يأتي استحداث مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأعمال الإنسانية والخيرية في إطار الأعمال الإنسانية التي يتميز بها الملك عبدالله أيده الله، فإنشاء هذه المؤسسة ليس هو أول وآخر الجوانب الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين فقد عرف جلالته بالعديد من الأعمال الإنسانية ومنها:
- تكريم أسر الشهداء الذين دافعوا عن عقيدتهم ووطنهم بأرواحهم وذلك بتخصيص أراضي سكنية أو مبالغ مالية.
- تفقد أحوال الفقراء والمعوزين إلى حد زيارته شخصياً لمنازلهم المتواضعة والعمل على تحسين أوضاعهم وهو ما حصل بالفعل عندما تم إنشاء صندوق الفقر ثم استحداث هيئة الإسكان التي من مهامها إقامة مساكن للمحتاجين ممن لا منازل لهم.
- قيامه حفظه الله باستحداث مؤسسة الملك عبدالله لوالديه التي من مهامها رعاية المعوزين والفقراء، حيث قامت هذه المؤسسة بإنشاء الكثير من الوحدات السكنية في مختلف مناطق المملكة وتوزيعها لمن لا يملكون منازل خاصة لهم.
- قيامه رعاه الله بإصدار أوامر برعاية أصحاب الحالات المرضية المستعصية ومعالجتهم على نفقته الخاصة كعمليات فصل التوائم السياميين، ثم قيامه بمتابعة حالاتهم بل وزيارتهم في المستشفيات.
- مد يد العون لأصحاب الكوارث في مختلف دول العالم كما تم مؤخراً بالنسبة لدولة باكستان، حيث قامت المملكة بتوجيه منه -أيده الله- بحملة مساعدة مكثفة للإخوة في باكستان.
من ناحية أخرى يأتي إنشاء مؤسسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأعمال الإنسانية والخيرية في إطار تعليمات الشريعة الإسلامية التي تحث على التعاون (وتعاونوا على البر والتقوى) والتراحم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد...).
فشريعتنا وإن كانت تحث على التعاون والتراحم بين المسلمين فإنها تحث أيضاً على بذل العمل الإنساني لغير المسلمين المسالمين الذين يساهمون في خدمة الإنسانية وعمارة الكون، فقد أباح لنا المولى الزواج من نسائهم وأكل طعامهم وحمايتهم وعدم العدوان عليهم ما داموا مسالمين، ولم يرفعوا راية العدوان ضد المسلمين، فقد قال سيدنا صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهداً فأنا حجيجه يوم القيامة) بخلاف ما يعانيه بعض المسلمين في بعض الدول من اضطهاد أو مضايقة بسبب عقيدتهم وتمسكهم بتقاليد دينهم حيث تتبين عدالة الإسلام وسماحته وشموليته.
وما قام به قائد مسيرتنا يجب أن يكون أسوة لنا في بذل الخير وبالذات رجال الأعمال والأموال كلٌّ حسب مقدرته، فلن يضيع عند الله عز وجل أيّ بذل للخير ولو كان بقدر ذرة، وسواء كان البذل مادياً أو معنوياً أو شخصياً.
Asunaidi@mcs.gov.sa