|
في البداية الشكر الجزيل لوزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوزيرها الأديب الشاعر الدبلوماسي الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجه، وللإذاعة ووكيلها المساعد الأستاذ إبراهيم الصقعوب، ولإذاعة الرياض ومديرها العام الأستاذ سعد الجريس، والشكر لجريدة (الجزيرة) والشكر كذلك لشركة (العربية للعود)، ومهرجان (بريدة للتمور) على الجهود التي بذلت، والكلمات التي ألقيت، والخطوات العملية التي ظهرت وتألقت في هذه المناسبة الكريمة العزيزة (احتفاء إذاعة الرياض بمنسوبيها الذين قضوا وهم على رأس العمل عليهم رحمات الله ورضوانه، ولهم بإذن الله فراديسه وجنانه).
إن تذكر هؤلاء الناس واستذكار أعمالهم، يعيد إلى عالم الواقع والحقيقة نماذج ملموسة، وشواهد محسوسة من إنتاجهم وعطاءاتهم وآثارهم تعطي شحنات قوية، ودفعات إيجابية لأبنائهم وبناتهم الذين هم من أصلابهم، أو تلاميذهم الذين ساروا على منهاجهم، أو مشوا على خطواتهم، أو تلمسوا طريق الإعلام من بعدهم.
إن الاحتفاء بهذا النفر القليل من المجاهدين الصابرين الأبطال على روعته وسبقه وتفرده، وعلى أهميته وعظمته وضرورته، يفتح الباب واسعاً وعلى مصراعيه أمام أسئلة كثيرة يطرحها مقتضى الحال، ويقررها واقع الأمور!
ومن هذه الأسئلة: هل هؤلاء الكرام الذين احتفلت بهم إذاعة الرياض هم وحدهم الذين قضوا نحبهم وهم على رأس العمل؟.. أولم يسبقهم غيرهم؟! أعني منذ تأسيس إذاعة الرياض في الأول من شهر رمضان من عام ألف وثلاثمائة وأربعة وثمانين؟!
ثم ماذا بالنسبة لإذاعة جدة التي بدأت العمل قبل إذاعة الرياض؟! وماذا بالنسبة للذين قضوا فيها منذ قيامها وحتى الآن؟!
والحديث عن الإذاعة يجرنا بالضرورة للحديث عن التلفزيون الذي تأسس وقام في عام ألف وثلاثمائة وخمسة وثمانين، لا سيما وأن الإذاعة والتلفزيون يتبعان جهة رسمية واحدة هي وزارة الثقافة والإعلام، وأن معظم العاملين في التلفزيون سبق لهم العمل في الإذاعة أو أنهم بدأوا العمل في الإذاعة والتلفزيون في وقت واحد.
والسؤال الآن ما هو الموقف من الرجال والنساء الذين قضوا نحبهم وهم على رأس عملهم في التلفزيون؟!
أقول هذا الكلام وأطرح هذه الأسئلة التي أفصحت عن بعضها وأفصح عن بعضها الآخر بعد قليل.
أقول هذا الكلام وأطرح هذه الأسئلة ليس من فراغ! فأنا واحد من الذين كان لهم شرف المساهمة في تأسيس إذاعة الرياض وتأسيس تلفزيون المملكة وكنت واحداً من الجند الذين كانوا يمشون وراء معالي الشيخ جميل الحجيلان وزير الإعلام العبقري الذي تم تأسيس هذين المرفقين الإعلاميين الكبيرين في عهده.
وبالنسبة لإذاعة الرياض خاصة فقد كان لي شرف إدارتها وتوجيهها أكثر من عشر سنوات، وقد وافقت السنوات الثلاث الأولى منها أواخر عهد الشيخ (جميل الحجيلان) بوزارة الإعلام، والخمس السنوات التالية وافقت كل عهد الشيخ (إبراهيم العنقري) بهذه الوزارة عليه رحمات الله..
وكانت السنوات الباقية من تلك السنوات العشر في عهد الدكتور (محمد عبده يماني) وزير الإعلام المجتهد! والتي استقلت بعدها من العمل والتحقت بالشركة السعودية للأبحاث والتسويق وسافرت إلى لندن مكلفاً برئاسة تحرير مجلة (المسلمون).
تسلمت إذاعة الرياض خلفاً لزميلي الأستاذ خميس حسن سويدان في عام ألف وثلاثمائة وثمانية وثمانين والزميل الأستاذ خميس مذيع مخضرم متألق ساهم في تأسيس إذاعة الرياض وكذلك في تأسيس تلفزيون المملكة، وبذل جهوداً كبيرة في السنوات الأربع التي سبقت إدارتي لإذاعة الرياض، لكن مسماه كان (المراقب العام للبرامج) وهذا يعني أن أكثر قطاعات إذاعة الرياض لم تكن تتبعه، فإدارة الأخبار وإدارة الترجمة والوكالات، والقسم الأوروبي، هذه الإدارات كانت تتبع مدير عام الإذاعة، وأما إدارة الأستوديوهات وإدارة الصيانة فكانتا تتبعان مدير عام الشؤون الهندسية!
وكان من الضروري تصحيح هذا الوضع غير الطبيعي مع استلامي لعملي الجديد.. وكان من فضل الله سبحانه وتعالى ثم بتفهم كبار المسؤولين في الوزارة أن صحح هذا الوضع وربطت كل الإدارات والأقسام التي سبق ذكرها إضافة إلى قسم استحدث في إذاعة الرياض هو قسم المكافآت.. ربطت كل هذه الإدارات والأقسام بشخص مسؤول واحد مسمى (مدير إذاعة الرياض). وكان من نصيبي أن أحمل هذا الاسم لأول مرة.
وانطلقت أنا والشيخ ثاني المنصور عليه رحمة الله والشيخ محمد الهويش، والشيخ إبراهيم الدباسي وعبدالله هليل ومحمد المنصور ومنير شماء وماجد الشبل -عافاه الله- ومحمد عبدالرحمن الشعلان عليه رحمة الله، ومحمد موسى المجددي -عافاه الله-، وسعود الضويحي عليه رحمة الله، وغالب كامل -عافاه الله-، ومحمد كامل خطاب عليه رحمة الله، ومحمد مصطفى الخواجة وعلي محمد النجعي وإبراهيم الضويحي، ومحمد الدعيج وجميل فراش وصدقة محلاوي، وعبدالكريم الخطيب، وخالد بوتاري، ومحمود أبو عبيد، ومحمد علي كريم، وعبدالمحسن الخلف، وحسين بخش، وراشد الجهني، وحمد الصبي، وعز الدين القطب، وسيف الدين الفضل، وفهد يعقوب الهاجري -عافاه الله-، ورشاد المحتسب، ومسلم صبري البرازي، وعبدالرحمن منصور الزامل عليه رحمة الله، ونزار شرابي عليه رحمة الله وسيف الدين الدسوقي وعبدالرحمن يغمور وعبدالرحمن عبدالله المقرن، وعلي الحلوي، وسامي أبو الفرج، ومحمد علي داغستاني، وناصر الطحيني، ومطر الغامدي، وحسن محمد عياف ومبارك بن ثني ومحمد عبده الشيبانين وعطاالله الطعيمي، ومهدي أحمد الريمي، وصدقة حريري، ومكي العشماوي، وعبدالعزيز الفايز، وفؤاد العلمي، وعبدالكريم بياضو، ومحمد نور أبو ناصف وطلعت البياري وعبدالعزيز عمر جعفر (مدير مكتبي) وسعد بن فهد بن خميس (مراسل البرامج) رحمه الله وحامد السوداني (مراسل القسم الأوروبي) وحميد بن دغيمان الحربي مراسل الأخبار والسائق محمد الحوشان.
وعائشة مصطفى حماد ودنيا بكر يونس وبتول مراد، وعزة فؤاد شاكر، ونبيلة السلاخ، وسميرة أبو جيب عليها رحمة الله, وزكية الحجي، وسلوى عبدالمعين شاكر، وأمل عبدالهادي النجار، وسلوى نجم، ونبيلة فادن، ونوال أحمد بخش، ونزيهة التونسي، وآمال رشيد رضوان. وبقية المذيعين والمحررين والمترجمين والمهندسين والمخرجين، ومقدمي البرامج، والإداريين وغيرهم ممن لا يزيد عددهم عن ثمانين رجلاً وامرأة!
وتوكلنا على الله سبحانه وتعالى وسرنا صفاً واحداً، وأسرعنا الخطى وأوسعناها متجهين إلى تحقيق هدف واحد مشترك، هو تحقيق السبق والتقدم لإذاعة الرياض بما يتناسب مع مكانة المملكة وسمعتها ووزنها ومستقبلها على النطاق المحلي والعربي والإسلامي والعالمي.
وعلى الرغم من أن إذاعة الرياض كانت تحولت في الشهور الأولى لعام ألف وثلاثمائة وثمانية وثمانين إلى محطة لإعادة بث البرامج القادمة إليها من إذاعة جدة والمنتجة فيها، وعلى الرغم من أن حركة الإنتاج الإذاعي كانت قد توقفت تقريباً في أستوديوهات إذاعة الرياض التي كانت في مبانيها القديمة في شارع الفرزدق، فقد استطاعت الانتفاضة الجديدة، والهمة العلياء التي دبّت في أوساط (إذاعة الرياض) مع أواسط عام ألف وثلاثمائة وثمانية وثمانين، وبفضل من الله أولاً ثم بتعاون وتفاني أولئك الثمانين رجلاً وامرأة الذين سبق ذكرهم، استطاعت أن تقضي على دواعي الكسل والخمول والنوم، وتمسح آثار الفشل والتقهقر والخيبة، وتعيد إلى (إذاعة ا لرياض) نشاطها وحيويتها وإنتاجها المميز، وصارت بفضل الله وخلال مدة قصيرة تسابق الزمن فوصلت إلى مستوى (إذاعة جدة) الجديدة في مبانيها وأستوديوهاتها التي بلغت ثمانية أستوديوهات من مختلف المقاسات والاستعدادات، فضلاً عن مئات الطاقات البشرية التي كانت وراءها، وأستطيع أن أقول وبكل موضوعية أن (إذاعة الرياض) في تلك الفترة وبأستوديوهاتها القديمة المؤقتة وبطاقمها البشري الذي لم يتعد ثمانين رجلاً وامرأة، قد حققت السبق والتقدم والفوز في الإنتاج وفي التقيد بالمواعيد المقررة، وفي صرف مكافآت المتعاونين مع الإذاعة بطريقة حضارية حققت للمتعاونين معها الاحترام اللازم وقامت بصرف مستحقاتهم دون نقص أو تأخير.
لقد أطلت في التحدث عن إذاعة الرياض محبوبتي بل معشوقتي! ولولا خوفي من أن يمل قارئي هذا الحديث لدونت صفحات وصفحات واسترسلت في الكتابة فترة طويلة عن تلك الأيام التي خلت من عمر هذه الإذاعة وذكرياتها الحلوة أحياناً والمرة أحياناً أخرى، والمنتجة في كل الأحايين.. تلك الأيام التي لا تنسى، وتلك الذكريات ومع أولئك الأشخاص الكرام المجاهدين التي ستبقى مستقرة في الذاكرة ثابتة في القلب، لاتتغير ولا تتبدل ولا تتأثر!!
ولأن في الحديث عن تكريم إذاعة الرياض للنفر الكرام الذين اختصّتهم بالتكريم عليهم رحمات الله.. لأن في هذا الحديث بقية ليست بالقصيرة، فأنا أستميح قرائي الكرام العذر وأطلب منهم الاستراحة الآن والتوقف عن الكلام على أمل اللقيا في الحديث القادم.
د. زهير الأيوبي
z-alayoubi@hotmail.com