أصبح بمقدورنا أن نصّنف ونحقب التعليم العالي ونجعل له تاريخاً مصنفاً ومحقباً بمراحل.
المرحلة الأولى: الجامعات السبع (الأم).
المرحلة الثانية: جامعات المناطق.
المرحلة الثالثة: جامعات المحافظات.
ولاشك أن هناك تداخلا في المراحل لكن الأبرز هي المرحلة الثالثة جامعات المحافظات لأنها الأصعب والأكثر شمولاً لتغطي حوالي (79) محافظة يفترض أن تكمّل (25) جامعة حكومية وسبع جامعات أهلية لتصل إلى رقم إجمالي (50) جامعة.
ففي عام 1430هـ بدأ مشروع جامعات المحافظات بثلاث جامعات: شقراء، والمجمعة، والخرج أما رسميا فالبداية كانت عام 1383 كلية البترول والمعادن ومقرها الظهران التي أصبحت جامعة عام 1395هـ لكننا نعتبر البداية الفعلية عام 1430هـ بتأسيس جامعات المحافظات والتي ازداد الطلب والضغط على إنشائها من محافظات كبيرة لها شبه استقلالية عن مقر المنطقة. ولها تميز حضاري وحضور علمي وسمة ثقافية مميزة وناحية جغرافية تؤدي من خلاله دورا تعليميا وحضارياً واقتصادياً. وكذلك تعداداً سكانياً يتطلب وجود جامعة تحوي هذا المنتج التعليمي والثقافي والبشري لتنمية المحافظات القابلة للتطوير كونها تضم مدن عديدة وتجمعات حضارية قابلة إلى تطويرها إلى مراكز ومحافظات ومدن.
هناك نواح جغرافية واقعة بين حدود إدارية لمناطق متعددة وهذه النواحي رغم تعداد سكانها وتعليمهم إلا أنها لا تستطيع أن تعبر عن نفسها بسبب موقعها الجغرافي الحدودي بين أضلاع ثلاث مناطق حيوية وهذا لا يساعد على نمو وتشكّل تلك المجتمعات إذا استمر الحال كما هو.. رغم أن تلك المحافظات كانت مركزاً استيطانياً قديماً لها الريادة والسجل التاريخي ولدى وزارة التعليم العالي توجه للتوسع في إنشاء جامعات المحافظات استيعاب الجامعة لا يزيد على (30) ألف طالب وطالبة تغطي احتياجات المحافظات التعليمي والبحثي والخدمات العامة وهناك محافظات لديها البنية التعليمية والعلمية وتعداد سكاني كثيف واقتصاد مزدهر فبالتالي تحتاج إلى جامعات، ومثالاً لذلك منطقة الرياض: الدوادمي، والقويعية، والزلفي ووادي الدواسر. المنطقة الشرقية: حفر الباطن. مكة المكرمة: (القنفذة والليث) و(رنية والخرمة وتربه). منطقة المدينة المنورة: ينبع، العلا. منطقة تبوك: الوجه. منطقة القصيم: عنيزة، والرس. منطقة الجوف: القريات. منطقة جازان: صبيا. منطقة عسير: (بيشة تثليث)، والنماص. منطقة الباحة: بلجرشي.
بزيادة (17) جامعة ليصبح لدينا مع (25) جامعة حكومية و(7) جامعات أهلية بمجموع (49) جامعة ومتوقع إضافة جامعات أهلية خلال السنوات القادمة ليتجاوز العدد (50) جامعة وهذا يتناسب مع تعداد سكاننا الذي قارب الـ(28) مليون نسمة. والـ(49) جامعة هي الحد الأدنى للتعليم الجامعي في المملكة إذا افترضنا استمرارية مشروع الملك عبدالله للابتعاث الخارجي الذي يستوعب (200) ألف طالب وطالبة وفي حالة عدم استمرار المشروع للسّنوات القادمة يتطلب افتتاح المزيد من الجامعات لتغطية فراغ المشروع والحاجة للتعليم الجامعي.