تابعنا جميعاً اللقاء الذي نظمته هيئة الصحفيين مع المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية، وحاول أكثرنا أن يفهم:
- هل تمَّ تنظيم اللقاء بهدف وضع المهندس الملحم أمام الأسئلة الساخنة، أم بهدف فتح المجال له لكي يروِّج للتبريرات الجاهزة ؟!
بمعنى آخر:
- هل استغلت الصحافة هذا اللقاء لمصلحة قرائها، أم استغله الملحم لمصلحة الخطوط؟!
ما جعلني أصوغ هذين السؤالين، طبيعة التغطية الصحفية لمجريات اللقاء. فصحيفة نقلته بشكل يبرز سلبيات الخطوط، وصحيفة نقلته بشكل يجعلها أحسن خطوط في العالم، سواءً من ناحية أسعار التذاكر، أو من ناحية مزايا وأعداد الموظفين، ووصل الأمر بالمهندس إلى أن يدعو بعض الموظفين الذين لا يعجبهم الوضع إلى «التوكل على الله»، وأن يصف الركاب بأنهم سبب المشاكل، بسبب عدم انضباطهم، وأن ينفي أي ارتفاع لأسعار التذاكر.
الأزمة بين خدمات الخطوط السعودية والمواطن يجب ألا تتوقف عند الصحافة. يجب على المهندس الملحم أن يُوجد آلية تقنية لاكتشاف مدى رضا الركاب على كل رحلة، قبل وبعد الإقلاع وحتى الوصول. وفي نهاية اليوم، سيكون عنده مناطق الضعف والقوة، في كل رحلة، وفي كل مسار، وفي كل وردية. ويستطيع بعدها تعزيز نقاط القوة ودعم نقاط الضعف. ويجب ألا يولي هذه المهمة مَنْ هو بعيد عنه، بل يفترض أن يتولاها أقرب المسؤولين في مكتبه، وأن يناقش التقرير اليومي معه.
قبل كاميرات المراقبة على البائعين والزبائن، هل كانت المراكز التجارية تربح مثل ما تربح اليوم؟!
