أسرتنا يا خادم الحرمين، بما ضخيته من كلمات بيضاء في أسماعنا، ومن عطر الكلمات تخاطب بها عقول من أحبوك وأيدوك وناصروك، وحملوا لك ومعك ومن أجلك أصدق عبارات الوفاء، فيما كان يتردد أمس على أسماعنا ومن جديد ما فاضت به عواطفكم ومشاعركم نحو شعبكم وأمتكم.
***
لقد طوقتَ - يا أبا متعب- أعناقَ شعبك بهذا اللون الجميل في أسلوب التعامل، حيث كان خطابك لهم خطابَ أب حنون، يداعب ويعتذر ويشكر، ويقول ما اعتاد الأبناء أن يصغوا إليه ويسمعوه من آبائهم، فإذا بكلماتك، بروحك، بعفويتك، تذوب في عقول شعبك، ضمن ما لا يُنسى من المواقف والدروس والعِبر التي يجب أن تحتفظ بها ذواكرنا جميعاً.
***
من مثلك - يا عبدالله- يخاطب مريديه وأبناءه بالاعتذار ويرجوهم أن يسامحوه لأنك لم تقم للسلام عليهم، ومن ذا القائد غيركم الذي يؤكد لجموع شعبه بأنه بخير ما داموا بخير، ويشكرهم على سؤالهم عن صحته، دلني يا خادم الحرمين الشريفين على قائد أو زعيم لأي من الدول يقول عن نساء بلده بأنه (ما شاف منهن إلا كل الخير).
***
لهذا فقد أحب أفراد الشعب مليكهم عبدالله بن عبدالعزيز حباً غير مشهود، ومن تكون هذه صفاته وسجاياه فمن غير الممكن ألا يبادل الشعب خادم الحرمين الشريفين الحب بالحب، أو ألا يعبر كل مواطن من فيض مشاعره عن شيء مما هو مكنون من عواطفه نحوه، وهكذا كان وسيبقى كل مواطن لصيقاً بمحبته وتقديره لعبدالله بن عبدالعزيز.
***
كانت إطلالتكم يا أبا متعب بمثابة عيد آخر، فقد كان الجميع في شوق لهذا المشهد الجميل، بعد أيام من القلق والخوف، والشعور بالصدمة إثر الإعلان عن توعككم صحياً، فنحمد الله على سلامتكم وتعافيكم، وبانتظار أن تعودوا قريباً وأنتم بكامل صحتكم ونشاطكم إلى مواقع العمل، فهذا هو الدعاء المستجاب - إن شاء الله - من محبيكم الكُثُر في هذا الوطن وعلى امتداد الوطن الكبير.