|
تحليل: وليد العبدالهادي
المساحة ضيقة جدا للحديث عن الاقتصاد العالمي بالتساوي بسبب سخونة الاقتصاد الأمريكي الذي أعطى إشارات قوية لتوجه الاقتصاد العالمي من اجتماع واحد قام به يوم الأربعاء الماضي، أول إشارة هي تضييق الخناق على البنوك ودفعها أكثر لسوق الإقراض، والإشارة الثانية هو أن الأصول بكافة أنواعها مستهدفة من قبل صناع الأسواق لأن المصير المحتوم للدولار هو المزيد من الهشاشة والإشارة الثالثة والأخيرة هو أن الأزمة الاقتصادية العالمية لم تنه فصولها بعد!، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:
الدولار الأمريكي:
المزيد من التدهور في العملة الخضراء إلى 76.25 أمام سلة عملاته لكن يرجح أن يكون (قاع مزدوج) في المنطقة ثم العودة للارتداد إلى مستوى 78 وهو المحدد الرئيس للاتجاه خلال بضعة أيام، أما الذهب الأصفر يتداول الآن عند 1348 دولارا للأنصة واضح جدا ضعف العزوم حيث قام المتحوطون بالبيع وشراء الأسهم، وبشأن خام نايمكس أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية عن ارتفاع مخزون النفط بقيمة مليوني برميل هبط خام نايمكس إلى 86.5 دولارا للبرميل أعلى مستوى له منذ مايو الماضي بسبب انخفاض تكلفة البرميل الناتج من هبوط الدولار وارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق المدفوعة بزخم قوي جدا من المضاربين.
ازدحام شديد في كم ونوع الأرقام المعلنة من أمريكا وهي سلبية في معظمها، حيث أعلن بداية الأسبوع عن تراجع في الدخل الشخصي والاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر وتراجع في مؤشر تكلفة العمالة رغم إضافة 43 ألف وظيفة من القطاع الخاص، وأبرز ما في الأسبوع هو تثبيت سعر الفائدة عند 0.25% ونية عن ضخ 600 مليار دولار كإضافة جديدة في برامج التحفيز بهدف شراء السندات وحفز البنوك للإقراض وهو ما سيضغط أكثر على الدولار ويوجه السيولة لأسواق المال بهدف تعويض النقص خصوصا مع مخاطر الانكماش التضخمي وعدم ترجمة خطط الإنقاذ بشكل فعلي في معدلات البطالة وهذا ما حدث بالفعل، حيث سجل مؤشر الداو جونز قمة جديدة عند 11400 نقطة لأول مرة منذ عامين.
اليورو مقابل
الدولار الأمريكي:
نذكر بأن الزوج يستعد مبكرا لقاع جديد دون 1.18 خلال بضعة أسابيع لكنه على المستوى الأسبوعي زار مستوى 1.42 ويرجح أن يتعرض لبيوع فوق حاجزه النفسي يظهر ذلك من نمط الحركة والزخم المتراجع.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي:
وصل إلى مستوى 1.62 كما كان متوقعاً ومعظم المضاربين يتواجدون فيه الآن والزخم بازدياد، أما الأسبوع القادم يرجح أن يتعرف على مستوى 1.67 يدعمه خط الاتجاه الصاعد الظاهر في الرسم البياني.
الدولار الأمريكي
مقابل الين الياباني:
ظهور نمط شرائي نهاية الأسبوع يستهدف مستوى 83.5 والمسار الجانبي متوقع في هذه الحالة حتى يتم التأكد من نوايا البائعين في الدولار، حيث كلاهما يعانيان من ضعف العزوم ولا سيما وأن المركزي الياباني توقف عن عمليات البيع في عملة البلاد.
اليورو:
مؤشر مديري المشتريات الصناعي يسجل نموا طفيفا في المنطقة إلى مستوى 54.6 ضمن سلسلة من الارتفاعات خلال العام الحالي وأسعار المنتجين تؤكد ذلك حيث ارتفعت في المنطقة إلى 4.2 في آخر قراءة لشهر سبتمبر هذا الأداء جاء مدعوماً من مبيعات التجزئة مما أعطت أثرا إيجابيا في سوق الأسهم لكن هذا المؤشر لا يعتد به كثيرا من قبل المستثمرين لكنه غالبا ما يستغل من قبل المضاربين لتذبذبه العالي وبشأن العملة الموحدة فقد استفادت كثيرا من البيوع التي حدثت للدولار بعد قرار الفدرالي الأمريكي وكونت قمة سعرية أسبوعية لكنها هشة.
الجنيه الاسترليني:
الاقتصاد الملكي هذا الأسبوع لم يشهد أرقاما هامة ومصيرية كما حدث في نظيره الأمريكي والسبب يعود لاجتماع بنك إنجلترا المرتقب، حيث فضّل الكثير تأجيل التداول ريثما ينتهي الاجتماع والتوقعات تشير إلى تثبيت سعر الفائدة عند 0.50% وبرنامج شراء الأصول عند 200 مليار جنيه وعلى الأرجح أن يؤجل البنك أي عملية تيسير كمي حتى يتم تقييم سياسة الإنفاق الحكومي الجديدة والتي تستهدف خفض العجز مع بداية العام المقبل والتريث حتى يتم تقييم الأداء الاقتصادي العالمي لذا لا يتوقع أن نشهد تحولات كبيرة أساسية في الاقتصاد فقط سيكون هناك تقلبات كبيرة في أسواق المال بقيادة المضاربين وعلى رأس هذه العملات (العملة الملكية).
الين:
المستهلك الذي يحتل المرتبة الثانية في قائمة المستوردين للسلع اليابانية (الصين) نما مؤشر مديري المشتريات الصناعي له في أكتوبر إلى مستوى 54.7 ونمو طفيف في مؤشر الخدمات ومع إيجابية هذا الخبر إلا أن ارتفاع قيمة الين تضغط على المصدرين (الشركات الكبرى) لذلك تم بيع الأسهم هناك وشراء الدولار ترقباً لقرار الفدرالي الأمريكي.
* * *
(تم إعداد هذا التقرير منتصف جلسة الأسواق الأوروبية يوم الخميس الساعة 12 ظهرا بتوقيت جرينتش)
محلل أسواق المال
waleed.alabdulhadi@gmail.com