المشاعر المقدسة - عبدالله الزهراني

يقف رجال الأمن البواسل في الحج وقفة رجل واحد، وينتشرون في كل شبر من المشاعر المقدسة هدفهم حماية وتنظيم حجاج بيت الله الحرام وتسهيل أدائهم لمناسك الحج بكل يسر وسهولة وإخراج موسم الحج بشكل ناجح ومميز.. حيث يُعتبر من أصعب وأحلك التجمعات البشرية في العالم، كما يُعتبر مرتكزاً مهماً لكافة الجهود المبذولة من كافة القطاعات ذات العلاقة والتي يعوّل عليها كل الأمل بعد الله في تحقيق أمن وسلامة ضيوف الرحمن، ويضمن عودتهم سالمين غانمين لديارهم.

(56) خطة اعتمدتها كافة الأجهزة الأمنية المشاركة في الحج وتشرف عليها عقول قيادات صقلتها الخبرة والتجارب السابقة والتي ستقوده إلى موسم ناجح هذا العام بكل المقاييس بشهادة الجميع بإذن الله.

دور رجال الأمن لا يقف عند تنظيم وترتيب حجاج بيت الله الحرام والمحافظة على سير الحج بوتيرة متزنة وهادئة وبكل يسر لتفادي الزحام فقط.. بل تعدى ذلك إلى الإرشاد والتوجيه والتعامل الإنساني الراقي مع الجميع دون النظر إلى طائفة أو جنسية معينة، فهم يبادرون بتقديم كافة الخدمات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضيوف بيت الله الحرام بنفوس طيبة وقلوب محبة.

خطط الحج لا ترتكز على الجانب التنظيري فقط.. بل تعطي التقنية اهتماماً كبيراً في جميع جوانبها، فهناك أكثر من (1700) كاميرا لرصد حركة الحجيج منتشرة في كل المشاعر المقدسة، بالإضافة إلى التواجد الميداني للأفراد والقيادات وبكل المعدات والتجهيزات الآلية الأرضية والجوية.. وذلك تحسباً لأي طارئ لا سمح الله.

الإنجازات الأمنية التي تحققها في الحج سنوياً لم تأت من فراغ أو بمحض الصدفة.. بل سبقها عمل دؤوب وجهود جبارة يقف خلفها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا ووقوفه عن كثب مع رجال الأمن بكل عزيمة وإصرار لتحقيق أقصى درجات الأمن في المشاعر المقدسة، منذُ وصول ضيوف الرحمن حتى مغادرتهم بحفظ الله ورعايته، وهنا تظل عزيمة رجال الأمن شامخة وهممهم عالية لخدمتهم وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لجميع حجاج بيت الله الحرام من حجاج ومعتمرين كما هي عادتهم عاماً بعد عام.