لقد كان حدثاً كبيراً في حجمه ومضمونه.. كيف لا؟ وهو يتعلق بفئة عزيزة علينا جميعاً يجدر بنا احتواؤها ورعايتها والاهتمام بها وهم إخواننا ذوو الإعاقة الحركية من الكبار والتي احتضنتهم جمعية الإعاقة الحركية للكبار (حركية) وشعارها «سنجعل من الإعاقة انطلاقة» حتى أصبح لها دور فعال لخدمة هؤلاء الفرسان، ذلك الحدث هو حفل الزواج الجماعي لذوي الإعاقة، لقد امتلأت قلوبنا بالفرح واهتزت أفئدتنا بالسعادة ونحن نشاهد العرسان يعتلون المسرح وقد ارتسمت البسمة على وجوههم، حدث فريد من نوعه تجلت فيه أسمى معاني الإخاء والمحبة والمبادرة إلى الخيرات، وستخلد في ذاكرة الزمن ليلة زفاف خمسة وسبعون شاباً إلى خمس وسبعين فتاة من أبناء هذا الوطن الغالي علينا، لقد كانت ليلة بهيجة امتزجت فيها نسيج مشاعر الأمل مع قوة الإرادة، فيها أصبحت مرادفات العجز واليأس شيئاً من الماضي.
وسيسطر التاريخ اسم جمعية (حركية) بأحرف من ذهب حيث إنها تعد صاحبة السبق والريادة في هذا العمل الخيري النبيل. وهذا الجهد ما هو إلا حلقة من عقد الأعمال الجليلة الأخرى التي تقدمها لأبنائها من ذوي الإعاقة، فالشكر كل الشكر للقائمين على هذا الصرح المبارك وعلى رأسهم مهندس الأعمال الخيرية ورجل البذل والعطاء الشيخ ناصر بن محمد المطوع (أبو بدر) ذلكم الرجل الشهم الذي لم تشغله أعماله الكثيرة عن العمل الإنساني وحبه لأبنائه من ذوي الإعاقة الحركية منذ أن كان من أوائل مؤسسي جمعية الأطفال المعوقين وعضواً بمجلس إدارتها، وأعماله الخيرية المتعددة في شتى المجالات خير شاهد على ذلك.
إن ديننا الحنيف يدعونا للترابط والتكاتف ويحثنا على عمل الخيرات فينبغي علينا جميعاً أن نساهم بما تجود به أنفسنا في دعم جمعية الإعاقة الحركية للكبار (حركية) حتى تحقق الأهداف السامية التي أنشئت من أجلها، فإن أفق طموحات الجمعية وأهدافها الجليلة والنبيلة ما زال يتسع يوما بعد يوم.
وأخيرا لا يسعني إلا أن أقول: بارك الله فيك وبارك في جهودك يا أبا بدر طبت وطاب مسعاك ودمت بحفظ الله.
enigma.98@hotmail.com