تغنى الشعراء جزاهم الله خيرا بالصداقة وكتب الأدباء مقالات مطولة بأهمية الصداقة حتى وصل بهم إلى تشبيه الشخص بصديقه قل لي من تصادق أقل لك من تكون، لكني في الحقيقه منصدمة لما آلت إليه الصداقة في الوقت الحاضر فالخيانات أصبحت لا تأتي إلا من الأصدقاء والأصدقاء المقربين الذين عاشوا معك أحلى سنوات عمرك وتأتي خيانتهم في أضيق الحدود التي يعرفونها عنك ليضربونك في مأمنك.
حكت لي إحدى الصديقات حالة وقعت لإحدى قريباتها سرقت صديقتها المقربة زوجها واتفقا على الزواج دون علم الزوجة (الصديقة) المغفلة وعندما اكتشفت الزوجة حقيقة الزوجة الجديدة وهذه في حد ذاتها مصيبة بالنسبة لها فهي لن تفقد زوجها فقط ولكن ستفقد أقرب صديقاتها وبعد أن تمالكت الزوجة المغدورة قواها من أثر الصدمة ذهبت إلى صديقتها تعاتبها كيف تجرأت على سرقة أعز ما تملك قالت الصديقة السارقة ببرود شديد إنني كنت أمام اختيار صعب إما إن أتزوج خاصة إنني شارفت على نهاية العقد الثالث أو أن أفقدك ووجدت نفسي أميل إلى الاختيار الأول»!
وقصه أخرى لشابة كانت تكن كل حب لصديقتها وتأتمنها على أسرارها الخاصة فكيف لا تأتمنها على أسرارها وقد عاشت طفولتها معها وشبابها وبعد أن تزوجت بدأت الصديقة في إفساد حياة صديقتها الزوجية عبر إرسال أشخاص للاتصال بالزوج وسرد الأسرار الخاصة التي تعلمها عنها إلى زوجها ما جعل حياة الصديقة جحيم وكادت أن تفقد زوجها لولا أن الزوج كان حكيما ولم يجعل المخطط لهدم حياته يكتمل وكشف الموضوع بكامله ومن يقف وراءه.
أريد أن أسأل سؤالا بسيطا من أين جاءت لنا نزعة الشر هذه لماذا نسعد بإفساد حياة أناس وثقوا بنا ومنحونا من وقتهم وصحتهم الكثير ما هي النتيجة التي قد نحصل عليها في مقابل فقد هؤلاء الأصدقاء. القصتان التي ذكرتهما ما هي إلا غيض من فيض ولدى كثير من الأصدقاء والصديقات ألماً لا ينتهي كان السبب فيه أشخاص كانوا في يوم من الأيام يسمون بالأصدقاء ولا أعلم أين يكمن الخطأ.
إضاءة
النافذة التي يخرج منها الهواء الفاسد هي نفس النافذة التي تسمح بدخول الهواء الصالح.