لا أعرف لماذا تصر كثير من المؤسسات الحكومية على تنظيم المؤتمرات التي لا يحضرها أحد ولا يستفيد منها أحد، وتصير المحصلة النهائية لها، مجرد أخبار صحفية، يظهر فيها مسؤولو المؤسسة وهم على منصة المسرح يتحدثون للكراسي الفارغة ! كما لا أعرف لماذا تصر مؤسسات أخرى على المشاركة في معارض ومهرجانات دولية، وتكون مشاركاتها ضعيفة وباهتة، لا تمثل حجمنا ولا إمكاناتنا.
أليس في ديوان المراقبة العامة نظام يتابع جدوى تنظيم هذه المناسبات أو المشاركة فيها، نظام يشبه أنظمة متابعة المال العام؟!
اسألوا منظمي المؤتمرات المحلية: كم يكلف كل مؤتمر، في جوانبه التنظيمية وفي مصاريفه اللوجستية وفي ما يصرف على المشاركين من الخارج، وعلى الفنادق والسيارات والهدايا؟! اسألوا الذين يحضرون مشاركاتنا الدولية: كيف هي مشاركاتنا؟! الزميل الدكتور عبد الله البريدي عاد الأسبوع قبل الماضي من معرض فرانكفورت للكتاب. يقول عن مشاركتنا فيه: «ضم الجناح السعودي فوق رفوفه، كتباً يمكن تصنيفها بأنها استفزازية للمجتمع الغربي، سواء من حيث عناوينها أو محتوياتها، التي تهاجم بنزعة لا علمية المبادئ الغربية، أو تعمق فكرة العنف الإسلامي. إننا في أمس الحاجة إلى تقويم كامل لمشاركاتنا الدولية في الكثير من المحافل العلمية والفكرية والإعلامية والاقتصادية، فالمشاركة باهتة وضعيفة، وتعجز عن تحقيق مكاسب جوهرية، سوى التمتع برحلات السفر والانتداب للمشاركين من الموظفين الرسميين. أما الخبرات التي من الممكن أن تعود على المشاركين، فتقتصر على التعرف على أن ثمة مطعما عربيا يقدم مأكولات ومشروبات لذيذة»!