غاب عن الوطن وعن أبناء الوطن لبعض الوقت، فبقيت صورته وابتسامته ولمساته الإنسانية في عيون شعبه، وبقي قلمه وعقود المشروعات العملاقة وهو يوقعها في مقر إقامته خارج المملكة شاهداً على حضوره وإن غاب.
***
هكذا هو سلطان بن عبدالعزيز، حاضر لا يغيب؛ إذ لا يلهيه عن شعبه ووطنه سفر أو مرض، ولا يشغله عنهما شاغل؛ فخدمة الوطن والمواطن لها الأسبقية بين كل اهتماماته وأعماله، ولها الأولوية في عنايته ورعايته وحرصه.
***
وهكذا هو منذ باكر شبابه، تطبَّع وعلَّم وتعلَّم، ضمن سلسلة من أساليب التعامل بجدية وإخلاص في ممارسة العمل، بكل تقلباته، وتغيراته، ومستجداته، ومتطلباته، فإذا بسموه يمثل مدرسة ذات سمة عالية في جمالها وجدواها.
***
وإذ يعود إلى أرض الوطن، محاطاً بمحبة شعبه، كما رافقته مشاعرهم في غيابه، وكما لاحقته عيونهم وعواطفهم، فهو يعود إلى الأرض والأهل والحب، ليعانق بفروسية هذا الطيف الجميل من مشاعر الناس.
***
يعود سلطان بن عبدالعزيز بأصالته وصدقه وعاطفته ورجولته إلى مسقط رأسه، حاملاً المزيد من البشائر عن تحسن صحته، وعن تصميمه على بذل كل ما بقي لديه من وقت ومن صحة ومال لإسعاد هذا الشعب المحب والممتن لمواقفه وإنجازاته.
***
ومثل سلطان بن عبدالعزيز لا يغيب عن الذاكرة، ولا عن الحضور في المنتديات ووسائل الإعلام، وكيف له أن يغيب أو يختفي وهناك الكثير من الإنجازات التي هي من صنع يديه وتنسب إلى فكره وجهده الخلاق.
***
وإن ما نكتبه عن سلطان بن عبدالعزيز، ابن الوطن البار، وصاحب اللمسات التي لا تُنسى في خدمة الوطن والمواطن، إنما هو بعض حق هذا الأمير التاريخي علينا، وشيء من قيمنا التي تحثنا على الحديث عن أي تفرُّد أو ريادة يتميز بها هذا القيادي أو ذاك، وهكذا نرى سلطان بصفاته ومواصفاته وخصاله في بعض ما قلناه عنه.
***
لقد كان استقباله مشهداً مثيراً للعواطف، الأطفال والشباب والشيوخ، الرجال والنساء، وكل أبناء الوطن أثارهم المشهد، سرَّتهم العودة الأميرية، طافت في خواطرهم ذكريات السنين التي تتحدث عن إنجازات كبيرة وهائلة قادها سلطان بن عبدالعزيز.
***
وبعودته، ومنذ أن أعلن عن قدومه، تذكر الجميع أن مؤسسة خيرية عملاقة هي سلطان - كما قال عنه سلمان - قد ضمدت الجراح، وعالجت المريض، وساعدت الفقير، وفرَّجت كربة صاحب حاجة، وفتحت الطريق الطويل لتحقيق متطلبات الكثير من المعوزين.
***
وهل بعد كل هذا لا نفرح بعودة سلطان، ولا نشعر بالشوق والحنين حين كان بعيداً عن الوطن، فأهلاً بولي العهد، رمزاً لأصالة المحبة وصدق المشاعر، ونموذجاً للقيادي المخلص لدينه ومليكه ووطنه وشعبه.