فاتحة:
تذكرتُ بالأمس (فقط)..
تذكرتُ: أن الجبال الرواسي (بمكة)
قد أُنْقِصَتْ واحداً!!
وأن الرياح التي عَمَّها الموت..
بدت في اقتلاع الشَّجر!!
تذكرت بالأمس (فقط)
تذكرت: أنَّا إلى الموت..
نمشي فرادى
ويمشي إليه -حثيثا -
جميع البشر!!
رحم الله أبا ياسر.. محمد عبده يماني الذي فجعنا بنبأ وفاته، وانتقاله إلى رحمة ربه!! فقد كان -ملئ السمع والبصر- أخاً للمثقفين ورائداً في العمل الخيري، ومفكراً إسلامياً يشار إليه بالبنان، وإعلامياً حاذقاً مفوهاً، وعالماً في الجيولوجيا.
رحمك الله يا (أبا ياسر) يا ابن مكة المكرمة.. ويا أديبها السارد، ومثقفها الأبرز، ونجمها اللامع.. إذا ذكرت - رحمك الله - تداعى إلى الذهن المحب، مجموعة من المميزات والسمات قلما تجتمع في شخص بعينه، فأنت صاحب المعالي، والداعية، والمفكر الإسلامي والإعلامي، والقاص، والأديب، والرجل الاقتصادي، والوجه الاجتماعي المألوف والشخص المحبوب (فقد كثر شاكروك وقل بل ندر - شانئوك).
رحمك الله يا (أبا ياسر) فلقد نشأت وعشت وترعرت في مكة في حرمها الآمن بين مقام الخليل إبراهيم وزمزم إسماعيل فتشربت روحاً مكية أثرت في سلوكك وشخصيتك لأنك من بيت فضل وعلم وخير ومكانة!
رحمك الله يا فقيد الوطن، وفقيد الأمة، فقدتك مكة لأنك ابنها البار، وفقدتك المملكة العربية السعودية لأنك من أبرز رجالاتها الذين حملوا حقائب وزارية وملفات إدارية ومواقف أكاديمية، وفضاءات ثقافية وفقدتك الأمة العربية والإسلامية لأنك من مفكريها والناشطين في مجال الدعوة إلى الله على نور وهدى وبصيرة، استفاد منها كثير من العارفين والمتعلمين.
3 - رحمك الله يا (أبا ياسر) فلقد عرفتك أباً مثالياً، وناصحاً أميناً، ومثقفاً لوذعياً، وابناً باراً تقياً. عرفتك منذ تخرجي من الجامعة وكانت لك أياد بيضاء لا أنساها.. وعرفتك وزيراً للإعلام وكنت داعماً ومرشداً وموجهاً، وعرفتك في دروب الثقافة والأدب قاصاً وسارداً وتوجت ذلك بما كتبته عنك دراسة نقدية في أدبك الروائي بعنوان (مكة المكرمة وتجلياتها في سرديات ابن مكة محمد عبده يماني) وقدمتها في ملتقى النص الخامس الذي أقامه نادي جدة الأدبي الثقافي في موسمه الثقافي عام 1426 - 2005م احتفاء بمكة عاصمة للثقافة الإسلامية.
رحمك الله يا أستاذنا محمد عبده يماني، فقد تتلمذنا على كتابكم علموا أولادكم محبة رسول الله، وقد علمنا أولادنا هذه المحبة وزرعناها في قلوبهم إن شاء الله، كما تتلمذنا واستفدنا من جميع منجزاتكم المعرفية والتي كانت نبعاً ثرياً من المعلومات والفكر والثقافة لا يستغني عنها القارئ الحصيف.
رحمك الله يا أبا ياسر وعبدالله، وعبدالعزيز، وفاطمة، وغالية، وسارة. رحمك الله يا أبا المثقفين والإعلاميين.
رحمك الله يا رائد العمل الخيري وعضو الجمعيات الخيرية.
رحمك الله، وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان وإلى جنات النعيم مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
د. يوسف حسن العارف - عضو مجلس إدارة نادي جدة الأدبي