يعلم الجميع أضرار التدخين الصحية التي تتداولها القنوات الإعلامية والتثقيفية، إلا أن ما يعلم من الأضرار الصحية يعتبر نزراً يسيراً لهذه النبتة الشيطانية التي اُفتتن بها البشر وأدمنوا عليها وانتشرت بطريقة يصعب السيطرة عليها.
ولقد سنت بعض الدول قوانين للحد من هذه الظاهرة ولتقلل من تأثيرها على الأقل على المجتمع الذي لا يدخن، لذا فهو يمنع في كثير من الدول في جميع الأماكن المغلقة سواءً أبنية أم مطاعم ومطارات وغيرها، وإيقاع عقوبة شديدة بالمخالفين.
ولكن لدينا الحال يختلف تماماً فنحن أسرع دول العالم في نمو التدخين وانتشاره وضعف الأجهزة المسؤولة عن مكافحته من عمل أي شيء يذكر أو على الواقع فيبقى باب التوعية هو السبيل الوحيد لهذه الجمعيات المحدثة ولا سبيل غير ذلك وحتى القوانين التي أقرت لا تجد من يدعم تطبيقها وهذا محزن وواقع سوف ندفع ثمنه ليس صحياً فقط وإنما ما ستدفعه الأجيال القادمة من العناية بهذا الكم الهائل من المدخنين عندما يبلغون سن ظهور آثار المرض طويلة الأمد من سرطان وأمراض صدرية وغيرها.
الغريب لدينا هو وجود ظاهرة الكوفي شوب والتي انتشرت بشكل غير مسبوق وأصبحت من أهم عوامل انتشار التدخين وبعضها أصبح شبه كوفي شوب للمدخنين.
فعلى الأقل أن تغرم المقاهي والمطاعم غرامة كبيرة في حال التدخين داخلها وهذا ربما يساعد بعض الشيء. ناهيك عن ضرورة وجود ضريبة خاصة (تسمى ضريبة علاج التدخين مثلاً) بحيث تتساوى على الأقل مئه بالمائة من قيمته وهذا يخدم المرضى المدخنين ويرفع سعر الدخان لعل هذا مع غيره يساعد على التقليل من انتشاره وسوء آثاره.