مكة - عبدالقادر حسين

انطلقت أمس المرحلة الثانية من خطة توعية الحجاج التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وتستمر حتى آخر أيام التشريق، لتبدأ بعدها المرحلة الثالثة التي يعود فيها الدعاة والمترجمون للعمل مرة أخرى في مراكز التوعية بمكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة الحجاج بمطار الملك عبد العزيز الدولي وميناء جدة الإسلامي وفي مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة النبوية وهكذا يتم توزيعهم للعمل في جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية.

وقال مستشار معالي وزير الشؤون الإسلامية ورئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج الشيخ طلال بن أحمد العقيل بفضل الله تعالى أعدت الوزارة خطتها لتوعية الحجاج وتنطلق من رؤية طموحة حددها معالي الوزير ولها ترابط مع خطة الدولة وهي تسير وفق مسارين الأول عبر التواصل المباشر مع الحجاج لتقديم الخدمات الدعوية والإرشادية والمسار الثاني من خلال الاتصال غير المباشر ونتعامل مع المسارين بحرص وعناية ومنهج واحد يصب في مصلحة الحاج كهدف رئيس ونسير لبلوغ المسار الأول عبر المحاضرات والندوات والدروس العلمية والكلمات الوعظية وخطب الجمع والإجابة على الأسئلة الشخصية التي يستقبلها الدعاة عن طريق الهاتف والجولات واللقاءات والزيارات، أما المسار الثاني فنتواصل من خلاله مع الحجاج عبر البرامج والوسائل الإعلامية بأنواعها ومنها تقديم الأحاديث الإذاعية والمقالات والندوات والتوجيهات والإرشادات والإجابة عن الأسئلة عبر الإذاعة والتلفاز بقناتيه الأولى والثانية وعدد كبير من القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت، إضافة إلى توزيع أشرطة وأفلام المناسك والمطبوعات بأنواعها وأشكالها وأحجامها ولغاتها المختلفة والمجلات والنشرات واللوحات الإرشادية وغيرها من الوسائل الجديدة.

وأوضح الشيخ العقيل أن (246) مركزًا ولجنة للتوعية تم تجهيزها لتقديم خدمة التوعية السريعة والفورية لضيوف الرحمن طوال موسم الحج لهذا العام، مشيرًا إلى أن أعمال هذه المراكز تنطلق وتبدأ من خلال ثلاث مراحل وتستمر في تقديم برامجها لمدة (75) يومًا متواصلة تستمر خلال الفترة من بداية شهر ذي القعدة وحتى الخامس عشر من شهر محرم موضحًا أن المشاركين في تنفيذ خطة هذا العام من الدعاة تجاوزوا (792) داعية ومن المترجمين أكثر من (300) مترجم يساندهم في تنفيذ أعمال الخطة فريق عمل إداري كبير ومجموعة من الإداريين والفنيين وموزعي المطبوعات وغيرهم يعملون على مدار الساعة لتوعية الحجاج وإرشادهم والإجابة عن أسئلتهم الدينية والنسكية يساندهم أكثر من (600) من العاملين من الموظفين والكشافة والسائقين والعمال والفنيين.

وأشار الشيخ العقيل إلى هذه المراكز واللجان تم توزيعها في كل مربع داخل وخارج منطقة المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمواقيت والأماكن التي يوجد فيها ضيوف الرحمن، موضحًا أن (11) مركزًا للحجاج الذين يتوقفون في المنافذ البرية و(4) مراكز في المنافذ البحرية والجوية و(5) في المواقيت و(15) مركزًا رئيسًا في أحياء مكة وجدة و(12) مركزًا فرعيًا في المنطقة المركزية للمسجد الحرام و(4) مراكز فرعية في التنعيم ومراكز الاستقبال و(5) لجان علمية ودعوية وإعلامية في مكة المكرمة و(4) لجان للمشاركة مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و(5) لجان فرعية بمساجد الطريق إلى مكة المكرمة و(6) لجان في مستشفيات وزارة الصحة في أحياء مكة المكرمة و(3) لجان للمشاركة التوعوية في مشروع المملكة للاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي الذي ينفذه البنك الإسلامي للتنمية و(5) مراكز في أحياء المدينة المنورة و(8) مراكز فرعية في المنطقة المركزية للمسجد النبوي و(20) مركزًا رئيسًا و(50) مركزًا فرعيًا في مشعر منى و(19) مركزًا رئيسًا في مشعر عرفات و(4) لجان في مستشفيات منى و(28) مركزًا فرعيًا في عرفات و(4) لجان في مستشفيات عرفات و(5) مراكز رئيسة و(8) مراكز فرعية في مشعر مزدلفة.

وقال الشيخ العقيل: لا شك أن خطة توعية الحجاج هذا العام ركزت على غرس بعض المفاهيم المهمة وإبراز محاسن الدين وتأصيل العقيدة وأحكام الشريعة والتحذير مما ينافي التوحيد وكشف كل ما يقدح في صفاء العقيدة ويعكر صفو صلاح النية ويعرقل عملية العبادة الخالصة لله والبعيدة عن الشرك والبدع والخرافات، وإبراز القيم الإسلامية والتيسير في الحج وكافة أنواع العبادات والمعاملات والسلوك، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والتحذير من المذاهب الهدامة، وتوضيح أحكام الحج والعمرة بالدليل من الكتاب والسنَّة وإجماع الصحابة، وبيان منزلة البلد الحرام وحرمة المسلم ودمه وماله وعرضه، وبيان ومكانة الحرمين الشريفين وثواب العمل فيهما، والحثّ على أهمية تحقيق معاني الروابط والإخوة الإسلامية وضرورة اجتماع كلمة المسلمين ووحدة صفوفهم ونشر مبادئ الحب والأمن والسلام والطمأنينة.

وأوضح الشيخ العقيل أن هذه الجهود الملموسة في برامج توعية الحجاج تأتي بتوجيه ومتابعة من معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، سائلاً الله تعالى أن يضاعف المثوبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظهم الله - مؤكدًا أن هذه الدولة المباركة قدمت وتقدم لضيوف الرحمن ما لا يمكن حصره في كلمات مختصرة فهي بحق من أعمال البر والخير والصلاح وهي أعمال مباركة وملموسة ومشاهدة ومسموعة.

واختتم حديثه سائلاً الله تعالى أن يبارك في الجهود التي تبذلها قيادتنا الرشيدة لخدمة الحجاج والمعتمرين وأن يضاعف لولاة أمرنا الأجر والثواب.