هذا العنوان أستعيره من محاضرة قديمة للشيخ الفاضل/ سلمان العودة – حفظه الله - حيث يتحدث الكثيرون في مجالسهم في مجالات كثيرة محلية وخارجية متنوعة ولكن يغلب على الكثير في هذه المجالس النقاش الحاد بعض الشيء وذلك لاختلاف وجهات النظر وهذا طبيعي جداً ولكن أن الكل يفتي بكل شيء فهذه خاصية قد حبانا الله إياها فنحن كاملون مكتملون ونعرف بالدين والسياسة والاقتصاد والطب وكل المجالات بل تفوقنا على الجميع في رصد المستقبل السياسي والمالي والاجتماعي!
ولكن ما سر هذه الظاهرة بالذات لدينا فكل الشعوب تجلس وتتحدث في شؤونها وشؤون غيرها فما الضير في ذلك؟
لا شيء، وإنما في اعتقادي أن لدينا جرعة زائدة من التنظير والذي مرده أن لا مجال آخر لدينا نمضيه في أوقات فراغنا فليس لدينا إلا الاستراحات والقنوات الفضائية والمجالس والولائم أما مظاهرالترفيه الأخرى (المقبولة دينياً) فهي محدودة فليس لدينا هوايات وأنشطة نمضي بها أوقات فراغنا رغم التغير الملحوظ على الجيل الجديد من الشباب ونزعتهم إلى اللامبلاة ولكن المجالات ما زالت محدودة لتمضية فراغهم بشكل مقبول يقلل من مشاكل النمو المجتمعي والتغير الفهمي بين الأجيال.
إن التشدد في منع وسائل الترفيه سواء بمنظور ديني أو اجتماعي قد أوجد جيلاً جسمه لدينا وعقله وفكره في الخارج والأدهى من ذلك أن البعض له عدة وجوه يلبسها فهو المتصدر للمجالس صاحب الرأي والحكمة وفي نفس الوقت يعمل ويتصرف بطريقة مختلفة في الخارج أو عند التعامل مع الأجنبي وبالذات الغربي ولكن هل هذا نفاق أم انفصام في الشخصية؟
ربما، ولكن الواقع والانتقاد وقانون العيب جعل الكثير لا يعيش على سجيته ويستمتع بوقته بالطريقة التي يريدها وأنا هنا لا أتحدث عن مقترفي المعاصي ولكن إسلوب الحياة وتغير نمطها في الظروف المختلفة لدينا يجعلنا نسجاً فريداً يصعب تكراره.
أنا هنا لا أنتقد ولكن هي قراءتي للواقع ولا أخشى أن أصنف كما يخشى الكثير ولا يصرح بما يسر.
فخوفنا من النقد أصبح عائقاً ليس اجتماعياً بل حتى استثمارياً في بعض المشاريع الترفيهية النوعية بدلاً من الرحلات المكوكية للمجتمع في كل إجازه وكأننا لم نرَ شيئاً ولا نستطيع امتلاكه.