كم أثلج صدر كل من له علاقة بمنطقة حائل قرار نقل الكلية لتكون بحائل ومدلولات هذا القرار من الناحية الإستراتيجية بحكم موقع منطقة حائل وانعكاس ذلك على المجال الاقتصادي والاجتماعي لسكان المنطقة وما يتوقع منه من إلقاء الضوء على الجوانب التنموية والاستثمارية.. فهو بكل ما يعنيه لفتة كريمة من مقام القيادة بالمملكة لهذا الجزء الغالي من الوطن وتعويضاً عما سبق من تأخر في تنمية هذا الإقليم نتيجة أسباب كثيرة بالماضي وخلال زيارة سمو ولي العهد لمنطقة حائل عام 2005م كنا في مجلس المنطقة ومجلس أمناء الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل حيث أُتيحت لنا فرصة لقاء سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز وعرضنا حاجة المنطقة للجامعة ومحطة للمحروقات ومحطة للغاز وطلبات أخرى أمام نظر سموه في قصر أجا بحائل ووعد بتنفيذ هذه الطلبات بعد التشاور مع القيادة.. وقد تحققت الجامعة وبدأ هذا العام في تسليم أرض لمحطة الغاز.. أما المحروقات فقد اعتذرت أرامكو السعودية في حينها وبالاجتماعات التالية للهيئة العليا اقترحنا على سمو الأمير سعود بن عبد المحسن - أمير المنطقة طلب خزن إستراتيجي في حائل نظراً للأهمية الإستراتيجية.. وما سوف يضيف ذلك من عوائد إستراتيجية وتنموية للمنطقة وتأثير على توازن التنمية على مستوى المملكة بجانب النظرة الإستراتيجية حيث إن المناطق شبه الحدودية والحدودية من الأهمية بمكان التركيز على تنميتها وتطويرها لتخفيف الضغوط على المدن الرئيسة وبنفس الوقت إبقاء مواطنيها مستقرين بها واستثمارها للميز النسبية لكل منطقة لتحقيق التوازن الديموجرافي والاقتصادي لما يعود بالمصلحة على البلاد بالفاعلية المتوقعة من مملكة فتية تستلزم بناء شعب واعٍ مدافع عن وطنه يحظى بتأسيس علمي متين للبنى الأساسية تتماشى مع الحالة الاقتصادية للبلاد كونها أول وأكبر منتج للبترول عالمياً ولديها من الثروات الطبيعية ما بدأ بالتنقيب والإنتاج.. وما لم يبدأ بالتنقيب عنه أو يُستثمر حتى الآن بفضل من الله.. فضلاً عن أن المملكة قِبلة المسلمين.
من هذه المنطلقات كان قرار نقل كلية الملك فيصل الجوية إلى حائل قراراً صائباً بجانب ما يعمل عليه من مشاريع تنموية أخرى.. ومنطقة حائل أصبحت بفضل ما تقدمه الدولة تقاطع طرق دولية مهمة نتوقع بقليل من التركيز والاهتمام أن تكون إضافة كبيرة لبقية المناطق في تعزيز اقتصاد المملكة لما تتمتع به من موقع إستراتيجي وطبيعة سطحها الذي يجمع بين صحراء النفود حيث يُقام رالي حائل الدولي سنوياً والجبال والسهول وكونها منطقة زراعية بامتياز بالإضافة إلى كونها موقع حاتم الطائي - كريم العرب ووجود آثار هامة جداً ومميزات أخرى حيث تقام بها مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية.. وأميرها وأهلها لديهم حماس منقطع النظير في تطويرها للحاق بقطار التنمية بالمملكة.. فهنيئاً للوطن بجميع المناطق على مثل هذه القرارات التوسعية لتشمل التنمية وأدواتها جميع أرجاء بلادنا العزيزة لتحقيق الرخاء والمعيشة التي يستحقها سكان هذه البلاد.. ولما يرفع شأن المملكة عالياً بين دول العالم ويقوي اللُحمة بين أفراد المجتمع والتواصل والولاء مع القيادة وتعزيز المشاركة والمصالح المتبادلة لبناء الأوطان واستثمار العوائد بما يحقق الأمن والاستقرار ورغد العيش.. فأهلاً بهذا الصرح والكيان الوطني العملاق - كلية الملك فيصل الجوية بمنطقة حائل.. وتحية لسمو وزير الدفاع وسمو أمير المنطقة ومنسوبي هذا الصرح الأكاديمي.
*رجل أعمال - عضو الهيئة العليا لتطوير حائل لدورتها الأولى