Sunday  31/10/2010 Issue 13912

الأحد 23 ذو القعدة 1431  العدد  13912

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

           

في شهر ديسمبر المقبل تكمل المملكة فترة خمس سنوات من تجربة الاندماج في النظام التجاري العالمي المتعدد الأطراف والمتجسد بمنظمة التجارة العالمية بما تحتويه من قيم ومبادئ وقواعد واتفاقيات لإدارة التجارة العالمية تعتمد في الأساس على القدرات البشرية في التفاوض المتسلحة بالفهم الجيد لمبادئها وقواعدها القانونية.

ولعل من حسن الطالع، بالنسبة للأعضاء الجدد، أن أصيب النظام التجاري بالجمود منذ عام 2005م حيث لم تراوح المفاوضات التجارية مكانها منذ ذلك التاريخ، مما يعد فرصة سانحة لاستيعاب الاتفاقيات والالتزامات القائمة قبل أن يدرج على جدول أعمال المنظمة أجندة جديدة.. وقد توقعنا هذه النتيجة في مقال نشر في صحيفة الرياض مطلع عام 2006م بعنوان «مستقبل منظمة التجارة العالمية».

وبهذه المناسبة، يجدر بنا تقويم الفترة الماضية من حيث مكاسب الانضمام وأعبائه والتزاماته.. ونستطيع القول إن من ثمرات الانضمام تطوير الأنظمة التجارية السعودية، والتقدم المحرز في حماية حقوق الملكية الفكرية، والخطوات التطويرية لمرفق القضاء نحو التخصص وفق المعايير العالمية التي لا تتعارض مع القيم والثوابت الخاصة.

أما عن التجارة السعودية الخارجية العابرة للحدود ومدى استفادتها من قواعد المنظمة (مبدأ المعاملة الوطنية)، (ومبدأ الدولة الأولى بالرعاية)، فقد جاءت العقبات من بعض دول الشرق خاصة من الصين والهند بفرض رسوم إغراق على بعض الواردات السعودية من البتروكيماويات على عكس ما كان متوقع حيث تركزت اهتمامات المفاوضين السعوديين على سبل إزالة المعوقات التي كانت تفرضها بعض الدول الغربية.

وقد كانت آليات معالجة تلك العقبات تعتمد على المفاوضات الثنائية وتتحاشى اللجوء لقواعد تسوية الخلافات في إطار المنظمة لنقص الكوادر المؤهلة القادرة على مقارعة الخصوم وفق نظام تسوية المنازعات شديد التعقيد.

الجانب الآخر للمسألة، هو تقويم أثر الانضمام على التجارة الداخلية والمستهلك المحلي، وهنا يبدو أثر بعض قطاعات الخدمات كالتأمين والبنوك والتعليم والصحة. أما عن حماية التجارة الداخلية من المنافسة المخالفة لقواعد المنظمة، فالصورة لا تبدو واضحة. فهل السوق السعودي لا يعاني من واردات مغرقة؟. وهل السوق السعودي لا يعاني من واردات مخالفة لقواعد التدابير الصحية؟. وهل السوق السعودي يطبق معايير الحواجز الفنية أمام التجارة؟.

الجانب الأخير هو تنمية القدرات الوطنية لفهم واستيعاب قواعد المنظمة0 فحسب علمنا الوضع لا يزال كما هو قبل الانضمام.. ولازلنا نعتمد على خبراء من باكستان ومصر وبيوت خبرة أجنبية. بينما كان يفترض الاستفادة من عرض الدولة السخي لتنمية القدرات الوطنية وابتعاث عدد كبير من الشباب السعوديين للتخصص في موضوعات المنظمة والتدريب لدى أجهزتها ليتولوا بعد ذلك زمام الأمور لدى الجهات المعنية بشئون المنظمة.

وما لم يقم المعنيون بذلك، فسوف يتحملون المسؤولية التاريخية حيال توريث الجيل القادم اتفاقيات تمس مستقبلهم دون أن تتاح لهم الفرصة لفهمها، وكيفية إدارة مصالحهم في إطارها، والقدرة على الدفاع عن تلك المصالح.

JAZPING: 8746 - malshmmeri©hotmail.com

 

ورقة عمل
الذكرى الخامسة للانضمام لمنظمة التجارة العالمية
محمد عبد الرحمن الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة