مرثية في المغفور له -بإذن الله- يوسف بن محمد العقيل
يا حُرْقةَ القلبِ يا حُزني وثُكْلاني
يا عَبرةً حشْرجتْ في جوفِ وجداني
يا صرخةً لم تزلْ بالصبرِ تقهرُها
عزيمتي وعلى الرحمنِ تُكْلاني
باللهِ يا قلبُ لا تجزعْ وكنْ رَجُلاً
يَغشى المصائبَ في عزمٍ وإيمانِ
باللهِ لا تبعثِ الشكوى إلى أحدٍ
إلاَّ إلى اللهِ لا تشكو لإنسانِ
سبحانَه لم يزلْ بالفضلِ يكفَلُنا
نِعْمَ الكفيلُ كريماً غيرَ منَّانِ
يا قلبُ صبراً على الدنيا ومحنَتِها
فكلُّ حيٍّ بلا شكٍ غداً فانِ
إنْ يمضِ عنها حبيبٌ فالعزاءُ به
أنَّ البسيطةَ ليستْ دارَ أوطانِ
رحيلُ»يوسُفَ»أدمى العينَ من كَمَدٍ
وأبدلَ السعدَ والسلوى بأحزانِ
ربَّاه رُحماك أبدِلْ حُزْنَهُ فَرَحاً
واكتبْ له الأجرَ جزلاً دون نُقصانِ
وامحُ الخطايا بعفوٍ منكَ يا حَكَمًا
يُحصي الذنوبَ ويمحوها بغفرانِ
يا ربِّ رَوحاً وريحاناً تُبشِّرُهُ
فيها وأنَّكَ راضٍ غيرُ غضبانِ
والملتقى جنَّةٌ للمتقين لها
كعرضِ سبعٍ وأخرى ذاتُ أفنانِ
هناك يا أيُّها الغالي نبثُّك ما
رَوَتْ محاجرُنا من غيرِ بهتانِ
باللهِ يا من حملتَ النَّعْشَ متَّجِهاً
إلى النَّسيمِ أتدري أنَّه الحاني
على صغيرٍ ومحتاجٍ وعاملةٍ
وصُحبةٍ وأُخيَّاتٍ وإخوانِ
يا تُربةَ الحيِّ هل تدرينَ إذْ لَمَسَتْ
حُمْرُ الرِّمالِ فريداً ما له ثانِ
خيرُ الرجالِ إذا جرَّبْتَ معدِنَهُمْ
«أبو طلالٍ», وربِّي عشرُ أيمانِ:
ما مرَّ في خاطري من طِيبِ سيرتهِ
إلا أثارَ حنيني ثم أبكاني
ما ماتَ بل هو حيٌّ في ضمائِرِنا
يا لَلَخسارةِ فينا أيُّ خُسرانِ
ذاك الذي فَتَّ من خالي شكيمتَهُ
وهو القويُّ الذي من قبلُ ذو شانِ
وأمُّهُ هذه الثكلى وإخوتُهُ
صاروا كمثلِ سفينٍ دون رُبَّانِ
وزوجُهُ وبنيَّاتٌ نشأْنَ على
حفاوةٍ منهُ في عطفٍ وتَحْنانِ
عسى»طلالٌ»يحاذي نهجَ والدِهِ
بَرًّا رحيماً ومذكوراً بإحسانِ
ترى بهم أمُّهُم إن شاءَ ربُّكَ ما
يُرْسي البناءَ ويُحيي سيرةَ الباني
لمياء العقيل