه الكرة في وسط الملعب ازدادت بعد طر لاعب المنتخب اليمني باسم العاقل بعد تدخله الخشن على أحمد عباس في الدقيقة 74..
وفي الربع ساعة الأخيرة زج مدربنا بعبد العزيز الدوسري وريان بلال مكان النمري ومهند عسيري قابله المدرب اليمني بتبديل دفاعي لسد الثغرة بطرد لاعبه العاقل، وتصدى عساف القرني للضربة الحرة التي سددها لاعب المنتخب خالد بالعيد في الدقيقة 84 وهي من الكرات القليلة التي وصلت لمرماه، وكاد البديل ريان بلال من تسجيل الهدف الرابع بعد تطاوله بالقدم لكرة مشعل السعيد ولكن كرة اعتلت العارضة اليمنية، ومع السيطرة السعودية الكاملة واصل الشلهوب إبداعاته ومرر كرة بينية جميلة لعبد العزيز الدوسري سددها بجانب القائم الأيسر في الدقيقة 86 .
مرت الدقائق المتبقية وسط رغبة يمنية للحفاظ على مرماه ورغبة سعودية في زيادة غلته وهو ما حصل عليه بالفعل بأقدام السعيد وبصناعة الشلهوب.
السعيد ينهيها رباعية من صناعة الشلهوب
لم يكتف لاعبو منتخبنا بالثلاثية فكان للشلهوب كلمة أخرى في صناعة الأهداف بعد سلسلة من التمريرات بدأت بالرهيب ومرت لعباس الذي مررها للشلهوب الذي بدوره مررها ولا أحلى لمشعل السعيد الذي سددها قوية داخل الشباك اليمنية كهدف رابع في الدقيقة 92 .
أنهى بعدها الحكم مجريات المباراة برباعية سعودية مستحقة أعلن خلالها عن عزمه على المنافسة وبقوة على لقب هذه البطولة فغاب من غاب وحضر من حضر ويبقى منتخبنا قوياً بنجومه.
الكويت تكسب قطر
وفي المباراة الثانية تغلب المنتخب الكويتي على نظيره القطري بهدف وحيد جاء عن طريق اللاعب يوسف السلمان في الدقيقة (28)، ليصبح منتخبنا الوطني في المركز الأول متقدما على الكويت بفارق الأهداف يليهما قطر فاليمن البلد المستضيف.
وكانت بطولة كأس الخليج لكرة القدم قد انطلقت في عدن أمس بعروض فنية ولوحات تاريخية رائعة في المرة الأولى التي يستضيف فيها اليمن البطولة التي تشارك فيها ثمانية منتخبات.
وحضر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح افتتاح البطولة في استاد 22 مايو في عدن قدم خلاله البلد المنظم عروضا راقصة وموسيقية تعبر عن إرثه التاريخي العريق.
وشارك الرئيسان الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي والإريتري أسياس أفورقي وعدد كبير من المسؤولين الخليجيين والعرب في حفل الافتتاح بالاستاد الذي خضع لعملية تطوير شاملة خصيصا من أجل البطولة.
وملأ جمهور يمني وخليجي مدرجات الاستاد وقد ارتدوا قمصان فرقهم ورفعوا أعلامها قبل بداية النسخة 20 من البطولة التي انطلقت في البحرين قبل 40 عاما.
وقدم راقصون وراقصات لوحات فنية معبرة أمام جمهور قدر مسؤول في اللجنة المنظمة بأنه وصل إلى 50 ألف متفرج. وحمل شبان وشابات من اليمن أعلام بلادهم والبلدان المشاركة وداعب فتى يمني الكرة بمهارة رائعة قد تمني اليمنيين بلاعب من عينة النجوم العالميين.