لا شك أن الخدمات الطبية في بلادنا لا تنحصر على أداء المستشفيات التخصصية والمركزية والمراكز الصحية بالمدن والمحافظات والمراكز، لأن الخدمات وصلت إلى مستشفيات متنقلة تصل إلى المريض في مختلف المواقع والظروف، وهي في مناسبة أداء فريضة الحج تتضاعف هذه الخدمات والتجهيزات الطبية التي يجدها المريض في المستشفيات المتنقلة، من أجهزة لقياس درجة الحرارة ونسبة الضغط والسكر وأجهزة أخرى لتخطيط القلب والأكسجين وأطباء استشاريين واختصاصيين وممرضين وفنيين وإداريين لا يقل أداؤهم الطبي والفني والإداري عن أداء المستشفيات الموجودة في المدن.. فالحاج يجد العناية الفائقة من خلال المستشفيات الميدانية الثابتة والطائرة في مختلف المشاعر والطرقات والميادين.. حيث التشخيص والدواء والملاحظة السريرية لكثيرٍ من الأمراض التي من أكثرها انتشاراً الأمراض السارية، وإلا إحالته إلى أحد المستشفيات المركزية في حالة تأزم مرضه لمواصلة العلاج إلى أن يصل بلده. كما أن هذه المستشفيات الميدانية المتنقلة لا تكون بالمشاعر والميادين والطرقات وحدها، ولكن يجد العناية الطبية منذ أن تطأ قدماه أرض بلادنا إلى أن يعود لبلده حيث المخيمات الصحية في مداخل ومخارج المدن والمحافظات والمراكز.. التي وفر فيها المسؤولون عن الصحة أرقى الخدمات الطبية والعلاجية والسريرية والغذائية، إلى أن تتحسن حالته وإلا أخذ العلاج وواصل رحلته ومراجعة مخيم آخر يجده في طريقه من وإلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، لمتابعة حالته ومدى تقبله للعلاج الذي لقيه في المخيمات الصحية إلى أن يشفى، فالقادم إلى بلادنا لأداء فريضة الحج لا تصعب عليه متابعة حالته المرضية السارية أو المزمنة في مختلف المستشفيات الميدانية الثابتة والمتنقلة في المشاعر والميادين والطرقات، وفي الموانئ الأرضية والجوية والبحرية.. حيث تتضاعف هذه الخدمات الطبية الميدانية التي قد لا توجد في بلد آخر.
لأن العاملين في المجالات الطبية حريصون على أداء هذه الأعمال دون مجاملة أو محاباة، لأن العمل الذي يؤدونه حياة للأنفس ومن أحيا نفسا كأنما أحيا الناس أجمعين.. وكيف إذا كانت هذه النفس والحياة في أقدس بقعة على وجه الأرض فإن الله العلي القدير يضاعف الأجر والثواب أضعافاً مضاعفة.. لذا فالحاج يجد مختلف الخدمات الصحية دون مقابل، إلا أن يعرض حالته المرضية ليجد التشخيص السريع والعلاج الشافي والمتابعة إلى أن يشفى - بمشيئة الله- لأن هذه الخدمات تصل إليه دون بحث وعناء في مختلف المواقع التي يوجد فيها وهذه يندر وجودها لأكثر من مليوني حاج والأكثرية من كبار السن الذين يتعرضون لكثيرٍ من الأمراض لضعف المناعة والتحمل، والذين يجدون المستشفيات الميدانية الثابتة والمتنقلة والطائرة في مختلف المشاعر لأن مثل هذه الأعداد الهائلة وتعدد لغاتهم وعاداتهم وجنسياتهم من الصعب توفيرها ولكن في بلادنا لا ينظر المسؤولون إلى هذه الكثرة والاختلاف في اللغات والعادات والجنسيات، لأنهم وفروا مختلف الوسائل العلاجية دون أن تكون هذه الصعوبات عقبة لتوفيرها، لأنهم حريصون على أداء هذه الخدمات الميدانية دون التقيد بموقع وزمن مخصص قد يكون من الصعب وصول المريض إليه، لأنه يجد المستشفيات الميدانية بمختلف المواقع التي يوجد فيها وخصوصا كبار السن، حيث يعاني الأكثرية منهم الأمراض المزمنة التي من أكثرها انتشاراً أمراض السكر والضغط والربو والتي تحتاج إلى متابعة ميدانية مستمرة.. فالطب الميداني في الحج من أهم الخدمات الطبية التي وفرتها وزارة الصحة لمتابعة حالة الحجاج المرضية لكيلا تتضاعف وتصل إلى أمراض مزمنة يصعب التخلص منها، وأن هذه الخدمات الطبية الميدانية تجد التقدير من ضيوف الرحمن، لأنهم وجدوا الخدمات الطبية الهائلة التي يندر وجودها في بلد آخر، لأكثر من مليوني حاج على مدار الأربع والعشرين ساعة، حيث يحرص المسؤولون في وزارة الصحة على تقديمها لضيوف الرحمن وفي مقدمتهم معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة الذي تجد منه المتابعة الميدانية من أجل أداء هذه الخدمات الميدانية، والتي من أهمها الخدمات الطبية الميدانية التي تقدم لضيوف الرحمن من أجل أداء فريضة الحج، دون عقبات مرضية قد تكون عائقاً لهذه الفريضة التي جاءوا من أجل أدائها من مختلف الأرجاء العالمية.. هذا ونسأل الله العلي العظيم أن يحفظ ضيوفه من جميع الأمراض وأن يديم الأمن على بلادنا تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الذين يبذلون الكثير والكثير من الخدمات لضيوف الرحمن.
بريدة - نادي القصيم الأدبي