|
حوار - راشد الزهراني
أكَّد مستشار وزير الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة والزيارة ورئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج الشيخ طلال بن أحمد العقيل أن أوضاع العالم الإسلامي مليئة بالتحديات السياسية والاقتصادية والعمل على مواجهتها، مشيرًا إلى أنه تم تجنيد أكثر من ألفي داعية ومترجم وإعلامي وإداري وفني لتنفيذ الخطة الإستراتيجية لحج هذا العام من خلال مرحلتين قبل الموسم وبعده بالتركيز على توعية الحاج في أركان وأحكام وواجبات الحج بأسلوب متميز وطرح عصري متجدد للوصول إلى قلب الحاج وتشمل البرامج المواقيت والمنافذ ومواقع تجمعات الحجاج في مكة والمدينة والمشاعر..فإلى مضامين الحوار التالي:
* كيف تقيّمون التعاون بينكم وبين الجهات الحكومية والأهلية في خدمة الحج؟
- التعاون مطلوب والمملكة من قدرها أنها خادمة للحرمين الشريفين، وهي خدمة تلقائية تقوم بها المملكة على أكمل وجه.
* وهل هناك تعاون من قِبل الحكومات أو المنظمات الخيرية؟
- إن الحكومات في حاجة إلى المؤسسات والمنظمات الخيرية والعكس أيضًا، ولا بد من إعطاء غطاء رسمي للمؤسسات والمنظمات الإسلامية العاملة في الحقل الخيري لتقوم بدورها وسد الفجوة بين الجانبين، كما أن الجمعيات الإسلامية والخيرية في حاجة دائمة إلى تقييم ومراجعة أعمالها، وتصحيح الأخطاء التي قد تقع فيها لأن التكامل بين العمل الدعوي والخيري الرسمي والشعبي نراه واجبًا اليوم، وليس مسوغًا أن تتخلف عنه سواء الحكومات أو الجمعيات الخيرية. فالحرمان الشريفان رسالة المملكة وقادتها وشعبها ورسالة العلماء ومد جسور التواصل بين المسلمين أينما كانوا وفي أي مكان وأن هذا واجب تؤديه السعودية وتتفانى فيه لخدمة المسلمين والناظر اليوم لأوضاع العالم يجد تحديات كثيرة سياسية واقتصادية ومدنية وحضارية، التي تتطلب منّا مواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة ولا بد أن تكون هذه الحلول منبثقة من أصولنا وثوابتنا وركائز الشريعة.
* هناك من يفتون بغير علم فكيف تتعاملون معهم لتجنب خطورة فتواهم؟ -
إن المفتي في أمور شرعية معبر عن الله عزّ وجلّ معبر عن دين الله فلا يحل لأحد أن يفتي بغير علم فإن ذلك من كبائر الذنوب قال الله تبارك وتعالى (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)، وقال الله تعالى (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ أن السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)، وقال تعالى (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ أن الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، ومن أفتى بغير علم فقد وضع نفسه شريكًا مع الله عزّ وجلّ في تشريع الأحكام، فنصيحتى لمثل هؤلاء أن يتوبوا إلى الله عزّ وجلّ وألا يفتوا إلا بما علموا أنه من شرع الله عزّ وجلّ أو غلب على ظنه أنه من شرع الله بعد الاجتهاد التام وقد اتخذ بعض الناس الفتوى حرفة يترفع بها على من أفتاه ويري الناس أنه ذو علم وهذا خطأ سفه في العقل وضلالٌ في الدين أن الله تعالى قال في كتابه (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) ولم يقل الذين يفتون، فعلى المرء أن يعرف قدر نفسه وأن يكل الأمر إلى أهله وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويذكر الوعيد فيمن قال على الله ما لا يعلم وخادم الحرمين -حفظه الله- قد قضى على عشوائيات الإفتاء، حيث أصدر أمره الكريم بحصر الفتوى على هيئة كبار العلماء حتى لا تكون هناك أي إشكاليات.
* وهل هناك خطط إستراتيجية اتخذتها وزارة الشؤون الإسلامية في حج هذا العام؟
- إن توجيهات معالي وزير الشؤون الإسلامية -حفظه الله- بتنفيذ خطة شاملة لتوعية الحجاج، حيث يشارك أكثر من ألفي داعية ومترجم وإعلامي وإداري وفني في تنفيذ الخطة الإستراتيجية التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وهي على مرحلتين الأولى قبل الحج والثانية بعد الموسم عبر برامج متنوعة جارٍ تنفيذها في المواقيت والمنافذ الجوية والبحرية والبرية ومواقع تجمع الحجاج وإسكانهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ويساندهم في تنفيذ الخطة مجموعة كبيرة من الشركات والمؤسسات المتخصصة في أعمال الصيانة والتشغيل وعدد من المهندسين والفنيين والإعلاميين بشتّى تخصصاتهم الفنية والتقنية.
وكذلك هناك خطة واضحة المعالم متكاملة الفقرات والمراحل ستظهر في حلة جديدة وطرح متجدد مدعومًا بالمساندة والتهيئة والتجهيز المتواصل لمراكز التوعية الإسلامية في الحج التي حرصت الوزارة على زيادة أعدادها وإضافة مجموعة جديدة من الكبائن والمراكز المخصصة لإجابة السائلين المنتشرة في أماكن وجود الحجاج، كما جنّدت الوزارة عددًا كبيرًا من الدعاة والمترجمين لتوعية الحجاج وشرح المناسك ونشر ثقافة المناسك بين أوساطهم والرد على استفساراتهم وأسئلتهم المتعلقة بالمناسك والعقيدة والشريعة، وهذه المراكز تم توزيعها بعناية في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، وساحات الحرمين الشريفين، والمنافذ الجوية والبرية والبحرية، والمواقيت، وتم تزويد هذه المراكز بما تحتاج إليه من التجهيزات الفنية والإدارية والتقنية لتؤدي دورها المطلوب وتباشر أعمالها على مدار الساعة.
* وهل نجحت الوزارة في دورها إعلاميا؟
- نعم لقد نجحت الوزارة بفضل الله تعالى في تطويع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ووسائل الاتصال المباشر وغير المباشر، ووسائل الإعلان بجميع أنواعه، لإيصال المعلومات الفقهية والتوعوية والإرشادية التي يحتاج إليها ضيوف الرحمن باثنتين وثلاثين لغة عالمية، باستخدام الكتاب، والشريط، والفيلم، والتلفاز، والإذاعة، والمجلة، والصحيفة، ورسائل الجوال، والهاتف، والإنترنت، والمطوية، والأقراص المدمجة، والرسائل الإعلانية المسموعة والمرئية، والمقروءة، والمحاضرات، والدروس، والمواعظ، وشبكة الإنترنت، وخدمة الرد على أسئلة المتصلين بالهاتف المجاني 8002451000 وقد حقق هذا المشروع المتميز والفريد نجاحًا كبيرًا وواضحًا خلال السنوات الأخيرة للرد على ما يشكل على الحجاج ومازلنا نسعى للتطوير المتواصل بما يوسع دائرة انتشار الخدمة.
كما أن الوزارة تعاونت في هذا العام مع عدد كبير من القنوات الفضائية لبث البرامج التعليمية قبل وصول الحاج وهو ما أسميناه التوعية المبكرة.
* وكيف يتم توعية الحاج الأمي أو الجاهل من كبار السن وغيرهم؟
- هناك العديد من البرامج الوثائقية والتقارير المرئية لشرح مناسك الحج، في منظومة مترابطة من المعلومات والإرشادات بما يسهم في صناعة مسار جديد وأسلوب تعليمي يوضح لضيوف الرحمن الكثير من المعلومات المهمة، والتركيز على الشرح الذي يوضح أحكام وأركان وواجبات الحج بأسلوب متميز وطرح عصري متجدد للوصول إلى عقل وقلب الحاج قبل وصوله إلى المملكة وفي مكان وجوده وبأقل جهد وأقرب الطرق في زمن قصير لإيصال المعلومة المختصرة والهادفة والسريعة ونرشده للصواب ونحذره من الوقوع في الخطأ.
كما حرصنا على توعية المسلمين من خلال البرامج المتجددة التي تم إخراجها وفق خطة واضحة المعالم ثرية المعلومات نعالج من خلالها العديد من القضايا المهمة في مفهوم أركان الإسلام والإحسان ومفهوم ثمرات التوحيد وأحكام العبادات وفضل الصلاة وصفتها والحقوق والتربية والسلوكيات الطيبة التي نعرضها على المستمع للإشادة بآثارها والتعريف بنتائج التقيد بها والحث على ممارستها وعرض بعض السلوكيات الشاذة وأبرزها قضايا العقوق وقطيعة الرحم وما شابهها من القيم التي لا تمت للمجتمع المسلم بصلة، ومن الواجب تحذير المسلمين منها ليجتنبوها، وقد تمكنت وزارة الشؤون الإسلامية بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام من إنتاج وتسجيل أكثر من 780 حلقة إذاعية جديدة في جميع الإذاعات السعودية.