معالي وزير العمل، وقد تبوأتم منصب الوزير، لا يسعنا إلا الدعاء لكم بالتوفيق لخدمة وطنكم ومواطنيكم، وأن يعينكم على تحمل هذه المسؤولية الجسيمة، والتي سترون من خلالها الكثير من المسائل والمشكلات التي تحتاج إلى إيجاد الحلول المناسبة لها من مثل تلك المعوقات التي تقف عائقاً أمام المواطنين ممن يبحثون عن فرص العمل لكسب معيشتهم ومعيشة أسرهم بعيدا عن المعاناة وما تسببه البطالة من معطلات الفقر والفاقة والتي ستزول -إن شاء الله- بفضل جهودكم وبحكم ما لديكم من الخبرات والمهارات والممارسات التجارية، فإنه سيكون باستطاعتكم توظيف مثل تلك الخبرات والمهارات فيما يعينكم على تغيير تلك الصورة، والتي كما تبدو مما يسيء للوطن والمواطن ويضرّ به، والتي يمكن الإشارة إليها بالتلخيص دون الإطالة فيما يلي:

-1 تفعيل السعودة، وبشكل أكثر جدية مع مراعاة ظروف العمل لدى بعض شركات القطاع الخاص بحيث يمكن للجهات المختصة؛ مثل المعاهد والجامعات، توفير الحد المطلوب من التدريب لبعض تلك العناصر ممن يراد استيعابهم في تلك الشركات، وذلك سد للذريعة والقول بعدم توافر المعرفة والمهارات اللازمة لدى السعوديين في حين توافرها في العنصر غير السعودي، وذلك أدعى للقبول بالسعوديين لدى الشركات ممن لا تزال تستعين بالعنصر غير السعودي في مجالات أعمالها المختلفة.

2 - إيجاد الحل الناجع والفعال للحيلولة دون استمرار تلك الظاهرة المسيئة للوطن والمواطن؛ ألا وهي ظاهرة المتاجرة بالفيز، وقطع دابر تلك الممارسات المشينة.

فمن غير المعقول ولا المقبول أن يستقدم مواطن الأعداد الكبيرة من العمالة بحجة العمل لديه فيما لا يكون لديه لهؤلاء العمال أي عمل.. فيما عدا تركهم يسرحون ويمرحون بطول البلاد وعرضها دون مسؤولية منه عدا ما يحصل عليه من زهيد المال عند استقدامهم، ناسياً أو متناسياً ما قد يجره مثل ذلك التصرف من أضرار للوطن والمواطن، فكثير من هؤلاء لا يجدون فرص العمل باليسر والسهولة مما يدفعهم للقيام بأي شيء في سبيل الحصول على المال الذي قدموا من أجل الحصول عليه لإعاشتهم وإعاشة أسرهم في بلدانهم التي قدموا منها. ومما قد يُلجِئ الكثير منهم للسرقات، والتي طالت تغطية الصرف الصحي وحديد أبراج الكهرباء، كما يذهب البعض لتصنيع الخمور، وقد تصل إلى المتاجرة في المخدرات وغير ذلك كثير.

3 - إمعان النظر بشكل أكثر عمقاً في إيجاد فرص العمل للمرأة، وذلك بتخصيص أسواق النساء للنساء بالكامل بما في ذلك إدارة الأسواق وعناصر البيع فيها. حيث تكون من النساء دون الرجال ولا يخفى أن العنصر النسائي لم يعد الأقل من حيث القدرة والكفاءة فلدينا من النساء من باستطاعتهن ممارسة مثل هذه الأعمال بالقدرة والكفاءة المطلوبة.

هذا، ونرجو من الله العلي القدير لهذا البلد المزيد والمزيد من التقدم والرفعة، وأن يوفقكم ويوفق كل مسؤول في كل ما من شأنه رفعة شأن هذا الوطن الغالي.. إنه سميع مجيب.