مدهش حد الحزن أن يتم خدش هيبة الاتحاد السعودي لكرة القدم وقوّته الدولية ومتانة علاقاته العالمية وإنجازاته المتعدّدة، بالقفز على مرجعيته الرسمية والمساهمة في نشر معلومات تاريخية سعودية عبر موقع الفيفا الرسمي، دون المرور بقنوات اتحاد الكرة الرسمية، بل دون احترام مبادئ هذا الاتحاد وأنظمته,,!!
هذا يعني أن مطبخ اتحاد الكرة يعاني كثيراً من الفوضى العملية رغم حساسية وأهمية كافة الملفات والمعلومات والخطابات الموجودة داخله، فلا وجود للتقنية ولا للأرشيف ولا لمركز معلومات متخصص ولا لكوادر بشرية تغطي حجم العمل، بل إرث من أكوام الأوراق يمكن العبث بها كما حدث سابقاً، خاصة إبان مرحلة التغيير التي صاحبت دخول سعيد جمعان وخروج عبد الرحمن الدهام..!!
العابثون بالتاريخ الكروي السعودي هم المتهمون بفقدان وثائق البطولات الرسمية للأندية حالياً، وهم من وضعوا خطة التوثيق المزيّفة للبطولات، وهم من أوصل الإنجازات المزيّفة للفيفا، وهم من خانوا أمانة العمل وثقة المسؤول الذي قطعاً لا يتهاون بمثل تلك الاختراقات الخطيرة داخل جسد اتحاد الكرة..
العمل المؤسسي هو البيئة المناسبة لمخرجات العمل الناجح، ومن هذا المنطلق يجب أن تتحوّل أمانة اتحاد الكرة بقيادة فيصل العبد الهادي، إلى مؤسسة منظمة تمسح بقايا الفوضى التي خلفها من هم على فئة (راتب مقطوع)، أو من استغلّ ولا يزال اتحاد الكرة كدكان سياحي له ولأفراد عائلته، فالعمل الاحترافي يجب أن يستأصل بؤر السلبية ومن انتفخت كروشهم وهم يقتاتون من خيرات اتحاد الكرة دون فائدة..!!
أخيراً جاءت فضيحة المعلومات المزيّفة لتكشف وجوب الحرص عند اختيار الكفاءات العاملة بأمانة اتحاد الكرة، حتى نضمن عملاً مميزاً خالياً من الخيانة المعلوماتية، لاسيما وأن أمانة الاتحاد مكان حساس جداً لا يحتمل الخيانة إطلاقاً، ولا يحتمل وجود فئة (راتب مقطوع)، لأنها باختصار ليست جمعية خيرية..!
من يقيِّم الدوري؟؟
سأظل على الدوام أنادي بأن نمارس أدوات التقييم ذات المعايير الدولية الدقيقة، لنعرف حقيقة الدوري السعودي ونسبر أغواره الملتهبة، ونتفقّد جروحه أو نتغنّى بميزاته..
البيئة الكروية .. الوزن الفني .. الإشباع المهاري .. الإصابات .. صدى الآراء الأجنبية من مدربين ولاعبين .. رغبات الجماهير .. بيئة الملاعب .. نوعية الفكر الإداري .. ارتفاع وانخفاض مستوى النجوم ... الخ
كل هذه الأمور لا يمكن لنا أن نعرف بالضبط نتيجتها العلمية الدقيقة، إلاّ بضوابط ومعايير للتقييم نحن نفتقدها، بالرغم من وجود مئات البرامج الإلكترونية والاستبيانات الآلية ومراكز البحث والاستشعار المعلوماتي..!
لابد من التقييم الذاتي لأننا لا نقبل أي سلبية تجد مخرجاً من تقييمات آسيوية أو دولية، بل نحارب لإخفائها أو إيجاد التبرير لها، وهذا ليس حلاً بل تشويه للعمل الاحترافي..!
دعونا نبدأ بالتقييم ونشرك كافة عناصر البيئة الكروية، فحتماً سنجد أننا أمام سلبيات وإيجابيات..
دعونا نقيّم ونحصي ونوزع الاستبيانات ونستفيد من تقنيات الثورة الإلكترونية، فمن خلال تركيز مهني أرى أنّ علّتنا الخطيرة تكمن في ابتعادنا عن التعامل العلمي مع بيئة الدوري السعودي، واعتمادنا على الرأي الانطباعي البحت، وهو ما صنع التذبذب وعدم الاستقرار اللا منتهي..!
تصويبات
- في هذا الزمن لا يمكن أن تختبئ معلومة حتى ولو كانت صغيرة، فلذلك على من كانوا يمرّرون أكاذيبهم الدولية أيام الفاكسات ورسائل البريد أن ينتبهوا جيداً، فهناك (ساهر) إلكتروني يفك شفرة الكذب بلحظات..!
- بعودة فريق النصر لجادّة الانتصارات، ترتفع حرارة الدوري السعودي وتزيد إثارته..!!
- عدم الكشف الرسمي عن مزوّر البطولات لدى موقع الفيفا هو تستُّر مذموم يساهم في ممارسة مثل ذلك العمل أو قريباً منه في المستقبل..!!
- عودة سمو رئيس الهلال للعمل الإداري مرة أخرى انتصار للإرادة الرياضية الشاملة التي لا ترضى بأن يخطف الزمن كنزاً بشرياً مثل ابن مساعد عن المجال الرياضي..
- شارك مهاجم الرائد أحمد الزعاق ليلة مباراة فريقه في مسابقة تلفزيونية على الهواء مباشرة حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً تقريباً، ثم توجّه من الرياض لبريدة ووصل فجراً ليدخل معسكر فريقه تحسباً للقاء الفيصلي بنفس اليوم، وفي المباراة يستنجد به المدرب لتسجيل هدف...!! عاش الاحتراف ومزيداً من الضخ على الفوضى..!!
- الرئاسة العامة لرعاية الشباب دائماً ما تقيم معارض لمكافحة التدخين، فكيف تسمح لبعض رؤساء الأندية بالتدخين عياناً بياناً أمام الجماهير وكاميرات التلفزيون؟؟
- شخصياً أعتبر المشاركة بدورة الخليج باليمن هو نوع من أنواع المخاطرة التي لا تستحق، فالمجاملات يجب أن تكون بعيدة عن الأرواح، وما دبابات وجنود اليمنيين إلاً شاهداً على أنّ الدورة ستكون عسكرية أكثر منها فنية.. إذاً ما الفائدة منها..؟؟
- كان الأمير سلطان بن فهد كعادته مقنعاً ودوداً مشرفاً لكل رياضي سعودي وهو يجيب على أسئلة عدنان حمد في برنامج (في العمق)، وقد حملت آراء سموه الواقعية شعور كل السعوديين في مسائل رياضية متعدّدة.
قبل الطبع
إذا جعلت شخصيتك دودة تزحف على الأرض .. فلا تلم من يدوسك بقدمه..!!