لم نرتح حتى اليوم من قصص السرقات التي امتهنتها بعض القنوات الفضائية، عبر دعوة المشاهدين للإجابة على: «ما اسم الفريق الذي شعاره أزرق وأبيض والملقب بزعيم القرن؟!»، ومن يحل هذا السؤال الصعب يا حلوين يا أماميير، سيكسب 100 ألف يورو! والغريب أن المؤسسات الرسمية (عرب سات ونايل سات) تقف موقف المتفرج أمام هذه الأساليب الرخيصة لتلك القنوات، والتي تسرق الشباب وعواطف وغرائز الشباب عيني عينك.
ومن الأجدر الانتباه لهذا الاتجاه، تماماً كما انتبهوا للقنوات التي تستغل الدين وجهل الناس بالدين، وأخذت تتاجر به.
وفي الوقت الذي نعاني فيه من قنوات الجوائز الوهمية، بدأ هناك اتجاه آخر في المواقع الإلكترونية، إذ تدّعي بعضها منح مبالغ نقدية، مقابل إرسال عناوين معارض ملابس وأثاث وأجهزة إلى أكبر عدد من الأصدقاء، وكلما زاد العدد، أوهموا صاحب البريد أنهم سيعطونه مبلغاً أكبر.
ولن يخفى على أحد حجم الاستغفال والسرقة، في هذا الاتجاه الجديد.
أنا أعي حجم احتياج الكثير من الشباب والشابات للموارد المالية، وأتمنى أن تكون هناك موارد حقيقية لهم، ولكن غياب هذه الموارد، يجب ألا يجعلهم فرائس لوحوش التلفزيون والإنترنت، وما أشرسهم وأذكاهم من وحوش.
والغريب أن هؤلاء الصيادين هم مَنْ يلفت نظر الشباب، في حين تغيب عنهم مسابقات جوائز الاختراع والإبداع المتوفرة دوماً على الفضاء العنكبوتي.
يا شبابنا، يا شاباتنا: كونوا أذكى من هؤلاء الصيادين!