تستقبل بلادنا في كل عام ملايين الحجاج ضيوف الرحمن ومن كافة بلدان العالم.. هؤلاء لبّوا نداء الباري عز وجل الذي قال ?وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ?. جاءوا إلى هذه الديار المقدسة مهللين مكبرين يرجون ما عند الله من ثواب عظيم،
تحفهم رعايته سبحانه وتعالى ثم اهتمام وعناية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبذل المزيد من الجهد لتوفير سبل الراحة لهم، وللتيسير عليهم في أداء نسكهم حتى يؤدوا هذه الفريضة في أمن وأمان وطمأنينة، ثم يعودوا إلى أوطانهم محملين بذكريات لا تنسى نحو ما قدم لهم في هذه البلاد المباركة.
إن خدمة ضيوف الرحمن هدف نبيل وشرف لا يضاهيه شرف يسعى كل مسؤول ومواطن لتحقيقه، وإن الجهود العظيمة والمستمرة الهادفة إلى توفير أعلى معدلات الأمن والأمان والراحة والاطمئنان للحجاج، يقف خلفها رجال نذروا أنفسهم لأشرف مهنة وأنبل غاية.. هؤلاء الرجال ينفذون وبكل دقة توجيهات القيادة الحكيمة وحرصها الشديد، على أن يكون كل من يقوم بخدمة الحجيج عليه أن يكون مثالاً للمخلص الوفي والإنسان السوي الذي يتحمّل الأمانة ويسهم في العمل الجليل، لأن ذلك الرجل يستحق من دولته ومجتمعه التكريم والاحترام.. فالجندي يستحق ذلك لأنه مكلف بمهمة عظيمة هي المحافظة على الأمن، والطبيب يستحق التكريم لأنه مكلف بحماية الأرواح، وكل من يقف في المنافذ البرية والبحرية والجوية يستحق التكريم لأنه يسهل مهمات هؤلاء الضيوف، وكل من يعمل في السفارات السعودية في الخارج يستحق التكريم، وأهل مكة جميعهم يستحقون التكريم لأنهم يستقبلون هذه الوفود بالحب والترحيب. ووسائل الإعلام جميعها تستحق التكريم لأنها تغطي هذه المناسبة الكبيرة.. التجار يستحقون التكريم في حالة تخفيف الأسعار والتيسير على المسلمين.. المطوفون وأصحاب الحملات يستحقون التكريم إذا طبقوا ما وعدوا به. ومع يقيننا أن هؤلاء جميعاً لم يقوموا بهذا العمل لأغراض دنيوية بل هي خدمة للدين وطاعة لولي الأمر، وبما أن الدور الأكبر الهام يقع على منسوبي وزارة الداخلية والقوات المساندة لهم، فما المانع لو تم تكريمهم بأوسمة تحت مسمّى وسام الحج وشهادات تقدير توضح الأعوام التي خدم من خلالها الفرد حجاج بيت الله الحرام، لأن ذلك من باب الثواب لكل من عمل أعمالاً خيّرة ويأتي هذا تقديراً لرجال الوطن.